يضعون شوارب "سانتا" وأنوف وقبعات حمر
السعودي عبدالعزيز الرشيد (37 عاما) استلقى على أريكته أخيرًا بعد أن طاف منزله في شيكاغو (الينوي) لنحو نصف ساعة مرتديا لباس "سانتا كلوز" ولوازمه كالشارب واللحية البيضاء الطويلة وحاملًا ابنه محمد (4 سنوات) على ظهره، يقول: "أنا سعيد لأن محمد كذلك، اليوم عطلة في أميركا بسبب عيد الميلاد، استثمره في قضاء وقت ممتع مع ابني بانتظار وصول سانتا كلوز". مطعم السلام للمأكولات العربية في جنوب ولاية فلوريدا يكتظ بالخليجيين والعرب في احتفالات الميلاد، ويقول ماهر المصري وهو يرحب بالقادمين: "اليوم عندنا عيدين بوجود الفنان القدير رفيق السبيعي بيننا، الجميع هنا يلتقط الصور التذكارية ويستمتع بالحديث معه". السعودية نورا الصالح (29عامًا) تدرس الصيدلة في جامعة ميامي في فلوريدا على حسابها الخاص وتتفرغ في الميلاد لزيارة صديقاتها الخليجيات والعرب وتقديم الهدايا لأطفالهم، وتتساءل "ألا يجب أن نصنع شخصية عربية كـ سانتا كلوز؟ لأول مرة اشاهد ابنة صديقتي دلال ممتلئة بهذا القدر من السعادة بعد جملة الهدايا التي تلقتها". تضيف "مستعدة أن أدفع عمري لقاء أن تخيم هذا السعادة على وجوه الأطفال في وطني".
[IMG]http://nashiri.net/aimages/s1.jpeg[/IMG]
خليجيون وعرب احتفلوا بالسبيعي عشية الميلاد في ولاية فلوريدا
كيف يقضي الخليجيون والعرب ليلة الميلاد في أميركا؟ سؤال يتزحلق وعربة الأسطورة "سانتا كلوز"...
تحممت جيدًاً وارتديت أجمل ملابسي ولمعت حذائي الأسود، وانطلقت بسيارتي الزرقاء بإتجاه المنطقة العربية في فورت لودر ديل (جنوب فلوريدا)، وتحديدًا إلى شارع sunrise blvd، وتسللت إلى داخل مطعم السلام ببطء. رائحة العطر تلف المكان. لم اكن وحدي من يرتدي أجمل الثياب، فالجميع كذلك. وبصوت واحد: "هل ممكن ان تأخذ لنا هذه اللقطة مع الفنان رفيق السبيعي؟".
تصفح الممثل السبيعي الصور في كاميرتي، سألته عن سبب زيارته، سحب الكرسي البعيد فأصبح قريبًا "ابني بشار يعيش في أميركا منذ 20 عامًا، فرصة جميلة ان أزوره وهو يتمتع بهذه الاجازة، بالمناسبة جذوري تعود إلى السعودية،أنت من اين بالضبط؟ ماذا تفعل في أميركا؟ هل تواجه مشاكل؟ هل تستمتع بـ اجازتك الحالية؟".
[IMG]http://nashiri.net/aimages/s2.jpeg[/IMG]
ماهر المصري
بعد أن ناولني الأستاذ رفيق أسئلته الكثيرة، قال ماهر المصري الذي يعمل في مركز السلام بصوت خافت لي:"فناننا لم يتخل عن أبوته، اذكر عملت معه قبل سنوات عديدة في مسلسل بدبي، كان يسأل عن تفاصيلنا الصغيرة بإهتمام".
وانصرفت من المطعم ممتلئًا بالحبور، وتوجهت إلى المسجد لتأدية صلاة الجمعة مع نحو 300 مسلم يرتدي بعضهم قبعات سانتا كلوز، أطفالهم ينتشرون في فناء المسجد برفقة هداياهم الجديدة وحراسة رجل الثلج الذي يلف وشاحًا برتقاليًا على عنقه يحركه القادمون بعفوية وهم في طريقهم الى الداخل.
بعد انتهاء الصلاة سألت الاماراتي خلفان الشامسي (25 عامًا) عن برنامجه الليلة فرد قائلًا "هل تشاهد الحبوب الجديدة التي استولت على وجهي؟ انها آثار هجوم الحشرات البارحة عليّ، أيضا الزكام أتلف أنفي. كنت اعتزم ان أتمدد على الشاطئ اليوم وغدًا، لكن اخشى أن تتفاقم جروجي. أكره الكريسماس لأن المحلات كلها مغلقة، أجرتُ 3 افلام سأنشغل بمتابعتها، أنصحك بمشاهدة Man on fire لـ Denzel Washington".
أما السعودية نوره الصالح فنصحتني بـ تقديم هدايا لأطفال الجالية العربية "هل قدمت شيئًا لهم حتى اللحظة، يجب أن نكون سانتا كلوز ولو ليوم واحد، يجب ان نستثمر هذا اليوم المفعم بالأطفال".
التعليقات
إنها مسؤوليتنا جميعًا - أفرادًا ومؤسسات - كي نظِر البهجة ونعمم الفرحة ونعلمهما لأبنائنا، فأمة لا تحتفي بأعيادها وتنتشي بأعيادِ سواها هي أمة مهزومة ... بل مسحوقة :cry::
أولاً: الحمد لله أنه ما زال هناك من يتحدث عن العيد والسعادة في دنيا العرب والمسلمين.
ثانياً: أثارني تساؤل الصيدلية نورا الصالح عن حاجتنا لشخصية دينية احتفالية مثل بابا نويل أو سانتا كلوز، فرنت في أذني ترانيم العيد
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد .....
الله أكبر كبيراً و الحمد لله كثيراً و سبحان الله و بحمده بكرةً و أصيلا ...
الحمد لله وحده ، نصر عبده ، و أعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله
اللهم صلي على سيدنا محمد ، وعلى آل سيدنا محمد ، وعلى أزواج سيدنا محمد ، وعلى أصحاب سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيرا ...
(بالمناسبة آخر مرة سمعت فيها ترانيم العيد كانت هذه الترانيم تنطلق من مآذن الفلوجة أثناء قصفها من جماعة سانتا كلوز والنيران تشتعل فيها وتضيء عتمة الليل)
و تذكرت زكاة الفطر التي يجب أن تُخرج قبل شروق يوم العيد ، وأضحية العيد التي يجب أن يوزّع ثلثها على الفقراء و ثلثها على الأقارب والأصدقاء ...
و تذكرت الحذاء الجديد الذي كنا نخبئه تحت الوسادة ليلة العيد وملابس العيد الجديدة التي غالباً من يخبؤها لنا أهلونا لصباح يوم العيد ...
و تذكرت زيارة بيت العائلة الكبير صباح يوم العيد بعد العودة من المسجد و المقبرة و كيف كنا نجتمع كلنا من الجد الكبير الطاعن في السن إلى الصغير المحمول على يد أمه ... إخوة و أعماماً و أنسباء ، و تذكرت الطواف الكبير بالمدينة الذي يقوم به والدي ليزور كل الناس من أقارب و أصدقاء ، واستمتاعي بحديث الشخصيات الكبيرة التي يزورها ، ثم خلعي للجاكيت و تحولي لقهوجي يكاد لا يستطيع القيام بواجبات كل المهنئين من قهوة و شاي و حلويات و ماء.
و تذكرت هجوم المصلين الجزائريين علي إثر انتهاء خطبة العيد عناقاً و تقبيلاً مما أرعبني في اللحظات الأولى وأنا الغريب الذي لا أعرف أحداً وكل صلتي بهم أني صليت معهم صلاة العيد فبادروا لضمي بقوة و تقبيلي وتهنئتي وهكذا رأيتهم يفعلون بكل مصل في المسجد .
و أكون ناكراً للجميل إن أخفيت عليكم أنهم كانوا يأتونني بأعداد كبيرة بعد العصر في رمضان لدعوتي للإفطار و كل منهم مصرّ على دعوته و لا يقبل التنازل عنها ، إلى أن ينتهي الأمر بذهابنا جميعاً إلى بيت أحدهم لتناول الإفطار ، يفضل كل واحد منهم أن يترك أسرته في رمضان ليرافقني على دعوة الإفطار حتى لا أكون وحيداً ، وكل هذا التكريم لأني فقط غريب مسلم.
و تذكرت الشيخ كاظم حبيب الذي يسير في العيد برزمة كبيرة من أوراق الخمسة دراهم (حوالي دولار ونصف) ليعطي العيدية لكل من يصادفه من الأطفال في كل مكان: في الشارع وفي بيوت إخوانه و جيرانه وأصدقائه و حيثما كان، لأن الرسول عليه الصلاة و السلام يقول مفرح الأطفال يدخل الجنة.
وتذكرت ما رأيت في الخليج من مسيرة الأطفال في القرقيعان (منتصف شعبان إن لم أخطئ)وحصولهم على الحلوى و المكسرات من كل بيت يطرقونه و هم يتلون أهازيجهم الجميلة : أعطونا الله يعطيكم ، بيت مكة يوديكم ...
و ليتنا نتبع دعوة الأخت نورا الصالح فنبادر بشراء الألعاب و الهدايا ونعدها لعيد الأضحى الذي يوشك أن يطل علينا بعد ثلاثة أسابيع لندخل الفرحة و السعادة فيه على كل الأطفال مسلمين وغير مسلمين.
ولا أظن بعد ذلك كله أننا بحاجة لسانتا كلوز.
اشكرك اخوي عبدالله على مجهودك
اتمنى ان تكون هده السنة مليئة بالسعادة والفرحة وخاصة الى اطفال فلسطين
ولاكن اتمنى الى كل الجزائريين ورئيسنا عبد العزيز بوتفليقةوالمنتخب الوطني الجزائري السرور واحب الجزائر كثيرا كثيرا كثيراواهديها بروحي ودمي
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة