" تراتيلٌ في محراب سارّه الروح "
كومةٌ من النور هي !
تتساقط على الروح, كنُدف الثلج على شجر الخريف
تشعُ بفتنة نوار البراري المُبلل بالماء
ترفلُ بفستانٍ صُنع من أكاليل غيمات
تتهادى على جبهة الكون, كسفيرة بياض !
تجترُ أذيال جنةٍ ملائكية من صوغ السماء
تمضي وتقول " أُحبُ كل الناس, كل الناس ".
ترتيلة ولوجِ محرابها :
{ أدخلوها بسلامٍ آمنين }.
قبل أن تدخل المحراب :
اغسل جفنيك بماء المطر
اغرس لؤلؤاً في فضاءِ عينيك
اعتمر غيمة خريفيه
طرّز خُفيّك بزغب اليمام الأبيض
وهرول في باحات ثلجيّه
عند عتبة المحراب:
{ اركض برجلك هذا مُغتسلُ باردٌ وشراب }.
في المحراب:
تحت قبة بلوريّه شفيفه
تحفها شذرات فسيفسيائيه مزرقه
تتثاءب أجفان الضياء
يبزغ شلال النور
ترتعش الروح
وتتوضأ برحيق الطُهر
المُندلق آنذاك
في تلك المساحة النورانيّه
استحمت بماء الشمس
اغتسلت بهديل الحمائم
سكبت روحها البيضاء
لتُمارس شعائر وضوءها في المحراب
- كعادتها كل يوم-
تغتسل
تتمضمض
تتغرغر
تمسحُ على جوارحها
تُربت على خلجاتها
وترتل بخشوع تراتيل سماويّه بيضاء
تجعلُ روحها تشهقُ نقاءً وتزفرُ صفاءً
بغية التنفس !
ترتيلة -1-
ربااااااااه..
لا أريدُ شيئاً غير
أن أكون صبيّه فاتنه
بقلبٍ أخضر
تقول أشياء جميله
وتزرع وروداً بيضاء.
ترتيلة -2-
ربااااااه..
بفتنة البياض..
بفتنة البياض,
أريدُ أن
أعيش..
أكبر..
وأموت !
ترتيلة -2-
رباااااااااه..
اغرسني في وجنتيّ المطر
أنهمرُ بجذل
على وجه الأرض
أُلملم أطراف أمٍ ثكلى
وأُطبطب على فتاتِ روح يتيم
ترتيلة -4-
رباااااه..
اجعلني ترنيمةُ فرحٍ
تصطخبُ في حنجرة البرق
تنبأ الأرض
بخير السماء !
ترتيلة -5-
ربااااه..
أريدُ أن أكون جميلة كما أنا !
حتى أستطيع
أن أركض خلف أطفال الشمس
حتى أستطيع
أن أسكن خلف جنائن القمر
حتى أرقص
حافية القدمين على وقعِ نُسيمات المطر
وحتى أُغني
مع أصوات السنابل وحناجر الزهر
ترتيلة -6-
ربااااااااه..
احملني على أجنحةِ نوارسٍ لؤلؤيه
أمخر عباب السماء
أرتدي جلباب النجوم
وأتلصص بعبثٍ على غيمةٍ حبلى
بفرحٍ وشيك !
أغمزُ لها.... وأأفل !
ترتيلة -7-
رباااااااه..
زمّلني بلطفك
واخصف على قلبي
من أوراق رحمتك !
وصدقت روحي الشفيفه
- سارّه الروح -
" بطلة النص "
أواخر تشرين الثاني.2008
التعليقات
قراءة هذه القطعة الأدبية كانت بمثابة مطالعة لوحة بيضاء ناصعة ... العجيب أننا أدركنا الكثير رغم بياضها، ولم تلطخها شائبة! ما شاء الله، لا قوة إلا بالله.
ما نقرأه - للأديبة العسكر ورفاق سلاحها البياني - يعرفنا بجوانب مضيئة وأمثلة تطبيقية على الدور الإيجابي للآداب والفنون.
معكِ أدرك كيف يمتزج اللون بالكلمة , والموسيقى بالنص!
بل أكثر من ذلك , حين تجمعين الفنّ كلّه وتصبينه في قالب أدبي ماتع .
عن قريب تصلك كومة ثلج بيضاء نقيّة كروحك رفيقتي.
وفاء
أتشرف بمُتابعتك السارّه لما أخط
لك كل الأماني البيضاء
-----------
رفيقتي الوفيّه .. وفاء
لأن روحكِ بيضاء أدركتِ كل ذاك الجمال ؛)
ويااااا لهفي على كومة الثلج, التي ستجلبينها
أتعلمين ماذا سأصنع بها ?
بشقاوةالطفولة سأدس أرنبة أنفي الأبيّه فها وأجعلها تحمر لتدرك حميميّه الثلج
تراتيل تختلط فيها المعاني والمشاعر
كماتختلط فيها الفصول
وه وهي وإن كانت مقتضبة الكلمات
معدودة الحروف غير إنهاتجعلك
تحلق معها وأنت مسمر في مكانك
وتطوف بك في فضاءات لازمان فيها ولامكان
وتهبط بك اخيرا وانت مطمئن القلب والفؤاد
ولسانك يتمتم مع خواتيمها
امين...
امين..
مع الاعتذار والشكر
ترت
والرآئعـة في معانقة حرفها " سارة الروح "
كنتِ دَوحَة ممتلئة بالجمال بدعوتِكِ الكريمَة ، وأصبحتِ ريآضـاً مُبتلّة بالطهر بعدَ هذه الفـاتنة ، تراتيل قدسيّة حبّرتيها تحبيراً ، أتقنتِ العزف والنزف الأبيض
بورِك الحرف السآبح في ملكوت الأدب
عندما تلتقي الأرواح .. تمتزج امتزاجًا بسيميائية رائعة حتى أننانتفقّد أنفسنا! و نرى مرآة أرواحنا و صورنا بالأقربين فماذا لو كان الآخرين هم من يخطئ في التقدير .. لذلك (تشابهت الأسماء) فالعسكر كتبت و هي أحدى اخواتي الغاليات .. و لكن سارة التي تحدثك الآن هي من كنتِ معها اليوم بجانب ركن رابطة الأدباء في المعرض
تشرفنا يا غالية، بوركت روحكِ الطاهرة و أحرفك الباهرة، و إلى لقاءات ثقافية قادمة إن شاء الله
و دعوة من ناشري لكِ:
اغرق مع الشعب أو سر في سفينته .. فقد تكون لهذا الشعب ربـّـانا
______
أختنا سارة العسكر :
دمتِ صاحبة مداد جزره كمّدّه .. يسحب أرواحنا في الحالتين تجاه جاذبية القمر ! =)
بوركتِ
بالنورِ وضّاءة وبالبهاءِ نضّاحة , وبالجمالِ ترفلين : )
سارّتي , سارّتي حنانيكِ علينا ; )
كل حرفٍ أنفثه, أدسُ فيه حفنةً من روحي
شكراً للفرح الذي غرسته هنا يا أستاذي .
-------------------------------------
مها العنزي..
ببهجة اللوتس, صغتِ طوق الطهاره, فطوقتني إياه
شكراً لليمام الأبيض, المُحلق في روحكِ التواقه للجمال ؛)
---------------------
سارّه الهندي..
وجودك, جعلني أرتمي في أحضان القمر, بعدما كُنت مُختبأةً بشقاوةٍ خلفه أعد النجوم بشغف
---------------------
سعد الريس..
هذا ما نسعى إلى تفعيله
دمتم بخير.
----------
إيلاف..
صغيرتي الجميله
" أعلم أن الفرح سيطفح على وجنتيكِ بهذا اللقب يا غضّه "
شكراً على النجمة التي غرستيها هنا, لتنمو بالأدب وترتوي بالجمال ؛*
ولجميع العابرين من هنا ...
قهوة بالزعفران- كالتي تصنعها أمي الجميله صبيحة العيد-, وأنشودة فرح ؛)
جعلت الروح نحلق بروحانياتهاوكأنها وحدها
في عالم رحب تناجي الله العظيم
جزاك الله الحنان
وكوني بطٌهر السماء دوماً ؛)
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة