2- الموقع الجغرافي للصحاري العربية :
اذا كان الوطن العربي يحتل مركز القلب من كتلة العالم القديم فإن الصحاري العربية تحتل مركز القلب من الوطن العربي (خريطة رقم 1) حيث ينصفها مدار السرطان، بل وتتجاوز هذه الصحاري قلب الوطن العربي نحو اطرافه لتطل على الخليج العربي شرقاً وعلى سواحل المحيط الاطلسي غرباً ولا يحدّها عن سواحل البحر المتوسط سوى جبال الاطلس في المغرب العربي ومرتفعات بلاد الشام في سوريا ولبنان والاردن وفلسطين، وبذلك تشكل الصحاري العربية جسراً أرضياً عظيماً يربط جناحي الوطن العربي الآسيوي والافريقي، وقد شكلت الصحراء رغم جفافها معبراً للهجرات العربية وللفتوحات الاسلامية نحو أقطار آسيا العربية وآسيا ونحو أقطار افريقيا العربية وافريقيا، فاتسعت رقعة الامة العربية والاسلامية اتساعاً كبيراً وخاصة في هذين الاتجاهين (آسيا وافريقيا).
شهدت اطراف الصحاري العربية قيام حضارات وتجمعات سكانية مزدهرة في وادي النيل وبلاد الرافدين وشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وأقطار شمال افريقيا، كان نتاجها أمة عربية اسلامية كونت مع الاقليات التي تعيش فيها حضارة عربية اسلامية متميزة.
وتعتبر الصحاري العربية اكثر الاقاليم الطبيعية اتساعاً في الوطن العربي حيث تصل نسبتها الى 90% من اجمال المساحة ولا يستثنى من ذلك سوى المناطق التالية:-
أ. مرتفعات شمال شرق العراق وسهول بلاد الرافدين (خط يمتد من جبل سنجار الى وادي الثرثار ونهر الفرات).
ب. مرتفعات بلاد الشام، خط يمتد من بحيرة الأسد على نهر الفرات الى حلب وحمص ودمشق (في سوريا)، والرمثا والزرقاء ومعان (في الاردن).
ت. مرتفعات جنوب الحجاز وعسير واليمن (خط يمتد من ينبع الى جبل رضوى(2041م) الى وادي الحمض فالسفوح الشرقية لمرتفعات عسير(في مناطق رنية وبيشة وتثليث) والى نجران ومأرب ووادي حضرموت ووادي المسيلة والى مدينة سيحوت على ساحل بحر العرب).
ث. منطقة الجبل الأخضر في عُمان.
ج. وسط وجنوب السودان حيث تزيد الأمطار على 250 ملم (خط يمتد من بورسودان على ساحل البحر الاحمر شرقاً الى مدينة عطبرة والى مدينة الابيض والفاشر في السودان وانتهاءً بمرتفعات دارفور غرباً).
ح. منطقة الجبل الأخضر وجبل نفوسة في ليبيا.
خ. مرتفعات جبال الاطلس وتفرعاتها في كل من تونس والجزائر والمغرب (خط يمتد من صفاقس الى قفصة (تونس) ومنها الى جبال تبسه ومدن بسكره والاغواط وبشار (الجزائر) والى الرشيدية والسفوح الشرقية لجبال اطلس الكبير واطلس الصغير والى وادي دراع (المغرب).
د. الجزء الاوسط الغربي من الصومال حيث تزيد كمية الامطار على 250 ملم (خط يمتد من وادي توغال شمال لاس انور الى مدن جالكمبو وحودر ولون جناني) وشمال نهري شبيلي وجوبا حيث تزيد كمية الامطار على 300ملم (خط يمتد من شرق مدينة عداله الى جنوب مدينة بيدوه ومدينة باردرة).
التعليقات
وجميلة سلسلة المقالات التي تدعو إلى إعمار الصحراء
فالصحراء مصدر من مصادر الطاقة الشمسية التي يحتاجها العالم
ورمالها تدخل في صناعة السيلكون والزجاج وكثير من التعدينات
وتحت رمالها كنوز الأرض من بترول ومعادن وثروات خبأها الله للعرب حتى ينتفعوا بها ويدخلوا في شراكة حضارية مع العالم
كل ما في الصحراء جميل، حيوانها ... نباتها ... أهلها... إبلها ... خيامها .... أطلالها ...
ومن أراد أن يتأكد مما نقوله فليقرأ كتاب ذي الرمة شاعر الحب والصحراء للدكتور خليف...
والخلاصة نتمنى الاستفادة من هذه الثروة المهدورة بلا طائل.. يكفي دفء الشمس فيها الذي تحتاجه الدنيا كلها
ونتمنى أن تصفو النفوس البشرية لتكون خاوية من الحقد والأغلال تماما كالصحراء العربية التي لم تكن تعرف إلا الحب والبطولة والفروسية وتقديم الماء والتمر والقهوة للضيف مجانا وذلك عنوان الكرم العربي الأصيل... وتحية لكاتب المقال والله الموفق
معظم مشروعات تعمير الصحراء بمصر فشلت لأنها لم تكن مؤسسة علي رؤية علمية ومستقبلية صحيحة، وأن الحل هو إعادة بناء قاعدة إنتاجية صناعية في الصحراء. كما حذر من أن اكتظاظ وادي النيل بالسكان لا يعوق التنمية فقط، بل ربما يتسبب علي المدي البعيد في الاشتباكات والحروب الأهلية
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة