التعليقات
الحقيقة المقالة تطرقت لأمر جد خطير، وإن كانت روح الساخر الذي بداخلك تضفي بنفسها عليها، إلا أنها أعطتها مذاقًا خاصًا،
حقيقة قضية التعريب منذ أن بدأت، وكان هدفها الأساسي هو التعرف على العالم الغربي ثقافة ومجتمعًا، فمنذ أن بدأ المنفلوطي تعريبه لقصص الكتاب الفرنسيين باسلوبه الرومانسي الرائع، وانجذبت الأنظار بل والعقول نحو هذه الثقافة الوافدة، مع العلم أن المنفلوطي عندما عرب روايات ألفونس كار وغيره كان يضفي عليها نزعة العربي لغة وأحداثًا، فمع هذا ظل الشكل والطابع الإسلامي العربي هو المسيطر.
إلا أننا في العصر الحديث وبعد أن انفتحنا على اللغة التقنية وهي تأتي علينا بكل مستغرب وعجيب، قد نقف أمامه حيارى لفترة طويلة
فتعريب المصطلح العلمي أمر غاية في الخطورة، حيث يرتبط المصطلح بخلفية ثقافية ودلالة ترتبط بالمنشأ، لذلك انقسم اللغويون ما بين من يرجح كتابتها بحروف عربية ولكن ذك لم يستساغ مع كل المصطلحات، والبعض الآخر يؤثر السلامة وكتابة المصطلح بنفس حروفه ودلالته التي نشأ فيها.
ولم نكد نخرج من هذا المأزق حتى واجهتنا الثقافة الأوروبية الوافدة بااللغة المخترة أعني استبدال الحروف بأرقام، أشاركك الرأي قد يكون ذلك نوعًا من الحرب الثقافية نحو استخدام اللغة اللاتينية وفرضها على الوجود؛ وما يتبع ذلك من تبعية الثقافة وتفريغ الهوية، وأخشى ما أخشاه أن تنتقل هذه الموضة الخائبة إلى لغتنا الجميلة لنتحول في النهاية إلى قوم خرس يتعاملون بلغة الرمز والإشارة!
حسن شعراوي
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة