التعليقات
من سمّ هؤلاء الصنف من الوصوليين بالليبراليين الجدد؟ أخي إنهم أبعد الناس عن الليبرالية (بمعنى الحرية ) وعن الليبراليين (الأحرار) فشتان بين من تحدثت عنهم في مقالك وبين ما نفهمه ونعلمه عن الليبراليين. فمن تكلمت عنهم هم صنف من المهزومين إيمانيا ونفسيا وحضاريا وصاروا الآن من نجوم الإعلام الغربي ومنهم من صار من أصحاب السلطة والحكم في بعض من بلادنا قال يوما فيهم الشيخ الكويتي أحمد القطان في إحدى خطبه
حكامنا ذبحو الحياء
لشعوبهم جرو البلاء
لعدوهم هم أصدقاء
لقصورهم هم سجناء
عند جدار الصامتين
أفعالهم أفعى لهم
أقوالهم أقوى لهم ... إلى آخر القصيدة؟!
أخي إنهم كما قلت الاستئصاليون وإنهم الدكتاتوريون الجدد وليسو الليبراليين الجدد. ولكن يا أخي مع كل ما اتفق معك فيه من أقوال اختلف معك في أنهم الذين جلبو الاستعمار الجديد إلى عالمنا العربي والإسلامي مع اعترافي بأن لهم دورا في ذلك بلاريب . لكن يا أخي إني أرى أن الذي جلب الاستعمار بالدرجة الأولى هو ضعفنا بكل ما تتضمنه الكلمة وما يندرج تحتها من أنواع الضعف ومظاهره. أخي يحي لو لم نكن ضعفاء لما جرأ أحد على الإقتراب منا. إن الحجج التي يسوقها الاستعمار الجديد من أجل دخول بلادنا والبقاء فيها هي أوهن من بيت العنكبوت ولكننا أيضا كأمة بل وكأفراد صرنا مثل حججهم . أخي الكريم إن الكرة الأرضية مملوءة بالدكتاتوريين قديمهم وجديدهم ولكنهم ليسوا في ضعفنا أو أهميتنا. إننا (العالم العربي والإسلامي) كيان هام في ماضي وحاضر ومستقبل العالم والأعين كل الأعين - ليس اأعيين الأمريكيين فقط - تراقبنا وتتحين دورها للأخذ بنصيبها منا ولا أرى سببا لذلك أقوى من ضعفنا وتخاذلنا وظلمنا لبعضنا البعض وهواننا على أنفسنا. أستاذ أبا زكريا : أنت تعيش في السويد وهي بلد غربي ولكنك تنعم فيها أنت وأسرتك بحرية لم تكن لتنعم بها في العالم الإسلامي سواء الآن أو في عصر الخلافة العثمانية أو المملوكية أو حتى في أوقات معينة قاتمة من خلافة الأمويين والعباسيين ألا ترى أن بلدا مثل السويد تمنحك من الحرية والكرامة ما منعه عنك جنرالات بلد المليوني شهيد تستحق أن يدافع عنها الإنسان وأن يضحي من أجلها وأن يساهم في بنائها ورفعتها؟ ألا ترى أخي الكريم وأنت بسيرة حياتك المملوءة بالكفاح ضد الجهل والدكتاتورية أن ما يتخذ ضد الشرفاء من قمع وتعذيب وطرد وتشريد هو دعوة للأمة أن تتخاذل وأن يزهذ اأفراد هذه الأمة في كرامتهم وأرواحهم وأموالهم وديارهم وأن يتخلوا عن الثوابت التي تجمعهم؟ كل هذا من أجل السيطرة عليهم! ألست معي أن هذا الخطب قد أثمر الآن أجيالا من كل الأعمار لا هم لهم سوى الحرص على الحياة و الخروج من سجن الوطن؟ ألا تسمع عن الشباب الذين يبحرون بقوارب النجاة إلى أوروبا فيبتلعهم البحر ولا يذرف أي من ولاة الأمر عليهم دمعة واحدة أو يحاول أن يمنع أسباب وقوع مثل هذه الأشياء. لقد سألت شخصا لماذا يغامرون بحياتهم فقال لي: إنهم أموات بين الأحياء في البلاد وليس عندهم ما يخسرونه فإما أن يموتوا بحق وإما أن يطئوا شاطئ النجاة (أوروبا) . الأخ يحي نحن بحاجة إلى من يقومون بتذكيرنا بأننا لنا قيمة وبأننا لنا كرامة وأن الديار ديارنا والبلاد بلادنا. نحن بحاجة إلى من يعلمنا ويقنعنا بأن ما نعمله من أجل إيماننا وبلادنا ليس هباء وأن سعينا مشكور، والله يا أستاذ ستتغير الموازين ويراجع الاستعمار الجديد خططه وأوراقه صدقني حتي مع تأخرنا التكنولوجي والاقتصادي. صدقني إن اتجاه هدف الحاكم ضد هدف الشعب هو أكبر اسباب الضعف وإن قوتنا في اعتصامنا بحبل الله حاكما ومحكوما (واعتصموا بحبل الله جميعا ... الآيه) فلا حاكم بلا شعب ولا شعب مع وجود حاكم ظالم .إذا ما اتحد الحاكم والمحكوم في الهدف والأخلاق فصدقني إن من تسميهم بالليبراليين الجدد والاستئصاليين واسميهم بالدكتاتوريين الجدد إما أن يتغيروا أو يرحلوا. نريد من يمنحنا في بلادنا ابسط حقوق الانسان وانتظر نتائجا ستثلج صدرك.
أستاذ يحي أنا أريد بلدا عربيا أو إسلاميا يشعر مواطنيه بأنهم الوطن وانظر ماذا سيقوم الناس به من بناء وتضحيات. أنت تحكي عن ثورة الشعب الجزائري وعن تعايش الطبيب بجوار الشاعر والزارع والمثقف والأمي في جبال الأوراس الا تعتقد أن هؤلاء الأبطال لو علموا ماصار إليه حال الجزائر في التسعينات لما قدموا تلك التضحيات بالمرة أو لتترددوا فيها.
أخي الأستاذ أبا زكريا حياك الله أنت وكل الذين يسعون بكل الوسائل المشروعة ومن بينها القلم لتحرير الأمة من القيود التي وضعها فيها بعض من أبنائها (الدكتاتوريون القدامى) والآن يفرضها الاستعمار بمساعدة الاستئصاليين.
أخي جزاك الله خيرا ولنا الله، نحن الشعوب التي ابتليت بالدكتاتوريين الجدد والقدامى.
[color=deeppink]
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة