التعليقات
تعقيبا على مقالكم الذي طرحتم فيه فكرة محاسبة النفس ومخالفة الشيطان، والذي فهمت في مستهله أنكم ترددتم في تناوله بالنظر لمسألة الأهلية، وما إحساسكم هذا إلا دليل على تواضعكم الجم، الذي قوى شكيمتكم و شحذ عزيمتكم و شد من عضدكم وشرح صدركم وحل عقدة لسانكم، فأطلقتموها صرخة مزمجرة مدوية في وجه النفس الأمارة بالسوء و قرينها إبليس اللعين الموبوء، فكانت بحق دعوة زاجرة صادقة لكبح جماحها والإعراض عن شيطانها.....
إن المتمعن في ثنايا هذا النص وما يكتنزه بين السطور من معاني وعبر، يجد أن صاحبها فعلا فكر و قدر و أسدى غالي النصح و أثمنه لمن ألقى السمع و اعتبر ......
إنكم فعلا أكدتم أن الفراسة و النباهة والتي هي من أبرز سمات كل مصلح ، ليست حكرا على أحد بعينه ولا وقفا على سن معينة و لا تخصص علمي محدد بذاته، بقدر ما هي استعداد فطري يدفع بصاحبه للترقي في مدارج الكمال النسبي في الحياة الدنيا، ليكون نقي السريرة في الباطن و طاهر العمل في الظاهر، ليظفر بالفوز بالنعيم من الخالق المعبود ذي الفضل والجود
نصائح ثمينة تحت على نبذ ذميم الصفات والتجمل بأنبل وأشرف العادات، ومعاملة الخلق بما يرضي رب المخلوقات والتقرب له بصادق العبادات، والإعراض عن الكبر والعجب وحب الذات، تحقيقا لطهارة الروح وسمو النفس لتطمئن بطاعة خالقها بكل خضوع وانكسار، لكي يجدها حيت أمرها ويفتقدها حيت نهاها، تنعم بحق الحياة والحرية مؤدية واجب الطاعة والعبودية .... من تمعَّن في مغزى الحكمة الإلهية لوجوده فوق الأرض وتدبر في أسرارها بكل حواسه فقد اهتدى إلى أن سعادته تكمن في سعادة الآخرين ببدل ما لديه بكل سخاء.....
.فالعالم عليه أن ينشر علمه لقرائه ويبثه في صدور طلبته، وألاَّ يحتكره لنفسه ويدع المضمار فارغا ليعبث فيه أشباه الفرسان....
.والتاجر كذلك، عليه أن يتحرى الصدق وينأى عن الغش و التدليس و المضاربة و الاحتكار بقصد رفع الأسعار، كي لا يضر المستهلكين و غيره من التجار ...الخ
لو يستشعر كل فرد منا مدى أهمية توازن الواجبات و الحقوق في الحياة، لبلغنا الغاية المثلى المفضية للسعادة في العالمين ولن يُدْرَكَ ذلك إلا بالحرص على أداء الواجبات حق الأداء دون فتور، وبنفس
الحرص المفرط والزائد الذي يبذل من أجل التمتع بالحقوق الواحد بعد الآخر دون كلل أو ملل........
وهكذا نجد أن معادلة توازن الحق في الحياة والحرية للخلق ،و واجب الطاعة والعبودية إزاء الخالق ،سبيل معبدة لسعادة الدارين لا حرمنا من عبورها بمنِّه وعونه.
يسعدني ردكم بقصد إغناء النقاش.... وإلى تعليقات أخرى إن شاء الله. و شكرا على سعة صدركم
وحقيقة فإنه لم يدفعني إلى التحول من الكتابة في الجرائد والمجلات إلى الكتابة على النت إلا ما سمعته من كثرة النقد والاقتراحات والتعليقات، فإن لم أجد بغيتي في ذلك فقد أدع النشر في الإنترنت أيضاً. ولكم خالص الحب والتقدير.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة