قضية الصحراء الغربية المغربية
- التفاصيل
- مقالات
- سياسة وأحداث
- في: الخميس، 23 كانون1/ديسمبر 2010 18:31
- نوال السباعي
- القراءات: 9949
لايخفى على المشتغلين بالسياسة والتاريخ أمران ، أولهما : أن تلك الدول التي نأت بنفسها عن دخول الحربين العالميتين ، اشتغلت ببناء قوتها وعمرانها واقتصادها ، وقد فعلت ذلك عن طريق صناعة الأسلحة وبيعها لأولئك المتحاربين ، وثانيهما : أن الحرب الباردة التي كانت تدور بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وحلفائها ، كانت "باردة" فقط في أرضهما، بينما كانت تستَعِر حمماً وناراً فوق رؤوس بقية شعوب العالم ، من الذين استخدمتهم هاتين القوتين أحجار شطرنج على رُقَع نفوذها ، تُحركهم كيف تشاء بأجهزتها الفعالة في التحكم عن بعد بمصائر الذين يسمحون لها بالتحكم في مصائرهم!.
ويبدو أن الأزمة الاقتصادية المزلزلة التي تعاني منها اليوم الأنظمة الاستعمارية الرأسمالية الديمقراطية ، استدعت ضرورة العودة إلى سياساتها القديمة ، والتي على رأسها إشعال فتيل الحروب "الغبية" بين الشعوب "الغبية" ، بهدف تشغيل مصانع أسلحتها لتبيعها لهؤلاء المتناوشين ، لتشغيل فئة من عاطليها عن العمل ، واستدرار أموال هذه الدول التي لايتورع بعض قادتها في زمن الأزمات المزلزلة عن إبرام صفقات أسلحة تساوي ميزانية استنقاذ دولة كإيرلندة من الكساد والدمار!! ، وشغل هذه الشعوب ببعضها أيام الجوع والقهر ، فضلا عن استعادة سيطرتها المباشرة على مصادر الطاقة وأسواق الاستهلاك باسترجاع امتيازاتها الاستعمارية القديمة من خلال "قادة" مستعدون لبيع كل شيء في سبيل الكرسي!.