أحلام في السماء
- التفاصيل
- مقالات
- سياسة وأحداث
- في: الإثنين، 22 أيلول/سبتمبر 2014 11:29
- جمال لكبير
- القراءات: 4366
السمائيون.
فالتاريخ الجديد الذي يكتب اليوم هو محاولة إلى المشي نحو الأمام ومحاربة العقلية التي تسببت في كل المشاكل مهما كان مصدرها. لسبب بسيط: أن دارس التاريخ هو السياسي الذي أدار وجهه إلى الخلف بينما المفكر السياسي هو مؤرخ حول وجهه إلى الأمام. محمود عوض
-(... لقد جئت تسألني عن الأحلام. إن الأحلام هي لغة الرب، عندما يتكلم بلغة العالمين، أستطيع تفسير كلامه، ولكن عندما يتكلم بلغة روحك، فليس هناك أحد سواك يستطيع الفهم) لقد فقدنا الثقة في العقل العربي، بسبب عجز المفكرين في تنفيذ مشروع واقعي يخرج الأمة العربية من نفق الجهل الذي اختلط مع الساسة، فرجعت الشعوب العربية إلى الدين وتركت الدنيا لفئة من السياسيين الذي جعلوا من السياسة وسيلة من أجل الاستيلاء على الثروات التي يزخر بها الوطن العربي، فظهرت الدعوة الجديدة على يد دعاة جدد يدعون أنهم يعرفون الدين الصحيح المخلص من الألم الذي يتشاركه العرب في فشلهم أمام حضارة الرجل الأبيض، وأن كل ما يحدث هو بسبب الأثيمين، وبسبب آفة العصيان لأوامر الله، فانقسم الشعب بين أصحاب الدنيا وأصحاب الآخرة. فظهر نمط حياة غريب عن القرن الواحد والعشرين، نمط حياة إسلامي، ففي أوروبا عندما تتجول قد تجد قصابة لبيع اللحم الحلال (رمز الهلال) ومطاعم بدون لحم الخنزير، وجمعيات تطالب بحق المرأة في لبس الحجاب، والبنوك الإسلامية، ويرغب الكثير من المغتربين بتأسيس حزب إسلامي في أوروبا التي أغلب دولها علمانية كافرة، أما في الدول العربية فأصبح الفرد يبحث عن شيخ دين يعلمه الدين الصحيح، وانتشرت المواقع الإسلامية على الإنترنت، وظهرت مستشفيات إسلامية تجعل من الرقية والحجامة ميزتها في العلاج مع الأعشاب الطبية النادرة، وظهر مع كل هذا نجوم الدعوة السلفية الذين يفهمون كل شيء ومنهم من تبنى شعار (صناعة الحياة) شعارًا كبيرًا بحل كل مشاكل العالم الإسلامي، لكنه لم يستطع حتى قيادة مجموعة من الشباب في أداء مناسك الحج، ومع كل هذا ظهر مفسرو الأحلام، حتى أن المشير المصري السيسي سرب عنه تسجيل صوتي بأنه رأى في المنام (قال للرئيس الراحل أنور السادات أنه سيكون رئيس مصر)، وحتى في منصة رابعة العدوية في تجمع الإخوان ضد الانقلاب تكلم الخطباء عن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم يدعمهم في تمسكهم بالرئيس محمد مرسي، وهذه الحالات التي أعتقد أنها أعراض السرطان الفكري الذي أصاب الفكر الشعبي، هذا الفكر الذي لم يعد يسمع إلا لغة الرجال القادرين على فهم اللغة الإلهية، إن القارئ للتاريخ هو الذي يستطيع النظر إلى السماء بلغة الأرض فتصبح كالمرآة، فهو يتكلم معها ويفهم إرادتها، وهذه مشكلة الشعوب العربية عندما وقعت المصيبة رجعوا إلى الأساطير ولم يرجعوا إلى الحقيقة. إن قدماء المسلمين فهموا لغة السماء كالصوفي الذي عرف أن حقيقة الوجود غير موجودة، فنحن خلقنا لغرض واحد وهو عبادة الله الخالق لكل شيء ونحن نعادي ذلك الكائن الشرير الذي يسمى الشيطان. إن الذين يعيشون بلغة السماء موجودون بالفعل، ويعرفون النتائج من المقدمات، ولقد عرفوا أن هناك مشكلاً في التاريخ وهو غياب المواجهة مع الأمريكان، وغياب وسائل المواجهة الفعالة، وهذه الجماعات الإسلامية المسلحة التي تقطع الرؤوس ما هي إلا رقصة المذبوح أمام العالم الرقمي (النظام العالم الجديد)، لأنهم يريدون الجنة الآن، يطرقون أبوابها بعملية انتحارية هنا وهناك لكن لن تغير شيئًا، لأن العولمة كتبت بلغة المستقبل التي لا تعترف بلغة السماء من يوم اعتمدت نظرية التطور في المدارس التي قطعت الحبل السري بينها وبين السماء، فهم (الأمريكان) يعتقدون أنهم من سلالة قرد تطور عبر الزمن ليغني الروك نغول، ويمشي فوق القمر، وينخرط في صفوف المارينز، أما غير المتطورين فهم الذين يؤمنون بأصل الخلق (أبناء آدم عليه السلام) من كتاب مقدس؛ نعم نحن غير متطورين، فالإنسان الديني يرتبط بالماضي بالبداية من الأرض خُلق وإلى الأرض يعود. فالمسيحي الأبيض يختلف عن المسيحي الإثيوبي، رغم أنهما يعتقدان بذلك التمثال المصلوب في كنائسهم، فالأبيض يعلم أنه قد لا يقول الحقيقة من أجل أداء امتحان العلوم، أما الأسود فلا يهمه الأمر. داروين أحمق والكنيسة تقول الحقيقة دائمًا.
****