التعليقات
أنت حقا تشعلين الدهشة كما قال عنك أحد النقاد ذات يوم، فبارك الله فيك وفتح عليك وجزاك كل خير. بعض هذه الدهشة يأتي لا مراء من أنك كبيرة المقال بعيدة المرام وما تزالين بعد حديثة العهد صغيرة السن. غير أني لا أحسب السن حائلا بين المرء والحكمة، كما لم يكن من قبل حائلا بين أسامة على سبيل المثال والقيادة؛ وذلك حين بعث به النبي صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته أميرا لجيش الإسلام قائدا للصحبة الكبار جميعا رغم حداثته. من ثم لن يلتفت تعليقي هذا إلى أمر السن فيضمر الاستعلاء مثلا أو يتحرى الشفقة، وإنما يلتمس منك ما يلتمس من الكبار في مقام العلم؛ حسبه من عقلك انتباها ومن صدرك اتساعا.
أما وقد قرأت مقال الأخ الأستاذ حافظ، كما قرأت من قبل مقالاتك جميعا بكل انتباه وروية، فالحق أنى أرى معه بعض الحق، كما أرى معك بعضه. بل إني أذهب أبعد من هذا فأزعم أن الأستاذ حافظ، شأنه في ذلك شأني، إنما كتب ما كتب لأنه على العكس إنما يكن لقلمك كل احترام ويحمل لفطنتك كل تقدير. ولقد طرح سيادته من المسائل والقضايا ما لا يجد إجابة بعد في أي من مقالاتك السابقة، وكأنما يدفعه لذلك، كما يدفعني الآن، الأمل في أن يخرج النبهاء أمثالك من حدود التفسير الجزئي إلى فضاء البحث العام، كمرحلة أولى لتغيير هذا الواقع المأزوم الذي نشهده جميعا وكما وصفه سيادته بتفصيل في مقاله. بعبارة أخرى، لا يجدر أن يعاقب الإسلام بجريرة سوء التطبيق قطعا ويقينا، ولكن علينا قبلا أن ننظر ماذا يعنى الإسلام حقا؟ لو أن جميع انتهاكات الواقع وأزماته وسَوءاته كلها يجد في نصوص الإسلام مرجعا، فكيف نخطو بواقعنا الإنساني والحضاري بل والإسلامي إلى الأمام حقا وهذا النسخة من الإسلام بذهن بعضنا إن لم يكن معظمنا ما تزال تحمل قنابلها الموقوتة وشراكها المخبوءة؟ أوليست القاعدة على سبيل المثال مركزا للجهاد باسم الإسلام؟ أوليس جبروت الرجل الذي يبلغ حد التسلط والقمع والبطش في هذا الركن من العالم إنما يتأسس على مفاهيم الولاية على أطفاله والقوامة على نسائه؟ أوليست كل البلايا والشرور التي تلقاها المرأة في بلادنا ـ فيلقاها الطفل من ثم فالرجل ـ كلها يدخل من باب فقهي هو سد الذرائع؟ هل نحن في مثل هذا السياق بحاجة حقا لشروح الحجاب وفلسفته؟ وهل يكفي ـ إذا انتقلنا لعموم كتاباتك ـ أن نرد الأمر مثلا لعاداتنا وأعرافنا ومجتمعاتنا ونطنب في ذلك كل الإطناب فيخرج الإسلام في النهاية بريئا تماما من حيث التنظير بينما نحن غرقى في أوحال التفسير والتطبيق؟ فإن لم يكن النبهاء أمثالك يلتفتون لذلك فمن لها إذا؟ هذا فيما أزعم هو ما ينطوي عليه الخلاف كله باختصار؛ بينك وبين الأخ الأستاذ حافظ، وبينك وبيني الآن.
سأضرب لك الآن مثالا مما كتبتِ حتى يتبين المقصود بمخالفتي. تقولين في تأويل الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: فالرسول صلى الله عليه و سلم كان يمزح من النسوة فذكر أنهن ناقصات عقل.
نعم، لا شك أن هذا الحديث المشهور الذي يكاد يبلغ حد المتواتر يمثل إشكالية في العقلية الإسلامية. غير أن تأويله في باب المزاح لا يفض الأزمة بعد. كان أول من دفع بهذا التأويل فيما نعلم شيخنا الجليل الدكتور القرضاوي حفظه الله. غير أنه تأويل مردود لحديث آخر عن المزاح ذاته، يقول فيه صلى الله عليه وسلم: إنّي لأَمْزحُ ولا أقولُ إلا الحق، وفي رواية لا أقولُ إلا حَقّا. لأجل هذا الحديث أجاب سفيان حين سئل عن المزاح أهو هـُجْـنـة؟ فقال: بل سـنة. وعن أنس أنه كان صلى الله عليه وسلم من أفكه الناس. لكن المزاح النبوي وكما ينص الحديث مشروط دائما بالحق وذلك رغم كونه مزاحا. من مزاحه صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال ما اشتهر عن العجوز الأنصارية التي جاءت تطلب منه الدعاء بالمغفرة، فقال لها: أَمَا عَلِمتِ أَنَّ الجَنَّةَ لاَ يَدخلُهُاَ العَجَاَئِز ـ وفى رواية العجوز، وفى رواية لاَ تَدخُلُ الجَنَّةَ عَجُوز ـ فبكت، وفى رواية فصرخت، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها: لستِ يَومَئذٍ بِعَجُوزٍ؛ أَمَا قَرَأتِ قَولَه تعالى: (إِنَّا أَنشَأنَاهُنَّ إِنشَاءَ فَجَعَلنَاهُنَّ أَبكاَراً عُرُباً أَتَراباً). من ذلك أيضا ما روي عن زيد بن أسلم أن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت النبي في حاجة لزوجها فقال لها: مَن زوجك؟ فقالت فلان، فقال: الذي في عينه بَيَاض؟ فقالت: أي رسول الله ما بعينه بياض! قال: بلى إن بِعَينِه بَيَاضا. فقالت: لا والله! وفى رواية: فانصرفت عجلى إلى زوجها وجعلت تتأمل عينيه، فقال لها: ما شأنك؟ فقالت: أخبرني رسول الله أن فى عينيك بياضا، فقال لها: أما ترين بياض عيني أكثر من سوادها؟
كما هو جلي، يمزح رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعم؛ لكنه في مزاحه لا يقول إلا حقا، مصداقا لما روى عن نفسه. فالعجوز "حقا" لا تدخل الجنة، والبياض "حقا" في عيني الرجل، وهكذا. هناك بالطبع أمثلة أخرى تؤكد هذا الشرط في المزاح النبوي ويذكرها جميعا أبو البركات الغزي في كتابه الفريد "المراح في المزاح". ولكن حسبنا هذا القدر.
لو عدنا الآن بهذه المقدمة وافترضنا أن مقولة الرسول الكريم للنساء كانت مزاحا، ما رفع ذلك الحرج وما فضت بعد المشكلة، ذلك لأن الرسول لا يقول إلا حقا، ولو كان مازحا. ما بالك إذا لو أننا لم نتفق ابتداء على هذا الافتراض، أو زعم زاعم أن السياق يأباه، أو فقط رفع أحدهم في وجهك ما اتفق عليه السابقون جميعا من جهابذة العلماء وأعلام الفقهاء من أنه لم يكن مزاحا؛ وإنما إقرارا لحقيقة تتعلق بجنس المرأة وتؤكدها جملة من أحاديث نبوية أخرى، ناهيكِ عن آي الذكر الحكيم؟
هذا على أية حال مجرد مثال لما أعنيه وأظن أن كاتب المقال صاحب الشأن كان يعنيه أيضا. تأويل المزاح أختاه هو تأويل يلحق بآلاف التأويلات الأخرى التي نصفها اليوم بالتبريرية. وتبقى محنتنا هي أننا نبدأ عادة بإيمان الغيب لا إيمان العقل، في ثقافة هي ثقافة الإقرار لا الاستفسار، غايتنا الإجابة والرد والدفاع عما نعتقد وليس الدرس والبحث والمساءلة لما نعتقد، وانتصارنا أن يخرج الإسلام من كل شبهة بريئا نقيا، بل متعاليا سماويا شاملا نهائيا جامعا مانعا، وليس انتصارنا أن ينهض المسلمون حقا من ردتهم وأن ينزاح عنهم ظلام ليلهم ووجع عللهم وبلاء محنهم.
وعليه يا أختاه فلو أن ذلك جاء من فقيه تاريخي أو تقليدي لما ظهر الداعي أبدا للمخالفة والنقاش أو مجرد التعليق. لكنه حين يأتي الآن، بعد ألف عام من الظلامية والتراجع، من امرأة "فوق السرب" حقا، واعدة تملك كافة أدواتها كما تملك يقينا كل الشجاعة؛ حين يحدث هذا يخالفك صاحب المقال، وأخالفك بدوري، تقديرا لا تحقيرا، إعزازا ومحبة ونصيحة لا تشويها أو تبخيسا أو حتى نقدا.
أما حديث العقل الذي قدمته مثالا من كلامك يا أختاه فلا أحسبه من اللياقة أن أمضي الآن دون إجابة وقد رددت عليك تأويلك ومزاحك. أختتم من ثم معك بزعم جسور، هو أن نقصان العقل والدين لم يقل به الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداء وإن كان رواة هذا الحديث هم البخاري ومسلم وغيرهما من كبار المحدثين رحمهم الله جميعا. ولقد وقف السابقون من قبل أمام هذا الحديث نفسه كما نقف نحن اليوم: وقف أمامه ابن التين مثلا فيما يروي الحافظ ابن حجر في شرح الباري فوضع معنىً مخالفا للفظ العقل وقال أنه بمعنى "الدية"، وهو أحد المعاني السائدة للفظ العقل في ذلك العهد. كذا الإمام النووي في شرح مسلم قال "يستشكل معناه" ثم راح يئول نقصان الدين. كذا الإمام السندي في شرح ابن ماجة وقد وقف كذلك أمام نقصان الدين لكنه سرعان ما هرب من المواجهة بتفسير متهافت، أو لنقل بتأويل تبريري آخر، وهكذا. والحق أن مشكل هذا الحديث وتناقضه الأكبر ليس فيما ينص عليه من نقصان عقل المرأة، الذي ربما تأباه ثقافتنا الآن، وإنما بالأحرى من نقصان الدين الذي التفت له الأوائل بينما مر عليه الأواخر (بين قوسين) مرور الكرام. تنشر قريبا إن شاء الله حجة الكاتب في زعمه أن الجملة التي ختم بها الحديث حول نقصان العقل والدين إنما تمت إضافتها لكلام النبي صلى الله عليه وسلم، فليست من قول الرسول، ومن ثم لا تقوم حجة ولا تمثل حقيقة يعتد بها من هديه عليه الصلاة والسلام؛ إنما هو إقرار ثقافي واجتماعي خاص بقائله، محدود بوقته، مقصور على جماعته.
حسبنا الآن إذا هذا القدر وفيه الكفاية، فإلى أن نلتقي وقلمك على الخير دائما لك أطيب المنى، وعذرا للإطالة، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
شكرا لجميل ما قلت.
المرأة هم رئيسي لي، فهي نصف الدنيا و تنجب و تربي النصف الآخر، فهي كل الدنيا.
حول مثال نقصان العقل، عدت و فصلته في ردي الثاني الذي نشر في ايلاف، و لم ينشر في ناشري بعد:
http://www.elaph.com.:9090/elaph/arabic/frontendProcess.jsp?SCREENID=article&COMMAND=fe.article&FEPAGEPARM=1068473643411387800[ll]الرد الثاني
لكن، و من جاء بأحسن مما لدينا قبلناه و شكرناه و دعونا له. ساكون سعيدة بسماع تفسيرك ، و الحقيقة وليدة تباين الاراء.
_______________________
حول موضوع "ناقصات عقل و دين" :
الحديث ليس فيه انعدام للحق أو الصدق ، دعني اعطك مثالا طريفا بعض الشئ:
- عندما كنت صغيرة و لا اصوم كنت اتوجه للكبار الصائمين و هو يتناولون وجبة المساء في رمضان (نسميها في الكويت بالغبقة) و اقول لهم: "يا فاطرين"! كنت أمزح معهم بالتأكيد و صادقة أيضا في ذات الآن، لانهم مفطرون مساء ( و الله فرض عليهم ذلك) فهل كذبت في مزحي؟ لا، لكن صورت الأمر كما لو كانوا مفطرين دوما في رمضان و هذا من باب المزاج و التودد. فهل يأتي شخص و يقول عن هؤلاء انهم قوم مفطرون، لا، الامر فيه تلاعب باللغة - تلاعب صادق - بغرض المزح.
اي القاعدة هي: انهم فعلا مفطرون (جزئيا في المساء فقط) لكن ظاهر الحديث يبدو تعميما للكثيرين بغرض المزاح.
- و أمثلة "المزح الصادق" كثيرة منها ما هو لأبي هريرة رضي الله عنه، عندما قال لمجموعة من التجار: ميراث رسول الله صلى الله عليه و سلم يوزع في المسجد. فهرعوا الى هناك، فلم يجدوا سوى بعض المصلين و حلقات العلم. فرجعوا يقرعون أبا هريرة، فرد عليه هذا ما تركه رسول الله من ميراث ( يقصد العبادة و العلم). فالامر ظاهره شئ و باطنه شئ اخر لكنه صدق في نهاية الامر. فهل ميراث الرسول (المادي) كان يوزع؟ بل الميراث المعنوي. ليس ذنب ابا هريرة اذا فهم التجار ان الميراث المادي يوزع. أبو هريرة طبعا كان يعلم ان الميراث المادي سيتبادر الى ذهنهم لانهم تجار، فاراد المزح معهم، بغرض لفت نظهرهم الى اهمية الميراث المعنوي. فهل كذب؟ لا، قال عبارة يفهم منها امران، و هو صادق فيها لانها عامة.
و المثال الذي ذكرت، يدعم وجهة نظري. فالرسول صلى الله عليه و سلم قصد الجزء الابيض في العين الموجود عند كل البشر، بينما فهمت المرأة ان في قزحية زوجها بياض. فاستغربت من الأمر. و الرسول صلى اللع عليه و سلم صادق تمام الدصق، المشكلة ان الامر قابل للفهم بمعنيين أثنين تعميمي و تجزيئي. و هذة هي الخلطة الرية في "المزاح الصادق"
- الان أعود للحديث:
نعم في فترات عدم ادائهن للعبادة ينقصن دينهن، اذا نظرنا للأمر بصورة تعميمة، اذا لا كذب في الأمر. و المريض المفطر او المسافر المفطر دينه ناقص ( ليس بالعموم) لكن في هذة الجزئية فقط و في هذة الحالة ( اي الوضع جزئي) اضف الى ذلك، ان عدم الصيام هنا جاء امتثالا لامر الهي.
و كذلك الامر في "ناقصات عقل" و هو ما وضحته في في الرد الثاني، فالعقل هنا بمعنى المعرفة العقلية، و ليست بمعنى الذكاء او المقدرة العقلية. نعم، فهن ينقصهن "العقل" في أمورو التجارة التى لم يكن يماررسنها.
و أنا و أنت ناقصا عقل في مجال بحوث الفضاء و بحوث الذرة لاننا لا نعلم بها. فهل هذة اهانه؟ اللغة العربية فيها كلمات تعني الكثير تسمى لغويا بال Homophones. المشكلة ان نفسرنا كما هي في عصرنا. هذا تغاض عن عوامل الزمان و المكان و الاشخاص.
__________________
ما اره في الامر ان النص الديني ليس محمّلا بالظلم كما يرى البعض ، فهو نص مصدره خالق الكون، فكيف يظلم و هو قال "اني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا" اذا ليس عيبا ان اقف موقفا تبريريا ( افضل ان اسمية دفاعيا).
المشكلة برأيي هي التفسير الاجتماعي للنص. قبل فترة كتبت ردين على أحد الكتاب في جريدة السياسة، عبث بالنص الديني ليخرج بنتيجة مفادها: المرأة أمة (بفتح الالف و الميم ) و أسيرة لدي زوجها! و ددت عليه و فسرت النص الديني كما يجب ان يفسر. بتحكيم "العقل السليم"
النص الديني الصحيح القطعي الدلالة لا ذنب له اذا كان البعض ( رجالا بل و نساء ايضا للاسف) يقرؤنه بمرجيعات و عقليات تجير كل شئ لصالح الموروث و ان كان رثا و معارضا لادراة الله و المنطق. حكم العقل مطلوب في النص الديني ، لكن ليس أي عقل، و ليس باطلاق و الا لانتهي بنا الامر كما في المثال الافترضي الذي ذكرته في الجزء الثاني من الرد.
انتظر ارائك
تحياتي و شكرا لاطلالتك
الأخ أبو حيَّان..
تحياتي
كان لابدَّ من التوقُّفِ عند تلك العبارة لأهميتها:
" لا يجدر أن يعاقب الإسلام بجريرة سوء التطبيق قطعا ويقينا، ولكن علينا قبلا أن ننظر ماذا يعنى الإسلام حقا"...
يا أخي ، الأجدر بالمعاقبة والعقاب والعقوبة ليس الاسلام قطعاً ... فالاسلام الذي نراه في أيامنا هذه ليس بالاسلام...
ولا ينتمي إليه .. وإذا قلتُ لكَ بأنني بحثتُ طويلاً عن الأخلاق فلم أعثر إلاَّ على العكس... فصدِّقني
الدينُ الاسلامي هو الأخلاق ، فالله ليس بحاجةٍ إلى طقوسنا الشكلية في عبادته ( الصلاةُ التي لاتنهى عن الفحشاء والمنكر/
الصيامُ الذي لاينهى النفس عن ارتكاب المعاصي / الحج الذي لا ينهى عن المحرَّمات والمكروهات شرعاً / الزكاةُ التي
لاتُطهِّرُ النفسَ من الرذائل والآثام/ ووو...) .. إن الله ليس بحاجةٍ إلى كل ذلك فهو الغنيُّ ونحن الفقراء إليه دائماً وأبداً..
والدين الاسلامي رحمةٌ من عند الله لمن آمنَ أي علِمَ فعمِلَ قولاً وعملاً ، سرَّاً وعلناً، باطناً وظاهراً .. لكن أكثرهم لايعلمون....
والدينُ الاسلامي لم يُعطى حقَّهُ مطلقاً في تعليمه للناس.. فدرجات العلم تتفاوت والأحكام الشرعية الالهية من الصعب أن
يفهمها كل البشر للسبب الذي ذكرته..
على سبيل المثال " وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله" .. غالبية الناس تفهم هذه الآية على أنها قتال العدو إما بالذهاب هنا وهناك
أو بدفع الأموال لشراء السلاح... وهو مفهومٌ مغلوطٌ أصلاً.. فالله ليسَ بغافلٍ أن يُفصِّلَ الآيات تفصيلاً ، لهذا أورد في آياتٍ أخرى
من القرآن ما يشيرُ بوضوحٍ إلى قتال الأعداء ..
إن الجهاد بالمال والنفس يعني العمل على بناء الأخلاق وليسَ هدمها بإقامة الأندية والأماكن التي تدمِّر الانسان والأخلاق لديه..
يعني تعليم الدين الاسلامي كما أراد الله لا البشر..
يعني دعم الاقتصاد الوطني بتشجيع الزراعة والصناعة المحلية بدل دعم الاقتصاد الأمريكي أو الغربي الذي دمَّرَ البلاد والعباد..
ويعني دعم البحوث والمعارف والعلوم محلياً بدل الاعتماد على الغرب في ذلك...
انظر يا أخي، نحن أمةٌ بلا علوم ، بلا اقتصاد، بلا حكمة، بلا أخلاق واعذرني في ذلك، ( شجرة الزيتون إن حملتْ حبة زيتونٍ أو أكثر قليلاً
فهذا لا يعني أنها مثمرة) أعتقد أنك فهمت قصدي عن الأخلاق في هذا المثال،
فكيف سنواجه الغرب والعولمة وووو.. " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون به عدو الله..." والكل يشخر معتقداً أن معنى هذه الآية
هو الحرب والسلاح.. لكنها تعني ماذكرتُ آنفاً..." لكن أكثرهم لايعلمون" ..
لهذا يجب أن تتوحد الجهود لايضاح المعنى أو العبرة التي قصدها الله من هذه الآية أو تلك..
وإلا سيبقى الناس في ظلمات الجحيم التي نعيشها من دمار للبشرية على كافة المستويات..
مودتي
نضال نجار
when i read your words i know this night woulnt be long be4 the day rise and the sun shine....
keep up the good work and god bless you ...
أما عن تفسيري، والذي أخالف فيه ما قرّ على أنه من صحيح الحديث، فإني واالله مَن يسعد أن تصغي إليه فاضلة مثلك، وإنما أمسك الآن عن الأمر كله لأن لكل مقام مقال كما تعلمين، وأنا لا أعتقد أن هذه الشبكة برمتها تجوز وسيطا لأعلن عبرها المخالفة مع إمام كالبخاري رحمه الله؛ وهو لا مراء شمس الأئمة في الحديث الشريف. إضافة لذلك لا أظن أن بحثي قد اكتمل بعد وإن ثبتت فرضيتي، إذ مازلت أتلمس هذا الحديث في مجوعات أخرى للحديث النبوي خلاف المجموعات التسع الأشهر، كصحيح ابن حبان ومسند ابن أبي شيبة وغيرهما. من ثم أمسك الآن ولكن على وعد بالمزيد بعد النشر قريبا إن شاء الله.
أما مزاحك طفلة فلا عجب من نباهته إذ هو إرهاصة محدثتي الآن ومقدماتها، فبارك الله فيك طفلة وصبية ثم شيخة يهتدي بعلمها الناس إن شاء الله.
أما مزاح أبي هريرة فلا أخفيك سرا أني أعشق هذا الرجل كل العشق، فرضي الله عنه صاحب القطيطة الذي كان فريدا في بساطته فذا في براءته. لا زلت أبتسم قرأت اسمه فذكرت كيف كاد يغشى عليه يوما من الجوع والظمأ، فلقي عمر فسأله عن آية هو بها أعلم، فقط كي يصحبه إلى داره عساه يصيب عنده بعض الطعام، فلم يفطن عمر، ولم ينتبه له ختاما إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لقيه فأحضر له لبنا فشرب وظل يشرب والنبي يقول له "اشرب أبا هر.. اشرب أبا هر" حتى كاد رضي الله عنه يموت من التخمة.
أما النص الديني أختاه ففيه نظر. تستنكرين على سبيل المثال "أسر" المرأة لدى زوجها، غير أن هذه تحديدا مقالة الرسول الكريم حين وصى بالنساء خيرا في حجة الوداع فقال "استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم"، والعوان هن الأسيرات، واللفظ لغة يدل على الذل ويوحي بالخضوع. نقرأ مثلا فى تحفة الأحوذي فى شرح الترمذى ما نصه:
(فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ) جَمْعُ عَانِيَةٍ، أَيْ أُسَرَاءُ كَالأُسَرَاءِ، شُبِّهْنَ بِهِنَّ عِنْدَ الرِّجَالِ لِتَحَكُّمِهِنَّ فِيهِنَّ. قَالَ فِي النِّهَايَةِ: الْعَانِي الأسِير، وَكُلُّ مَنْ ذُلَّ وَاسْتَكَانَ وَخَضَعَ، فَقَد عَنَا يَعْنُو، أو هو عَانٍ وَالْمَرْأَةُ عَانِيَةٌ وجَمْعُهَا عَوَانٍ.
لم يأت صاحبك في جريدة السياسة إذا بجديد وإن رأى أحدنا أو كلانا أن في هذا التفسير أو ذاك الموروث ما يخالف حقا إرادة الله ويخالف يقينا بداهات المنطق. ونحن من ثم لا نملك فيما أرى ختاما سوى واحد من خيارات ثلاثة تتأرجح بينهم اليوم كافة الدراسات التجديدية والرؤى الإصلاحية التي تعنى بالإسلام عامة ووضع المرأة خاصة:
الخيار الأول هو خيار التبرير: وهذا هو الخيار الرئيس والنمط السائد في بحوثنا عامة وقد حاصرتنا أزمة الواقع من ناحية وقداسة النص من ناحية أخرى. لم يبق لنا إذا سوى أن نحفظ النص ولكن بتأويل يلتمس الحداثة ويسعى لاهثا لفض هذا الاشتباك المزمن؛ كأن نفترض المزاح مثلا أمام نقصان العقل، أو نفترض اختلافا فطريا بين الذكورة والأنوثة يبرر بعد ذلك غياب العدل كلية بين الرجل والمرأة، ولو ظاهريا، في بعض أحكام الشريعة، بدءا بالقوامة وانتهاء بتعدد الزوجات. بدأ هذا المنحى فيما أزعم منذ بدأ الإسلام نفسه، ولكن كان خير مَن مثله الإمام الفقيه الكبير ابن حزم وقد عاصر بالأندلس طرفا من حضارتنا الإسلامية الغابرة فقام يدافع عن المرأة أعظم دفاع، لكنه لم يكن يملك أمام النصوص سوى التبرير والتحايل والالتفاف الذي بلغ أحيانا حد التناقض.
الخيار الثاني هو خيار التغيير: وهذا خيار يتحرر أصحابه كلية من ربقة النص وحصار القداسة. يطالبون مثلا بالمساواة في أمر الميراث بين الرجل والمرأة، في مخالفة صريحة لنصوص القرآن وهدي السنة، بتعليلات قد تجد حقا شرعيتها في تغير الزمان وتطور العالم، لكنها لا تجد أية شرعية في منظور الفقه الإسلامي وأحكام الاجتهاد القارة. يوصم من ثم أصحاب هذا الخيار بالكفر تارة وبالنفاق تارة أخرى وقد خالفوا صريح النصوص وإجماع السلف. وعليه فقد تثري رؤاهم حقا ذلك البناء التنظيري المتنامي عبر العالم الإسلامي على اتساعه، لكن أثرها يغيب تماما عن الواقع اليومي المعاش وعن كل ما يضرب في كيانه من رؤى معفونة وأحكام بالية وجهالة وظلامة وغفلة وتخلف.
الخيار الثالث هو خيار التنوير والتثوير: وهذا ما أدعوك شخصيا وأدعو أمثالك من النبهاء والباحثين في هذه الأمة إليه وقد آن الأوان فيما أرى أن ننهض برسالته. هذا خيار طموح لمراجعة الإسلام كله، وأعنى كله، وأعنى ما قر على أنه الإسلام منذ بدايته سواء بين عامة الناس أو بين فقهائهم. نرى على سبيل المثال في مقال الأستاذ حافظ (وأستميحك عذرا أني لن ألتفت في هذه العجالة إلى حواركما الساخن) نرى شرط الوليّ الذكر في الزواج، وهذا هو الإسلام كما نعرفه حقا، ولكن المرأة تستطيع الزواج دون وليّ وينعقد زواجها ويكون صحيحا في فقه أبي حنيفة. نرى أيضا في المقال ذاته أن الخلع تتنازل به المرأة عن كافة حقوقها للرجل، ومرة أخرى هذا هو الإسلام كما قر لدينا، ولكن فقه الإمام مالك يرد للمرأة حقوقها ويأبى أن تخرج من الأمر ولو بالخلع خالية الوفاض، وهكذا. فإن كان ما أقره الفقهاء منذ ألف عام لم يزل مجهولا لنا، مدهشا لبعضنا، فكيف باجتهادنا اليوم؟ نحن إذا نجهل الإسلام، فقط نجهل الإسلام ونجهل إمكانات شريعته وفضاءات فقهه وآفاق اجتهاده بغض النظر عن النصوص وظاهر معناها ومشهور تفسيرها. ونحن فقط ضحية قهر مطبق شامل يضرب في كل أرجاء حياتنا، بداية من سلطة السياسة المأفونة فوق هذا العرش أو ذاك، وانتهاء بسلطة الفقيه الملتاث بأحكام الفتنة وفتاوى الزواج من الجان ورؤى التأخر والتخلف والظلام المطبق.
فإذا ما أخذنا خطوة أبعد، أو بالأحرى خطوة أعمق ـ وفي خلفية مشهدنا هؤلاء الفقهاء الأوائل رحمهم الله جميعا ورضي عنهم وأرضاهم ـ يجدر بنا السؤال: أي هؤلاء إذا يمثل الإسلام حقا ويعبر عنه؟ أي هؤلاء يحقق إرادة الله ويطبق شرعه؟ أما الإجابة فهي فيما أزعم: لا أحد. ذلك لأن فلسفة الإسلام والاجتهاد تنطوي ابتداء على سؤال جذري: ما هو شرع الله؟ هل يحدد شرع الله الحق أم يتحدد به؟ بعبارة أخرى: هل شرع الله هو الحق حسبما يدركه هذا الفقيه أو ذاك، أم أن الحق والعدل والخير حيث كان هو شرع الله؟
في شرح هذه المسألة يضيف الفيلسوف البروفيسير خالد أبو الفضل في معرض نظريته السياسية للديمقراطية في الإسلام (وقد نشرها بالبوسطن ريفيو منذ فترة ويجوز أن نجدها على الشبكة مع تعليقات ضافية من كبار البحاثة والمستشرقين) فيقول ما ترجمته:
نعم، هناك احتمال أن تكون تفسيرات الفقهاء هي ما يعبر حقا عن الإرادة الإلهية. لكن القوانين كيف صيغت والأحكام كيف طبقت عن طريق الدولة لا يمكن اعتبارها التطبيق الفعلي والتحقيق الأكيد لهذا الاحتمال. ليست من ثم قوانين الدولة، ولو كانت إسلامية، هي بالضرورة شرع السماء وإرادة الله.
الإسلام إذا، شرع الخالق وإرادته ورسالته الخاتمة الشاملة، مفهوم أكبر من أي فقيه ولو كان الإئمة أنفسهم، وإلا ما تعددت مذاهبهم، وأكبر حتى من السلف والأصحاب الأبرار ذاتهم، وإلا ما اختلفوا فيما بينهم. وبالطبع هذا حديث ذو شجون، لكن الخلاصة أن بين عامة الناس والإسلام وسيط ثقافي وفقهي ودعوي آن الأوان لمراجعته بغية تطويره وتعديله، وفق نصوص الإسلام لا بالخروج عنها، ووفق مرجعيات الواقع ومنجزات الحضارة لا بتجاهلها أو بالتعالي عليها.
ختاما، ما كنت أبغي سوى أن ألفت نظرك على عجل لرؤية أخرى ومنهج آخر، عساكِ إن شاء الله تساهمين يوما بكتاباتك وأعمالك في نهضة هذه الأمة من جديد ـ وهي نهضة حتمية رغم كل دعاوى العجز واليأس. سأقرأ إن شاء الله مقالتك بهذا الرابط لاحقا، وسأعود لك إن كان فيها ما يستوجب التعليق، وسأبقى في الحالين رهن إشارتك دائما إذا ما احتجت يوما إلى المشورة أو عرض لك ما يستوجب المراجعة مع أحد. بارك الله يا أختاه فيك وسدد دائما خطاك وأكثر من أمثالك وحفظك من كل سوء آمين.
*** *** ***
الأخ الأستاذ نضال نجار
يشرفني أن أتلقى منك هذا التعليق. أشكر لك التفاتك وجهدك ووقتك. المشكلة يا أخي، فيما أرى، مشكلة عامة؛ أعنى إنسانية عالمية شاملة، ألا وهي مشكلة الإيمان. لقد سقطت ببساطة كل الثوابت خلال القرن الفائت تدريجيا، ولم تتسيد حقائق النسبية ومنهجها في العلم فقط وإنما في سائر أوجه الحياة، فتوارى من ثم المطلق الذي لا يقوم الإيمان إلا بقيامه. بل بلغ الأمر حدا قال معه فيلسوف تاريخي ومفكر كبير مثل "برتراند رسل" مقالته شديدة الدلالة والمغزى عن أفكاره هو شخصيا:
إنني لست على استعداد أبدا أن أموت في سبيل أفكاري؛ ذلك لأنها قد تكون في النهاية أفكارا خاطئة!
الأمر في محيطنا الإسلامي والعربي بوجه خاص يبدو أسوأ وأفدح، وذلك لأن تراجع المطلق واهتزاز المعايير وغياب الثوابت قد صاحبها جميعا قهر عام يبدأ من الأب والوصي والمدرس والشيخ ويمتد حتى الشرطي والوزير والأمير. أنشأ كل ذلك معا في الختام هذه الشخصية العربية التي نراها حاليا وبها تلتاث جميع التناقضات في آن. لكن أهم هذه التناقضات الآن فيما أرى هي أنها تعلن الإيمان وهي بالأحرى يائسة تكاد تكفر تقريبا بكل شيء؛ بكل رمز وبكل قيمة وبكل أحد، وهي لا مراء مجبرة على هذا وقد تشكلت حياتها عبر سلاسل من الإحباط المتواصل، من الكذب والخداع والتزييف، من العجز عن الفعل أو التغيير أو حتى التعبير، ومن انعدام أفق للمستقبل يستبين فيه ما يمكن فعله وما يجدر القيام به.
لأجل ذلك كله استحال الإسلام تدريجيا من عقيدة تشمل الوجدان إلى لحية وسواك وجلباب وحجاب. من رؤية للمستقبل إلى ردة للماضي. من طليعة للعلم والفكر والحداثة والتنوير إلى مؤخرة تستلهم مجد الماضي التليد وحكايات السلف الغابر. تحول الدين من منهج حياة وفكر وسلوك إلى جهاد غاضب أو صوفية مخدرة. وتحول القرآن من رسالة مفتوحة بين الخالق وخلقه إلى تميمة مقدسة، إلى وثن أو طوطم في هيئة مصحف فاخر يعلو الكتب جميعا ويجلب البركة ويعالج مس الجان.
غياب الأخلاق إذا مجرد نتيجة من نتائج عدة في أزمة أكبر وأعمق. أو كما قلت في رسالتك عن حق: قد صرنا "... أمة بلا علوم، بلا اقتصاد، بلا حكمة، بلا أخلاق"، وإن كنت أتحفظ على نبرة اليأس بحديثك عامة. فإن كان هناك ما يجب الآن عمله فهو لا مراء أن نعود لبناء أنفسنا وبناء الإنسان العربي من جديد. أن نبدأ بتعريف المطلقات وتحديد الثوابت وبفهم المشكلات بغية حصارها. لكن ذلك لن يتأتى إلا أن نقرأ وأن نبحث وأن نسأل ونتعلم. أن نكتشف في كل الآخرين من حولنا درس الحياة ودفق المعنى وإرهاصة النهوض. أن نتواضع وأن نخشع وأن نصدق. أن نعطي وأن نجود وأن نساعد. أن نثق أولا بالذات وأن نلوذ بالأمل وأن نؤمن يقينا بالنصر. يا أخي: ولا تهنوا، ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.
وشكراً لهذا الفكر الذي نحتاج في هذه الأيام خصوصاً
و( نضال) شاعرة من سوريا .. هههااااا
مودتي
على الرغم اننى اجد صعوبه بالغه فى فهم اللغه العربيه بالمصطلحات الكويتيه الجميله( مثل بجريرة, امزح, ما ورائيات, .....وغيرها ) حيث اننى مصرى الجنسيه ادرس واقيم بامريكا لكن حقا ادعوا الله ان يكثر من امثالك حيث اصبح من النادر ان نجد من يفهم دينه بكل هذا العقل والمنطق.
قصة ملكة سبا(بلقيس) والتى قصها القران الكريم خير دليل على رجاحة عقل المراه والايات الكريمه كلها تؤكد ذلك. كذلك اسيا زوجة فرعون ومريم العذراء توجد العديد من الاجتهادات التى تؤكد انهن وصلن لاعلى الدرجات التى يصطفى لها الله من البشر المميزين الا وهى النبوه. وفى صلح الحديبيه عندما اخذ الرسول براى ام سلمه عندما امر المسلمين بالعوده الى المدينه ولكنهم لم يفعلوا وعندما تحدث (عليه الصلاة والسلام ) اليها وقال ان القوم يعصوننى وانا بينهم فما كان منها الا ان هدات من روعه واشارات عليه ان يبداء هو بنفسه وقد كان لرايها الحل المنطقى للموقف انذاك. والامثله كثيره ولا حصر لها لكن اين العقول التى تعى. اما الجدل العقيم حول موضوع الحجاب فاجمل تعبير قراته هو عبارتك " جمال الحجاب فى حجب الجمال" والشئ المدهش اننا هنا فى امريكا لم نسمع ان احد هاجم زى المراه اليهوديه المحتشم والمميز لهى وكذلك الراهبات وانما بكل اسف سمعنا صيحات ممن نطلق عليهم مسلمين والمفترض انهم من العرب ذو الدم الحامى والذين يشعرون بالغيره على زوجاتهم او امهاتهم او بناتهم سمعناهم يدعون الى العرى ويريدوا للمراه العوده الى الجاهليه .وسعيهم لا يختلف كثيرا عن فعل ابليس بحواء(وما ترتب عليه من تعريه لها ولزوجها) سابقا.
للاسف الشديد ان هولاء فاقدين الهويه لا يمكن ان نصنفهم بسهوله: فهم ليسوا بعلمانين حيت ان العلمانيه فى الغرب ابعد بكثير ممن هم عليه الان ولن اتحدث عن اسلامهم فربهم اعلم بهم.
واخير نتمنى لك دوام الابداع الفكرى وان يكتبه الله سبحانه وتعالى فى ميزان حسناتك.
عادل
ماذا يغفر لي هذا التأخير سوى مشاغل الدراسة و القليل من الاعتلال.
(( بعبارة أخرى: هل شرع الله هو الحق حسبما يدركه هذا الفقيه أو ذاك، أم أن الحق والعدل والخير حيث كان هو شرع الله؟))
لا أحد يدعي ان تطبيقا او رأيا ما هو شرع الله ، لكن لا احد يختلف أيضا ان كلمات مثل " الحق" ، "الخير" و "العدالة" كلها قيم مطلقة فلسفيا نسبية عمليا. فلا احد يقول ان الحق غير مطلوب، لكننا نختلف في تطبيق الحق. الأمر نسبي بصورة مفجعة لدرجة اننا نحتاج نصا دينيا.
الحل ليس في ان نرمي بالنص المثير للجدل بعيدا، فمن صنفوا الحديث مثلا صنفوا العديد من الاحاديث من ضمن "غريب الحديث" و لم يضعفوها رغم غرابة معناها. مؤخرا فقط سمعت د. زغلول النجار يتحدث عن بعض هذة الاحاديث.
السنن الكونية تنمو و السنن الاجتماعية كذلك. و المشكلة ليس في النص، بل في طريقة فهمه. فما اردى المفسرين - مع كل الاحترام و الامتنان لهم - ان الرسول صلى الله عليه و سلم عنى بكلمة "عوان" الاسر ة الذل و الخضوع؟ لم لم يعن معنى اخر؟ هم اجتهدوا و فسروها حسب "سننهم " الاجتماعة انذاك، و انا افسرها اليوم حسب السنن الاجتماعية لهذا الزمان
هنا نقل لتفسيري للحديث:
(( ف"عوان" تعني الأسير في بعض المصادر اللغوية. لكن السؤال هل يعني الحديث معنى أسير الحرب حرفيا؟ محال منطقيا و الا لانطبقت أحكام أسرى الحرب على الزوجات. و يستحيل انه وصف للأسير بالذل لان أسر الأشخاص في الإسلام لا ينقص من قدرهم و لا يحق للآسر مذلة الأسير و إلا أثم.
الأمر و ما فيه هو انه في اللغة نوعان من المعاني: المعاني الحرفية denotation و المعاني العرفية connotation . فالمعني الحرفي غير وارد عقلا، فيبقى المعني العرفي. فالمرأة أسيرة بمعني الحبس لا الذل. فهي "مأسورة" أو "محبوسة" مجازا لأنها لا يحق لها الزواج بغيره و هي في عصمته، بينما يحق هو له ذلك. و بالتالي إذا رأي الزوج قصورا من زوجته له أن يصححه بزواجه بأخرى تسد النقص طالما التزم بالعدل، أما الزوجة فمهما رأت من قصور من زوجها فلا وسيلة لها لسد النقص إلا الطلاق منه و الزواج بآخر و هذا الخيار لا يستعمل الا عندما تستحيل العشرة. فالنص بالتالي يخاطب الرجال و يتطلب منهم الترفق بالنساء حيث أنهن غالبا يقبلن قصوركم و قد لا تفعلون انتم ذات الشيء. أنتم تملكون حلولا تعويضية بديلة و هن لا يملكن، فأحسنوا إليهن و استوصوا بهن خيرا. و بالتالي النص تكريمي لا إذلالي. ))
ما نحتاجه هو تفسير جديد للنص وفق التطور الاجتماعي ، لا التخلص من النص المثير للريبة.
لست ادري تحت اي خيار من الخيارات الثلاثة تصنف هذا، جعله الله تنويرا و نورا.
أحببت اطلالتك
حفظك الله
خالص تحياتي
اهلا بطلالتك
اجل، هو سوء الفهم، و سبب عدم جمع النصوص، و لو جمعناها لفهمنا ان هنالك "جهادا" و هنالك "قتالا" و هو نوع من الجهاد.
و هو ايضا الاسلام المجتمعي. الاسلام بالوراثة لا الوعي و الاختيار.
اما عن الحل: فالإعلام و التعليم
دمت متألقة
تحياتي
أهلا باطلالتك
هل لي ان اتوقف عند عبارتك
"فعل ابليس بحواء(وما ترتب عليه من تعريه لها ولزوجها) سابقا"
القرآن يقول "فوسوس لهما الشيطان" و يقول " فاكلا منها"
و لم يقل وسوس لحواء فاغرت آدم بالأكل منها.
تحياتي
اهلا باطلالتك
و جعل الله امالك دوما في محلها
تحياتي
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة