تشرقت النسوة أو تغربن، تظل معدلات مشاركتهن المجتمعية في الغالب الأعم متدنية. الأسوأ يحدث عندما نحاول أن نصيخ السمع لأنماط استخدام المرأة تقنية المعلومات، فنظرة مسحية على ما تبحث النساء في محركات البحث الإنترنتيّة كمثال كفيلة بان تكون مؤشرا لمشكلة جدية. التقنية لا تغير المجتمعات بجرة قلم، رغم أنها قد تعدل و قد تفــعل. والأنماط الكامنة حول دور المرأة في المجتمع و حول قدراتها وحول إنسانيتها والهوس الارتيابي بان من يملك التقنية يملك التأثير لن تنزوي بعيدا باختراع تقنية جديدة، فها هي الأنماط السقيمة تعود لعادتها القديمة، و تزج بنفسها هذه المرة في فضاء السايبر وأودية السيليكون.
المثير للسخرية وللتعجب في ذات الآن هو أن أول مبرمجة للكمبيوتر (والحديث هنا عن البرمجة بشكلها الأوّلي) كانت امرأة؛ ايدا لفلس بايرن ابنة الشاعر الكبير اللورد بايرن.
وزارة الدفاع الأمريكية كرمت "ايدا" في عام 1980 بإطلاق اسمها على لغة برمجة تستخدم للأغراض الدفاعية. ما دمنا متساوين مع الغرب في وجود سقف زجاجي استحال سقفا حجريا لدينا، لم نحاول التماهي معهم تقنيا وننتج لغة برمجة عربية يتيمية.
وإذا سألتم عن التسمية، فـ "ايدا" ارتبطت بالدفاع، فلم لا نسمي لغتنا المنتظرة "أسما" نسبة إلى أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها التي دافعت عن الإسلام طالما أن الحديث هنا عن الدفاع. أما على الأرض التقنية فأسماء دعيت ذات النطاقين وهذا يتفق مع طبيعة الكمبيوترات التي تعتمد على نمط ثنائي.
وإلى أن نجد "أسماءات" في عصرنا الحديث نرجع للماضي قليلا بحثا عن اسم، ولنعمل في الحاضر بحثا عن موقع ودور.
التعليقات
وما أتيت بشيء من عندي، بل أنقل من التقرير التالي من الموقع الرسمي السويسري سويس إنفو)، و المنشور يوم أمس، يقول التقرير:
"على الرغم من حصولهن على تعليم أفضل وتعزز تواجدهن في سوق الشغل، لازالت النساء في سويسرا تعملُن في مِـهن ذات طابع نسائي واضح.
هذا أهم ما توصلت إليه دراستان نُـشرتا في سويسرا عشية الإحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس".
وأضاف التقرير : فمنذ عام 1980، ظلت المهن المرتبطة بالخدمات المباشرة للخواص ضمن ترتيب العشر الأوائل في المهن التي تختارها الشابات، فيما يفضل الرجال المهن ذات الطابع الصناعي والتقني أو التقليدي.
ولا تظني أني أتحامل على المرأة، فأنا سعيد جداً إذ وقع بين يدي مؤخرًا كتاب " معجم النساء العمانيات" لسلطان مبارك الشيباني، وهذا كنز عظيم يتحدث عما بلغته أمهاتنا وجداتنا في عمان من علم وفضل، وما أدرن من مدارس، وما بلغن من مكانة في العلم.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة