التعليقات
لك الشكر.
شكراً لهذه القراءة العميقة والتي بكل صراحة عجزت الغالبية عن
ممارستها بل إتقانها فراحت لتكفيري واتهامي بأنني ضد الاسلام و
يجب أن أرتدع عمَّا أقول...
وأن أعتذر أيضاً وأحذف المقال
محبتي لكل من يفهم الباطن من الظاهر
نضال
وخلط الأمور وأخذ بعضه وترك البعض ..؟؟
بعد التحية
قرأت الكثير بقلمك معجبا.. (وما زلت) .. إنّما هل يمكن تفسير الآيات على هذا النحو دون الالتزام بقواعد علم التفسير، علم أصول الفقه، وعلوم القرآن..
وددت لو اقتصر الحديث على كيف ينبغي أن نتعامل مع قضية الحجاب المطروحة في الوقت الحاضر، من بين قضايا عديدة، قد يكون معظمها أكبر منها شأنا بالمنظور الإسلامي ومنظور الواقع الذي نعيشه..
وفي مقدّمة ذلك ألا يصبح طرح القضية بأي منظور سببا في تكفير أو اتهام.. لا سيما إن صدر عمّن لا يحق له التكفير شرعا، وربما لم يستوعب القضية نفسها..
أمّا الحديث عن الجانب الفقهي فيما يتعلّق بتشريع الحجاب، فقد يحتاج إلى دراسة أوفى للشروط.. أو الرجوع إلى الدراسات التي استوفت الشروط المنهجية.
مع التحية والتقدير
قطعاً الفكرة أو العبرة من النص لم تصِلْ إليك
لهذا كان حكمك سابق للفهم
أخ شبيب
إن تفسيرَ الآيات لايتم كيفما يشاء لكل من يقرأها...
والالتزام بما ذكرت مسألةٌ شخصية ، بمعنى أنه يُمكنكَ العودة إلى ما تشاء من المراجع لكن بالنسبة لي أو للبعض الآخر قد يُفضِّل العودة للقرآن وهو أصل الأصول كلها...
والآيات كلها بلغةٍ عربية ليكون فهمها أيسر..
ثم إن قضية الحجاب المطروحة لا يسبب اتهاماً أو تكفير فأنا ضد هذين الأمريْن .. كل مافي الأمر أنني بينت الفرق بين الحجر الكريم والرجيم ويحقُّ لمن كان الاختيار بين هذاأو ذاك لأنه سيحاسبُ هو ذاته عن اختياره ...
ثم من قال بأنني ألجأُ إلى التكفير الشرعي أو غيره.. مطلقاً ..
وعن الجانب الفقهي وعن كل الجوانب الأخرى الواردة والغير واردة، أقول بإمكان كل من يشك بمقالتي أنها تخالف منهج الله أن يعرضها على عالم دينٍ أو على الأقل أن يقرأها بروحه لا بموجب فِكره المُتْخَم بأفكارٍ ونظرياتٍ وما شابه...
تقديري لكم جميعاً
لم أكن أنوي التعقيب على الجواب ولكن يبدو أنّني أسأت التعبير في التعليق الأول.. فمعذرة وأحببت البيان
لم أقرأ في مقالتك ما يشير إلى أنك تتهمين أو تكفّرين أحدا.. وكانت ملاحظتي بهذا الصدد في التعقيب الأول تأكيدا لما ورد في أحد ردودك على من يصنع ذلك.. وهو ما لا أصنعه تجاه أحد.. ,انكر على من يصنعه تجاهك أو تجاه سواك
ولم أتعرّض للفكرة الرئيسية الواردة في مقالتك بالتفصيل.. لأنني أشاطرك الرأي في معظم ما جاء فيها.. وهذا من مساوئ (التعقيبات المختصرة) ووقعت فيها فلم أذكر إلا نقطة اختلاف واحدة..
والاختلاف في النظرة إلى علم التفسير.. لا ينبغي أن يفسد للودّ قضية كما يقال.
لك كل التقدير
نبيل شبيب
للامانة فمقالة الأستاذة / نضال جميلة ومبدعة مع عدة جوانب أهمها :
1- التركيز على أهمية ارتباط بل استباق الحجاب والستر الشكلي بأخلاقيات وروح ومعاني داخلية سامية .
2- التأكيد على أن الله سبحانه رتب على المرأة واجبات وهو أيضاً سبحانه رتب على الرجال التزامات عليهم أداؤها .
3- التنبيه إلى أهمية غض البصر - رجالاً ونساءً - من أجل صناعة جيل عفيف الجوارح نظيف العواطف .
ولكن لتسمح لي - أستاذتنا الكريمة - بأن اختلف معها في طريقة نظرها لعلم التفسير وأصوله ، حيث أنني أتساءل دائما حول أننا نلجأ للمهندس والمقاول عند بناء بيوتنا بلا جدال أو اجتهاد ، كما أننا نلتمس رأي الأطباء ونتبع توصياتهم عند مرضنا لا سمح الله ، وهكذا هو حالنا مع القانونيين والمحامين في مشاكلنا القانونية والقضائية ... ولكن ماذا عن دين ربنـا وشريعة إلهنـا ! ألا نراها - لا قدر الله - أهلاً وذات أهمية لنوكلها لذوي الصنعة والاختصاص ؟ أليست أمور ديننا أولى بالعناية والحرص من بيتٍ يبنى أو نفسٍ تطبب أو قضيةٍ يفصل بها !
ختاماً : هي وجهة نظر قابلة للنقاش مع جزيل شكري للأستاذة / نضال وللأساتذة المعقبين على إثرائهم لنا بهذا النقاش الرصين .
حتماً الاختلاف في النظرة إلى علم التفسير لن يفسد للودّ قضية .
الأخ أسامة
تحيةً لهذه القراءة التي استخدمتَ فيها العين الثالثة أو البصيرة أو الناصية كما يُقال
بمعنى أنك تلَّقيتَ الكلمات بإدراككَ الحسي الفائق لهذا وصلتَ إلى الجوهر أو الفكرة كما البعض القليلُ وصلَ إليها..
أما عن دين ربنـا وشريعة إلهنـا ! ألا نراها - لا قدر الله - أهلاً وذات أهمية لنوكلها لذوي الصنعة والاختصاص""
أقولُ لكَ بصراحةٍ شديدة أن دين الله ليس بحاجةٍ إلى صُنَّاع أو مَهَرة ليُصاغَ // فهو من لدن الخالق وكفى..
انظر ماذا فعل الصناع بهذا الدين الجميل؟... لو أتقنوا الصُنع( بتعليمه كما أمر الله) لما كان هذا الفساد والمذاهب والشيع والطوائف
والخلافات على الدنيا ومغريتها والاقتتال على تافه وحقير...
كل إنسان حين يعود إلى الفِطرة ( الصفاء الروحي) حتماً يرشده الله تعالى الذي هو أقرب إلينا من حبل الوريد
فلن يحتاج إلى استشاريين وغير ذلك... القرآن الكريم علاجٌ وشفاءٌ لكل الأمراض الروحية والنفسية والاجتماعية وحتى الجسدية..
لكن لا يعلم بذلك إلا من عاد للفطرة الآلهية ...
بأن نحسن الظن بالآخر على علاَّته، بأن نتفاءل بالخير دوماً وأبداً، بأن تكون نوايانا
حسنة لنصلَ إلى هذا الصفاء الروحي( الفطرة) ما يجعلنا نعيش بسلام وسعادة في الدنيا قبل الآخرة..
مودتي للجميع
أما موضوع المقال فهو موضوع خلافي طويل، تناوله القاصي والداني وقلبته سائر الأيادي وتداولته كل الألسن واللغات والأقلام، حتى انزوى ختاما وقد حاصره كل غث وسمين. وحقا لم يزل هناك ما يجدر قوله، لكنني شخصيا كنت وما زلت في أمر الحجاب منذ سنوات طويلة مضنية، من ثم فعندما يكون النقاش حول قضية الحجاب تحديدا أراني شأني شأن هذه القضية محاصرا بالبحوث والدراسات والمواقف والمناظرات، أكاد لا أستطيع استيعاب أي مزيد.
أما طبيعة القائل فهو حقيقة أن الباحثة هنا، العزيزة الأستاذة نضال نجار، هي في الأصل شاعرة مبدعة محلقة تنبض بكل رقيق ورائق، وما الأحجار الكريمة والأحجار الرجيمة ـ على سبيل المثال ـ إلا صور شعرية تعكس روح الفنان القابع داخلها وتضع على مقالها هذه المسحة الخالصة من الجمال. لكنها من ناحية أخرى صور فنية لرؤية وجدانية؛ بقدر ما تفسح لانفلات الشاعر داخلها بقدر ما تزاحم انضباط الفقيه وتشوش منهجية العالم وتربك حياد الفيلسوف.
أعترف بناء على ذلك، وبعد كل ما تراكم حولي من تفاصيل فقهية غاضبة ومن مباحث منهجية باردة، بعجزي عن التواصل مع هذا المقال الغريب حقا، وإن كنت قطعا أدرك المعانى جميعا، فما زلت على أية حال أحمل بعض وجدان.
حسبي هنا إذا هذا التحليل على عجل، وأنا ختاما وكالعهد دائما أحمل كل الإعجاب والتقدير للباحثة الشاعرة. فأما دافع كتابتي فهو بالأحرى قول أخينا الأستاذ أسامة الماجد في تعليقه:
أنني أتساءل دائما حول أننا نلجأ للمهندس والمقاول عند بناء بيوتنا بلا جدال أو اجتهاد، كما أننا نلتمس رأي الأطباء ونتبع توصياتهم عند مرضنا لا سمح الله، وهكذا هو حالنا مع القانونيين والمحامين في مشاكلنا القانونية والقضائية... ولكن ماذا عن دين ربنـا وشريعة إلهنـا! ألا نراها - لا قدر الله - أهلا وذات أهمية لنوكلها لذوي الصنعة والاختصاص؟ أليست أمور ديننا أولى بالعناية والحرص من بيت يبنى أو نفس تطبب أو قضية يفصل بها
هذا القياس مع الطبيب أو المهندس قد بات شائعا، حتى قال به مفتي الديار المصرية ذاته، رغم كونه فيما أرى قياسا مضلا ينطوي على المغالطة. المقدمات يا أخي صحيحة، لكن النتائج، عفوا، ليست كذلك. نرى العقيدة لا مراء أهلا وللشريعة كل الأهمية، كذا فإن أمر الدين قطعا أولي بالعناية من بيت يبنى أو نفس تطبب أو قضية يفصل فيها. هذه هي المقدمات، لكنها لا تئول بالضرورة إلى أن يقتصر الفكر الدينى والبحث والاجتهاد على طبقة دون سواها، وإلا أنتج ذلك حقا "ذوي الصنعة والاختصاص" على حد تعبيرك الدال في ذاته، والذين هم بعبارة أخرى رجال الكهنوت وأهله، أصحاب العلم ولو كان الناس أعلم، وملاك الحقيقة ولو خالفت مسار الحياة والعقل والوقائع وحتى أصول الدين وجوهره.
تفجرت الرياض يا أخي على سبيل المثال. مات رجال وترملت نساء وتيتم أطفال. خيم الحزن داخل البيوت وعصر الألم القلوب وسحقت الغصة حلوق الأحباب والأصحاب، بل فقدت الحياة كل معنى وفقد الإنسان كل قيمة وهذى الأشلاء على الأرض قد تبعثرت في مشهد عبثي صارخ، وعلى الحوائط المحترقة راحت خيوط الدم ترسم المأساة في بطء.
ثم خرج إلينا من خلف الدخان رجل معمم يعلن بكل بساطة تراجعه عن فتاواه التى آلت إلى هذه الجريمة الفاجعة وسببت ذلك الخراب والجنون والعبث. ثم تبعه ثان، فثالث. السؤال إذا: ألم يكن هؤلاء يا أخى هم "ذوي الصنعة والاختصاص" على حد تعبيرك؟
نعم، أقدر اعتراف الخضير ورفاقه بخطأهم وأكبر فيهم تواضعهم واعتذارهم، إنما أعنى الالتفات إلى الدرس العميق في كل ما حدث. أعنى الانتباه واليقظة؛ وقد آن أوان الانتباه واليقظة. أعني التساؤل أية مأساة قد تحدث لو أن كل مسلم أبطل حقا ما أعطاه الله من عقل وما أنعم به عليه من تمييز فمضى على نهج شيخه دون تفكر أو تأمل، أو راح يتبع كل ناعق كما قال الإمام علي؛ حجته بالطبع في ذلك أن هذا هو رأي الشيخ الذي عليه صلاح دينه، كما أن على الطبيب صلاح جسده وعلى المهندس عمارة بيته؟
لا يا أخي: نحن المسلمون لا نعرف كهنوتا في شريعة الإسلام، ولم يترك محمد فينا أهل صنعة واختصاص، وإنما ترك أمة من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ فلم تكن لهم شيمة إلا الصدق ولم يكن لهم فضل إلا التقوى ولم يكن لهم عهد إلا مع الله. لا يا أخي: إن الذين يدخلون في دين الله أفواجا فيشهدون بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا في قلب ديار الحرب وقلاع الكفر ما أسلموا إلا لأنهم وجدوا في الإسلام هذا التواصل المباشر الفريد بين العبد وربه، دون واسطة ودون وسيط، دون عمامة أو عباءة، ودون سلطة توجه الناس بزعم العلم بما لا يعلمه سواها، أو بزعم البركة حلت في قولها وفعلها، سيان حلت هذه البركة بدعاء الملائكة واستغفارهم، أو بلمسة الروح القدس.
لا أعني قطعا بذلك أن نترك الحبل على الغارب أو أن نترك حلقة الاجتهاد ومنبر الإفتاء لكل من ظن نفسه أهلا لذلك، وإنما أعني أن أرد فقط قياس الطبيب ومثال المهندس. فالفقيه في الإسلام يا أخي ليس سوى استشاري يخبرك بما رآه البعض صوابا، ولكن لا يخبرك بالحقيقة اليقين أو بالصواب المطلق. الفقيه لا يقبل وضوءك أو يرده وإنما فقط يخبرك كيف ميز الشافعي الماء الطاهر. الفقيه لا يضع نهج النبوة وإنما فقط يخبرك ما رآه البخاري صحيحا. الفقيه لا يشرع الحجاب وإنما فقط يخبرك كيف فسر القرطبي آيته. ليس الفقيه من ثم هو المهندس الذي يقع عليه قيام البيت أو عمارته، وإنما هو محض عامل، مساعد يناول المسلمين البنائين ما يراه أفضل الحجارة وأصلب الدعائم.
أما أن يتوقف البحث والدرس الديني على الفقيه، أن يتراجع النقد وأن يتجمد العقل الإسلامي كله على أعتاب الفقهاء، فهذا قول لا مراء مردود باطل، قول يتعارض مع صالح الدين نفسه وصالح الأمة كلها. بل لا نشك أن هذا في ذاته كان ولم يزل وجها من وجوه المحنة التى تعيشها اليوم أمة المسلمين.
أبو حيَّان ..
حيَّاكَ الله أخي
تلك الصور الفنية كانت برأيي الوسيلة الأمثل للتمييز بين التقوى وتصنُّعِها، بين الداعية والمدَّعي للتقوى هذه،
هي لاتزاحم ولا تربكُ أياً مما ذكرتْ لأنها لا تدعو إلى معصية الله أو مخالفة الطبيعة أو قوانين البشر الفِطرية...
ثمة اختلاف بعرضِ القضية لكن هذا الاختلاف قطعاً ليس بغاية الخلافات والمزيد من النزعات والانشقاقات التي مللناها
إلى حد الثمالة...
""أعترف بناء على ذلك بعجزي عن التواصل مع هذا المقال الغريب حقا""...
هو ليس غريب مضموناً بل ربما شكلاً ...،
هل في هذا العصر ينبغي أن يستمرَّ الجدل حول الحجاب بينما الآخر يجادل
في المجرات والأكوان والعلوم ووو أو أن الأنثى هي سبب الفساد العام ؟...
هل من المعقول أن يكون الغرب شراً كله والشرقُ خيراً كله؟...
وتلك الترهات الذكورية حول حجاب الأنثى دون الرجل ، أيُعقل أن تُفرضَ عليها التقوى دونه بينما هي مفروضةٌ إلهياًعلى الطرفيْن...؟
يجب أن يعلم كل إنسان أن الحجاب هو التقوى المفروضة على الذكر والأنثى...
أمثلتي كانت واضحة وناتجة عن تحليل نفسي لسلوكيات المجتمع العربي الغارق بالفوضى
وحين قلتُ :
إلى كل إنسان (ذكر وأنثى) ألاَّ يشوِّهَ دين الله بحجابٍ بشريٍّ دون حجابٍ شرعيٍّ لم أكن على خطأ
لأن هذا الحجاب البشري قطعاً أقصد به النفاق والزيف ... وما الله بغافلٍ عن أعمالنا...
وليسمح لي الأخوة بذكر أمثلةٍ عن هذه الحجب البشرية التي ولَّدتْ فساداً أخلاقياً دينياً في المجتمعات
النسوة ( البعض) حتى أنجو من ومن... يرتدين حجاباً شرعياً كاملاً ولا يُبدينَ منهنَّ شيئاً /
يذهبن إلى حضور حفلة زفاف أو إلى التسوُّق أو لزيارة صديقة ما يُطمئنُ إلى أنهنَّ بحجابهنَّ بعيداتٌ عن الإثم
أوا ستقبال الصديقات في البيت ما يتطلَّبُ شرعاً عدم جلوس الزوج أو الأب أو الأخ بينهنَّ..
تلك التي تبحثُ عن أهواءٍ ومجون حتماً ستنال ضالتها بسهولة على اعتبار أنها ترتدي حجاباً ـ تستتر لنيْل المراد ـ
وأزواجاً ( البعض) لجؤوا إلى الكذب على الله أولاً وعلى أنفسهم و المجتمع ثانياً بأن لديهم عملاً اضافياً أو سفراً أو قضاء العمرة
أو الحج ما يتطلَّبُ عدم اصطحاب زوجاتهنَّ أو استقبال الأصدقاء في البيت ما يتطلَّبُ شرعاً عدم مجالسة الزوجة أو الابنة أو الأخت..
أنا لا أحاسِب بل أنبِّه المجتمع ومن خلال شواهدَ وقصص حقيقية ألاَّ يشوهوا الدين بذلك..
أي أن يحترمن ويحترموا الدين .. ويجب أن يكون الانسانُ ذكراً وأنثى قيِّماً على أعماله وسلوكياته
نهايةً// الوضع الأخلاقي مُفجِع لأن النفس البشرية لم تلتزم بحجاب التقوى والفضيلة
حتماً كلام الله فيه علاجٌ وشفاءٌ لهذه الأمراض والآفات الخطيرة المدمِّرة للأخلاقيات
وما الانسانُ بلا أخلاقيات؟... مجرد خواء ... أرجو أن يتفهَّمَ الناس قصدي كاملاً ربَّما
تنفعُ الذكرى لقومٍ يؤمنون...
يجب أن يُنظِّفَ كل إنسان ما بداخله ــ أن يتطهَّرَ ــ وهذا ما قصدتُهُ بقولي حجاباً ( مضموناً وشكلاً) ..
والآخر مخيَّرٌ بهذا الحجاب ( العفاف والأخلاقيات) إما شكلاً دون مضمون أو مضموناً دون شكل /
إنه خَيارلأن التقوى كما الرذيلة منبعها النفس العاقلة والمدرِكة بما تفعل وبأن أفعالها ستُحاسبُ عليها أمام الله...
فإذا ابتُليتُم بالمعاصي فاستتروا ، لا يعني ذلك أن نستتر علناً كما الغالبيةُ تفهم بل أن تستتر بطلب المغفرة من الرب والتوبة
والندم( أي التقوى ثم التقوى) ومعاهدة الله بألا نرتكبَ المعصية ثانيةً وهذا لبُّ الموضوع
موضوعي هذا لمن يعقِل ، وليس لمن يُبصر دونما عقل أو بصيرة...
أعتذر عن السرد فكلما ضاقت الرؤيا اتسعتْ العبارة
"أما أن يتوقف البحث والدرس الديني على الفقيه، أن يتراجع النقد وأن يتجمد العقل الإسلامي كله على أعتاب الفقهاء، فهذا قول لا مراء مردود باطل، قول يتعارض مع صالح الدين نفسه وصالح الأمة كلها. بل لا نشك أن هذا في ذاته كان ولم يزل وجها من وجوه المحنة التى تعيشها اليوم أمة المسلمين."
ولا أرى أن جوابكَ يُخالفُ رأيي ، هذا هو المقصود والذي يجب أن يدركه كا إنسان واعٍ //
تقديري لكَ أبو حيان ولبقية الأخوة
سيدتي: إن ما أصابك لا شأن له بالدين أو بالفقه أو بالفكر. إن بعض ما أصابك سيدتي من هجوم، إن لم يكن كله أو معظمه، يأتي لأنك امرأة أولا، تجرؤين على التفكير وتشرعين في التعبير، ناهيك عن نية التغيير، ثم لأنك ثانيا تتحدثين عن الحجاب ولا حجاب يغطيك ابتداء، ثم لأنك ثالثا امرأة تعكس صورتها المنشورة طرفا من الحسن والملاحة والتزين. لو أن رجلا كتب هذا المقال ما حدث كل هذا الضجيج والإنكار والشجب. لو أنك امرأة ظهرت صورتها بصدر المقال وراء حجاب دون زينة لكان الأمر أيضا أهون. لكنك سيدتي تعلنين عن نفسك بما يؤكد "الأنوثة" لا ينفيها، وهنا تحديدا تكمن المشكلة. ذلك لأن تناقضا أصيلا يضرب في أعماق مجتمعاتنا الذكورية على نحو عصابي مزمن، وأنت سيدتي خلف هذا المقال المرأة أولا، لا المفكرة أو الباحثة. أنت الأنثى، ومن ثم فأنت الشهوة واللعنة في آن معا، المتعة والفتنة، الحب والكيد، الحنان والغواية، الأم والشيطان.
الأمر لا يتعلق إذا" بمقالك يا أختاه سواء من حيث الشكل أو المضمون، إنما يتعلق بمحنة نفسية يلتاث بها نفر غير قليل من أخوتنا الذين يزعمون السلفية ويرفعون شعاراتها. إنهم يكرهون المرأة ابتداء. إنهم يحتاجون المرأة، غير أنهم بقدر ما يحتاجون المرأة ـ ولأجل ذلك تحديدا ـ يكرهونها. إنهم في غاية الحرص على الحجب والحجاب، ولكن لأنهم أيضا في غاية الاهتياج والشبق. إن جنس المرأة في ثقافتنا سبة في ذاته. يكفي أن تنادي أي رجل عربي على الملأ أنه امرأة، أو كما يقولون "مَرَه"، لنرى كيف يتأثر بذلك ويغضب ويشعره سبابا من أقذع السباب.
لا شأن لي إذا" سيدتي بهذه الدائرة التي قد تحتاج إلى طبيب أكثر مما تحتاج إلى باحث أو فقيه أو مفكر. إنما أشير على استحياء، وعلى عجل، إلى انضباط بحثك ومنهجيته وموضوعيته. أفهم قطعا المعنى، لكني أمسك عن التعليق لأني أرى في مقالك ضربا من القصيد الذي لا يستوجب جريان النقد البحثي عليه، إنما شأنه شأن قطف من الفن؛ له عالمه الخاص ومعياره الذاتي، يقبله المتلقي دون تفسير أو يأباه دون تعليل. ولقد قبلته غير آسف، على الأقل حتى يتأكد سبيلك وتتشكل مع الأيام دعوتك.
أما همك وحلمك فلا شك أنه همي وحلمي، وهمّ الجميع وحلمهم، وأن تباينت السبل إليه. كذلك لا شك أنك، وكما برهنت سابقا غير مرة، تحملين داخلك إنسانا سامي الرؤية نقي السريرة بريء الغرض. من ثم فلا شك أيضا أن عملك هذا يستوجب منا ختاما كل التقدير والاحترام والإطراء وإن تباينت الأقوال بشأنه. حسبك سيدتي شرف المحاولة وشجاعتها. حسبك الصدق والمضاء والعزيمة. حسبك الانفلات من حدود الأنثى إلى فضاءات الإنسان، ومن قيد الأساطير الجاهزة إلى آفاق التأمل والفكر والتجديد والبناء. فقط أنت امرأة جميلة، فارفعي فضلا صورتك عنا في المرة القادمة.
أراك تردين على إشاراتي بما يتجاوز حدود عبارتي.. إنها للآخر الذي لم تتسع لديه الرؤيا
لهذا لجأْتُ إلى الشرح والتفسير والتبرير ليتمكَّن الآخر من فهم الرؤيا التي تتعلق بجوهر موضوعي
وأنتَ ممن اتسعت لديه الرؤيا وهذا واضح وجلي من كتابتكَ أو ردودكَ ..
صورتي في المرة القادمة ستبدو أكثر وضوحاً.. وأنا على يقين بأنكَ تشعرُ بهذا الوضوح لكن
ليطمأنَّ القلب سأرفع تلك الصورة...
تقديري لكَ
نضال
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة