لِـمَاذَا لَدَى الطَّاءِ رِيشَةُ طَاوُوسٍ عَلَـى رَأْسِهَا؟
وَلِـمَاذَا تُشْبِهُ الْـعَـيْـنُ وَالْـغَـيْـنُ الْعَنْكَبُوتَ؟
وَكَيْفَ صَارَتِ الْقَافُ تُشْبِهُ الْقِطَّةَ؟
وَمَا سِرُّ قُبَّعَةِ الْأَلِفِ، وَقُبَّعَةِ الْكَافِ؟
وَكَيْفَ صَارَتِ الْمِيمُ تُشْبِهُ الْمِطْرَقَةَ؟
في كتاب "الحروف تخرج من البيت"، تتناول حياة الياقوت قصص الحروف العربية بطريقة خيالية ومبتكرة تقرب الطفل من الحروف العربية.
يمكنكم تنزيل الكتاب مجانًا من قسم الكتب الإلكترونية PDF في موقع ناشري، وتحديدًا من هذا الرابط:
https://www.nashiri.net/index.php/ebooks/580-roof/file
هذ النفخ الإعلامي البَشع المَجاني في قُرَب العواطف الفارغة، أفراحاً أم أتراحاً، والذي نعيشه ونعانيه، على هامش الزلازل العظيمة التي تضرب المنطقة، وخاصة ما تشهده فلسطين اليوم، لم ولا ولن يأتي بالخير. عشناه -في زماننا المعاصر هذا- أيام البوسنة. ثم عشناه أيام العراق الدامية. ثم عشناه أيام الاِنتفاضتين الفلسطينيّتين الأخيرتين. ثم عشناه في ليبيا ومصر واليمن. ثم عشناه في سوريا ... واليوم نعيشه مع الفلسطينيين من جديد. قلنا وسنقول وسنبقى نقول: إن النفخ الإعلامي في قُرَب العواطف، هو "جريمة" بحقّ الشعوب أيام مِحَنِها المُزلزلة. لأنه "مجانيّ" و "فارغ" و"مُمْرِض"، لا توجد معه خطة توجيه عام. ولا نيّة في إعادة تربية جيل قادر على الفِعل، ولا يمتلك أصحابه مشروعاً بديلاً للقيامة.
ومضى الثامن عشر من ديسمبر، اليوم العالمي للغة العربية. أدينا واجبنا، ورفعنا العتب، وذررنا الرماد في العيون، ودبّجنا الكلام ثناءً على لغتنا العربية وفخرا بها، ثم عدنا إلى حياتنا الواقعية! عُدنا نُكبِر في نفوسنا لغاتِ قوم آخرين، عدنا نتعمد دسّ كلمات أجنبية في كلامنا توسلا إلى الوجاهة. أما من لديهم أبناء منا، فما فتئوا يلحقونهم بالمدارس الأجنبية كي يضمنوا لهم مستقبلا طيبا، بل يزيد بعضهم في بره ويحرص على أن يحدث أبناءه في البيت بالإنكليزية، كي يترعرع الناشئ وقد أخذ بزمام اللغة التي ستقوده إلى الأعالي حينما يكبر.
نحن اليوم أمام أجيال تُنشّأ على اللغة الأجنبية لغةً أولى بحسبانها ضمانا لمستقبلها، وهذا تفكير نابع من حب الوالدِين لأبنائهم. سيقول قائل: "وماذا علينا إذ جعلنا لغات قوم آخرين لغتنا الأولى؟ سنقطع شوطا كبيرا، ونلحق بأمم متقدمة، ونكون مثلها." خطأ! سبقنا إلى هذا أمم أخرى وشعوب، ولم يتقدموا. بل صاروا تابعين، ذائبين. صاروا دائرين في هوامش حضارة أخرى، ولم يصيروا جزءا أصيلا منها، ولن. وإذا أردتم دليلا، ابحثوا في الإنترنت مثلا أسماء الدول الإفريقية التي اختارت الفرنسية لغة رسمية لها، ثم ابحثوا أيضا عن بصمة هذه الدول في عالمنا اليوم.
منذ نعومة أظافرنا ومنذ دخولنا للمدرسة ونحن ندرس عن الفصول الأربعة الصيف الخريف الشتاء والربيع، وكنا ندرس مزايا كل فصل وصفاته. ومن الفصول التي تتصدر المشهد دائما فصل الصيف والربيع، حيث إن الصيف يستمتع الناس في البحر وفي الشواطئ الجميلة حول العالم وبحمامات الشمس والملابس الملونة الجميلة، أما بالنسبة للربيع فكان دائما يرتبط بجمال الورود والأزهار والجو المعتدل. بينما فصل الخريف كان مظلوما ودائما يستخدم ككناية عن كبر السن وبداية الشيخوخة وانتظار الموت.