التعليقات
الأخ الدكتور محمد رفعت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد عودتنا على كتاباتك القوية المحققة، وأسلوبك المتين. ولكن في مقالتك هذه عن مدينة حلب؛ أحس أنك كتبتها على عجل، فلم تأتِ كما ينبغي، فهي في معظمها من مصدر واحد هو ياقوت الحموي، وفيها روايات وأخبار غير موثقة وغير محققة مثل سبب تسميتها، فهل ثبت تاريخياً أن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- سكن حلب؟ وهل كانت لغة الناس في زمنه هي العربية، حتى يستخدموا فعل (حلب) ومشتقاته؟!
ومادمتم قد أوردتم أكثر من ثلاثين مصدراً تبحث في تاريخ حلب وأدبياتها، فلماذا لم تتحفونا بالنقل عن بعضها ؟
ولماذا لم تتحدثوا عن حلب في واقعها الحالي، وعن علمائها، وتراثها الشعبي، وغير ذلك. وقد اقتصرتم على كلام ياقوت قبل مئات السنين، وكأن حلب مدينة مهجورة، أو غير معروفة الآن؟
لست أدري لماذا فعلتم هكذا وأنتم من أبناء هذه المدينة العظيمة؟!
أخوكم الدكتور خالد
[color=blue]
يقول المؤلف في صفحة 122 وما بعدها من كتابة الذي نشره المجمع الثقافي بأبو ظبي عام 2003 بتحقيق الدكتور عماد عبد السلام رؤوف:
"وتليها مرحلة حلب، وهي جنة الدنيا وخزائن الإسلام، رفيعة البناء، حسنة الأسواق والخانات والحمامات، فيها العلم ظاهر نبراسه، ومحكم أساسه رفيعة أعلامه، منيعة حصونه وآكامه، فيها العمل الصالح مشهور، والخير عنها مأثور، أهلها في غاية الرقة واللطف، ونهاية الشفقة والعطف، لهم جِد في تحصيل العلوم، وكثرة اشتغال في معرفة المنطوق و المفهوم، ومواظبة على الجمعة والجماعات، ومداومة على تعاطي المبرّات، وما دخل حلب غريب من العلماء إلا ونال من إحسانهم، وتنمى أن يكون وطنه من جملة أوطانهم، ففله درّهم فلهم أخلاق مِسكية، وشمائل ذكية، ولين الجانب، وخفض الجناح للأجانب، لهم حسن ظن واعتقاد، مزايلون الإنكار و الانتقاد، فوالله إن أولادها الذين هم أطفال أينما رأوني يقبّلون يدي، ويقولون: يا سيدي أدع لنا! فوالله إن عمرأحدهم ما يصل ست سنين وهذه حالتهم، فما بالك بشبّانها وكهولها ومشايخها. وفيها من العلماء أساطين ومن الفضلاء سلاطين، وفيها حفاظ لكتاب الله ومجوّدوه، وفيها مدرّسون مقيمون لصرح العلم ومشيدوه، والغالب عليهم من الفنون فن الحديث و الفقه الشافعي، والتفسير و المعاني والبيان والنحو. ورغبتهم في العلوم العقلية قليلة إلا أنهم يقرؤنها تحصيلا للكمالات. ولأهلها قدرة على الكلام، وفطنة وقادة لا غباوة فيهم في معاملاتهم ومحاوراتهم، رضي الله عنهم وأرضاهم وحصن محلهم ومأواهم، فلقد رأيت منهم من الإكرام ما لا أستطيع ضبط بعضه فضلا عن كله.
فلا عيبَ فيهم، غير أن ضيوفهم ...... تُلامُ بنسيان الأحبّة و الوطن".
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة