حديث النار
تجمعت النيران في اجتماع غير عادي داخل أحد المعابد... تزعمته نار قدس الأقداس لطول عمرها، واحترام الجميع لها، ناراً وبشرا... كان مشهداً مبهراً بكل المقاييس... كتل من النيران متفاوتة الحجم واللون والشدة، التفت حول كتلة مهيبة من النار، تتغذي علي فروع من شجر البلوط المقدس في داخل إناء من الذهب الخالص المبطن بالحجر الأملس.
اهتزت زعـيمتهم تلك في وقـار، وتلفــتت حولها وهـي تنشـر بهـيئتها نوعاً خاصـاً من الهـيبة والرهبة، ثم تساءلـَـتْ بصوت رخيم عـميق:
- هل حـضر الكل؟
سكت الجميع لبرهة ثم أجابت نار الشمعة بصـوت خـفيض:
- لا... لا يا مولاتي... لم تحضـر نار شعـلة بئر البترول بعـد.
اهتزت نار الحطب لتلفت الانتباه إليها، ثم قالت وهي تتلفت حولها بصوت مخـتنق:
- ليعلم الجميع... أن نار شعلة بئر البترول... كـح... لن تأتي مرة أخرى.