التعليقات
اسمحي لي ان ابعث لك بتحية شكر على جهودك المتواصلة بهذا الموقع الطيب وكذا ببعث تحية تقدير واعجاب بشخصك الطموح وباسلوبك الاكثر من مميز في اختيار المواضيع ومنهجية طرحها
تحدثي اختي حياة عن خلق عظيم من الاخلاق الاسلامية والذي يتبنى تاثيرا قويا على الاسرة والمجتمع نظرا لاهميته الملحة لدى الجميع فلا يوجد فرد مسلم الا ويجب ان يكون راسخا فيه هذا الخلق الجليل فبه يكون مسلما لما للكلمة من معنى وكما قال نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم "ان لكل دين خلقا وان خلق الاسلام الحياء " وهناك كم هائل من الاحاديث التي توضح قيمة الحياء واثره في المجتمع لذا كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو القدوة الاولى لنا في هذا الخلق فقد كان صلى الله عليه وسلم "اشد حياء من العذراء في خدرها"مثل ما ذكرتي
لكن ويا للاسف قد ضاع هذا الخلق بيننا وبين الكثير من شباب امتنا بسبب الفهم والربط الخاطئ بينه وبين الخجل
فالحياء كما عرفه لنا العلماء هو خلق طيب يبعث بصاحبه على اجتناب القبيح حتى ولو تاكد من عدم رؤية احد له وبالتالي فقد تم تصنيفه ضمن العواطف التي تسمو بالنفس وتحجمها عن فعل الدنايا فالمؤمن الذي يجد نفسه غير قادر على ارتكاب فعل قبيح كالزنى لا يدل على خجله منه وانما على حيائه من الله عز وجل ومن نفسه المؤمنة بينما الفرد المتصف بالخجل اذا سنحت له الفرصة لفعل القبيح فعله .
ان الظن الخاطئ بان الحياء= الخجل او ان هذا الاخير جزء من الحياء كان السبب الرئيسي في استنقاصنا نحن المسلمون لانفسنا وتحقيرنا لها وووصفنا لذواتنا بالضعف وعدم مواجهتنا لمشاكلنا بثقة وتفاؤل وتجردنا من كل خصلة حميدة تميزنا عن باقي الديانات الاخرى وربما يكون ايضا السبب في انتشار الجهل والتخلف بيننا ....
فالخجل لا يعد من الشمائل التي دعا اليها الدين الحنيف بل بالعكس حذرنا منها لما فيها من مساوئ منها التنازل عن الحق والتزام الصمت عند رؤية المنكرات و قتل الطموح عندنا وفقدان الثقة بالنفس وهي اهم شيء يجب توفره لتحقيق طموحاتنا ومع ذلك فاننا نعتبره من الاخلاق الحسنة ...!!!
ويشرفني ان استشهد بشخصية سيدنا عثمان بن عفان التي كانت من اعظم الشخصيات في الاسلام والتي تميزت بالحياء العظيم لدرجة ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم اخبرنا عن عثمان رضي الله عنه وارضاه (انه تستحي الملائكة من شدة حيائه )وهذا لا يعني انه كان يستحي من المطالبة بحقه بالعكس كان واثقا من نفسه آخدا بحقها محتفظا بكرامتها ونخوتها .
لا اتفق معك اختي حياة في ان الخجل مثل الغيرة
صحيح ان الخجل نوع انسحابي من أنوع الخوف وتضعضع الثقة بالنفس؛
لكن الشعور بالغيرة لا ينقص من الثقة بالنفس وانما هو شعور باشتراك طرف آخر غير مرغوب فيه فيما يعتقد الغيران انه ملك له لوحده .
_ألا نستحي مما نفعله بهذه الكلمة التي هي شعبة من شعب الإيمان؟
لا وللاسف اختي حياة لا نستحي مما نفعله ليس بهاته الكلمة فقط وانما العديد من شعب الايمان قتلناها بخفاء ولم نكترث لوجوها فسرعان ما ملأنا مكانها بكلمة "خجل" بكل اعتزاز وفخر
ان رؤيتنا لنمادج خاطئة امامنا ومحاولتنا تقليدها مع انها لا تصلح ان تكون قدوة دافع آخر عند شبابنا خاصة لانهم اكثر الفئات حبا للتقليد الاعمى المختبئ وراء ستار التقدم والتحضر ..كما يعتقدون
اتفق معك اختي حياة في هاته الكلمات:
"إنما الخلق بالتخلق" كما يقال، فلنتخلق بالحياء ولنفعل شيئا لإنصاف هذه الكلمة، فهذه الصفعة اللغوية تحتاجنا مننا أن نفتح صفحة لغوية وإدراكية وعملية جديدة. "
بالفعل هذه الصفة تحتاج منا الادراك والمحاولة دون يأس حتى نستطيع التخلق بها ومن ثم انصافها .
فهلا فعلنا؟ او هل بمقدورنا فعل ذلك؟
نزلا عند سؤالك المطورح يسعدني ويشرفني ان اسمح لنفسي بالاجابة عنه
نعم بوسعنا ذلك
لقد ولد البشر جميعهم على الفطرة لذا فالحياء صفة يكتسبها الانسان بعد الولادة فان زرع الوالد في ابنه خصالا حميدة كالحياء منذ صغره تربى عليها ونشا نشاة طيبة في جميع مناحي شخصيته خاصة وان علمنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كانت كل صفاته وافعاله محاطة بالحياء لا الخجل وهذا ما يتاكد لنا في الحديث النبوي الشريف اذ يقول صلى الله عليه وسلم ( الايمان بضع وستون _اوبضع وسبعون_شعبة والحياء شعبة من الايمان )
اي لا يمكن ان يتحقق الايمان في فؤاد المسلم ما لم يستحي
وكما ذكرت فالحياء خصلة مكتسبة اي في مقدور الراغب في التحلي بها ان يكتسبها بالتعلم وهنا احب ان اعطر مقولتي بكلام المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه بقولة جميلة يقول فيها(انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم) وكانه صلى الله غليه وسلم يقول لنا ليس هناك خلق لا يمكنك اكتسابه اذا عزمت وصبرت واخلصت النية في اكتسابه وتعلمه واكبر دليل على يسر و سهولة اكتساب الحياء هم الصحابة رضوان الله عليهم فلا ينسى احدنا كيف كانوا قبل الاسلام كانوا قوما جاهلون قساة جناة لكن بعد ما اسلموا ارتبطوا بهذا الدين المنير وتخلقوا باخلاقه وترعرعوا من جديد في رحاب القران ليطمسوا ويمحوا ما كان منهم في الزمان الاول ...زمن الخجل والهمجية والعبودية التي كانت اكبر العوائق والتي لطالما باعدت بينهم وبين اعتناق الاسلام لكن صبرهم وحبهم للعلم والاستنارة بنوره ازاح كل المعيقات .
فكيف سيكون الحال اذا عزمت امتنا -شبابنا- في هذا الزمن الذي الغيت فيه تلك الحواجز ؟
فلك الويل يا صرح المظالم من غد ___ اذا نهض المستضعفون وصمموا
تظل قلة الوعي وسيطرة الخجل بكافة سلبياته على شخصية العربي منا الحاجز الاكبر الذي يحول دون تحقيق اهدافنا ومقاصدنا
ويظل الحياء والعمل بكتاب الله وسنة رسوله السلاح الوحيد المتبقي لنا
بعد تفكيك وحدتنا وهجراننا لمن كنا به معصومين من الضلال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود، ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض "
اي: القرآن+السنة
ويبقى......... العزم مفقودا
فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم__وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها__وتصغر في عين العظيم العظائم
_فهلا فعلنا _؟ ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى "اذا لم تستحي فافعل ما شئت"
اعذريني اختي حياة على الاطاااااالة واعلمي ان ذلك يعزى الى حبي وشغفي بالمناقشة والتعليق على مواضيعك المتميزة والهادفة بالدرجة الاولى.
والسلام عليكم
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة