هل ملابس المرأة دليل على شخصيتها و تعبير عن مكنونات نفسها؟ أم هي صيحة أو "هبة " لإرضاء الذوق العام ؟ هل الاهتمام بالمظهر من الأساسيات لذلك لابد من الحرص على الأفضل أم من الكماليات فلا يفرق سواء كان الأغلى أو الأرخص ؟ هل طفولتنا مع باربي و بيتي بوب و سندريلا و أفلام ديزني لاند صنعت لنا ذوقنا فأصبحنا محاصرين و مسيطرين في اللاوعي ؟ إذا كانت معظم إجاباتك نعم تابع المقال.
أعتقد أن المرأة تعيش أصعب قرونها و إن كانت قد اكتسبت أكثر حقوقها, فمسكينة المرأة يحق لها التصويت و الانتخاب و العمل و السفر إلا أنها محاصرة بوسائل إعلام جعلت من المرأة إما أن تكون بمقاس8 أو هي قبيحة ..إما أن تكون باهرة الطلة أو ستكون غير مرغوبة ؟ إما أن تبالغ في الاهتمام في ملبسها أو ستكون منبوذة. فجعل الإعلام من المرأة " سوبرومن" فهي الناجحة في عملها و السعيدة جدا في أسرتها و الجميلة في مظهرها و الحرة في تصرفاتها و مستقلة في آرائها ... هذه هي المرأة اليوم و هذه هي انعكاسات العالم الخارجي على نسائنا... و لكنني تأملت النساء حول الرسول و النساء اللاتي نزل فيهن القرآن فلم أجد هذه المرأة العصرية التي كبلت بعناء المظهر إرضاء للرجل.... بل وجدت امرأة من طراز آخر طراز رباني مع مسحة إنسانية فريدة... فهي امرأة تساهم في نهضة مجتمعها بقوة و تدفع زوجها و أسرتها للجنة و هي متعلمة ورائدة بل و متفوقة في مجالها و لكنها حرة من كل عناء إلا العمل لغاية نبيلة, يبهرني نموذج السيدة هاجر و قدرتها على إدارة الأزمات و على تحمل المسئولية و نموذج السيدة أسماء بنت أبي بكر بشجاعتها النادرة و مواقفها الصلبة , هؤلاء هن النساء الآتي وظفن أنوثتهن بإبداع و أدركن أدوارهن فهي قوية صلبة في مواقف الشدة و أنثى في مواقف أخرى.... صحيح أن الاهتمام بالمنظر مهم و لكنة ليس الأهم. و صحيح إن الاهتمام بصحة الأبدان واجب و لكن تسخير كل الحياة لجمال الأبدان أمر ساخط... فالمرأة السطحية تشكل خطر على المجتمع يفوق خطر المدخنين و المدمنين , فالمدخن يؤذي من حوله بدخانه و المدمن يهلك صحته بإدمانه أما المرأة السطحية فهي الأم و الزوجة للمدخن و المدمن و هي المشكل الأول لعقول الأجيال, لذلك لابد من إيجاد حملات إعلامية توعي المرأة بخطر الصورة النمطية السائدة في وسائل الإعلام عن المرأة فقد أسست منظمة أمريكية أطلق عليها "حملة من أجل طفولة بلا إعلانات " و تتكون من خبراء في التربية النفسية تقوم بتوعية الأمهات بخطر الإعلانات على فتياتهم و على خلق صورة نمطية جديدة للمرأة بعيدا عن المبالغة في المظهر. المرأة مخبر و مظهر و عطاء و عمل و تضحية و شجاعة و علم و ثقافة و دور كبير قد يفوق دور الرجل فبإصلاحها يصطلح المجتمع تدريجيا, كلي أمل أن تغزوا المرأة العصرية الجديدة وسائل الإعلام فنرى صورة جديدة للمرأة صورة ترتكز على العلم و الفكر و قليل جدا من المظهر.
التعليقات
اوافقك الرأي بشدة! نعم اصبحنا نحن ـ معشر النساء ـ أسيرات المظهر دون وعي.. أصبح الظاهر أفصح لسانًا من الجوهر!
و مجتمعاتنا ـ الخليجية بالذات ـ هي الضحية الأكبر فليس هنالك وسيلة للفتاة للنجاح و البروز أسرع من أن تكون باهرة الطلة لتتحقق كل أحلامها.. لذا أصبح الإهتمام الأول للفتيات هو "التسوق و التجميل" بلا منازع! والمطلع على أعلى المواقع زيارةً في الإنترنت للشابات وـ الامهات الشابات ـ أيضاً هي مواقع التسوق بشكل ملفت للنظر! في الجامعة في البيت في العمل !
موضوعك شيق جدا أرجو البحث فيه بشكل أوسع فنحن بحاجة إليه!
مع تحياتي
أصبح التوازن في حياة المرأه أمر مهم جدا و على المرأه أن تسبح عكس تيار الإعوجاج لتكون الإستقامه في المجتمعات ...
فعلا المرأه العصريه بفكر أكثر هي المطلوب ..
بوركت غاليتي و بإنتظار المزيد
ولكن فساد الذوق العام في الوقت الحالي سبّب خطأ في الاختيار ، والتمرد على الموضة بشكل يسيء لمنظر الفتاة وأحياناً كثيرة يسلب عفويتها .. أنوثتها وبساطتها .. فليس كل ما في الموضة جميل ومناسب .. ومن أكبر الأخطاء التي تتبعها الفتيات الانجراف الأعمى وراء الموضة واللهث وراء كل جديد سواء كان مناسباً أم لا ..!
الاهتمام بالمظهر من الأساسيات بلا شك دون مبالغة أو إسفاف .. أن يكون شكلي جميلاً وملابسي مريحة وتناسب شكلي وعمري بألوان غير صاخبة أو ملفتة للنظر أمر هام وليس من الضروري أن يرتبط ذلك بأسعار طائلة .. برأيي السعر لا يمثل غالباً جمالية القطعة وجودتها ..
أشعر بالأسف لما آل إليه إعلامنا العربي وكيف أصبح يهتم بالقشور و يهمل اللب !
فالمذيعة أو الإعلامية الناجحة أصبح ظهورها بنجاح مقروناً بشكلها وهندامها قبل عقلها وفكرها وشخصيتها وعلمها .. مما انعكس على الفتيات من العامة لتصبح الشخصية الإعلامية مثال يحتذى به ..
غالباً ما أتساءل وأدرك أن بروز الإعلامية أو أي شخصية معروفة بشكل ونمط معين يكون مبالغ فيه لدرجة أن العقل لا يستوعبها أحياناً كظهور الممثلة في كامل أناقتها وزينتها وماكياجها عند جلوسها في المنزل أو صحوتها من النوم مما يطمس الحقيقة ويشوهها ويظهر مجتمعاتنا بصورة مغايرة .. ظهرت هي في التلفاز ناجحة جميلة بل مذهلة في طلتها ولكن هل هي كذلك في حياتها الشخصية ؟ هل هي متفانية في أسرتها وتتقن واجباتها وتؤدي مسئولياتها على أكمل وجه كما كانت على أكمل وجه في عملها الإعلامي أو في طلتها على جمهورها ومشاهديها ؟!
الموازنة والوسطية أمر ضروري في هذه الحالة وفي كل الحالات .. المرأة توازن بين عملها وبيتها ومسئولياتها ومساهماتها في المجتمع كما توازن في مظهرها وشكلها واهتمامها بنفسها .. برأيي هذه المرأة الـ ( perfect (
فهل هذا مطلب مستحيل أم حلم يصعب تحقيقه ؟!
الإعلام أصبح جزءاً مهماً في حياتنا .. وموجه له تأثير كبير على الصغار قبل الكبار يغرس القيم ويروي العقول بأفكار ومبادئ فإما أن يغذيها أو يسممها .. وذلك ما يجب أن يؤخذ دائماً بعين الاعتبار ..
طرح هام وموضوع شيق لا يشبعه الحوار .. دمتِ بخير
جدا.ان المكتشفات والعلوم الحديثة والصناعات المتطورة
التي شملت كل فن ووسائل الاتصال ونقل المعلومات وطرق
الدعايةعززت مقولة ان العالم غدا قرية صغيرة ومن هنا
اصبح الحديث عن الخصوصية بمعناها العام ضربا
من العبث.
ومما يؤسف حقا هو طغيان النواحي المادية على
حياتنا فأصبحنا مولعين بالعناوين وخبراء في تزويق
وتسويق المظاهرواضحى التكلف المفتعل سمة بارزة لنا
على حساب القيم الروحية والمعنوية والمضامين
السامية. وفيما يتصل بموضوع المرأة تبدوا الصورة
اكثر وضوحا وتجسيدا لعمق الازمة التي نعيشهااليوم
ان مقولة التمسك بالثوابت والحفاظ على القيم تبقى
مقولة مجردة مالم تتبعها ممارسات عملية تبدأاولا
بأصلاح الخطاب الديني وثانيا وثالثابتوفير بيئة
ايجابية وخلق مناخ صالح وايجاد بدائل حية تزاوج
بين منظومتنا القيمية وروح العصر
وذاك كله لن يتم بين ليلة وضحاها ولن يتم
بالوسائل التقليدية او الهلامية التي تعكس فكر
اصحابها من يضنون انهم بمفازة من العاصفة او حتى
اولئك الذين يدفعوننا باتجاهها.
ويمكن ان تكون بعض وسائل المدنية المعاصرة
بأعتبارها سلاح ذو حدين اذا احسمن انتقائها
وتطويعهاادات للتغيير المنشود حتى لانتهم بالرجعية
والتخلف وذاك جهد يجب ان تطوع له كل امكانات
الافراد والمجتمعات والدول.
شكرا على هذا المقال الرشيق والمهم وعذرا للاطالة
غاليتي "حصة" تشجيك لي بملاحظاتك يزيدني سرورا... و صحيح أن التوزان هو عصب الحياة.
"أم يوسف المطوع " حديثك رائع..جزاك الله خير.
بارك الله لأخي "ممدوح " على مرورة و تشجيعة.
الفاضل " عمار المشهداني " أعجبني حديثك عن ضريبة المدنية المعاصرة فشكرا و جزاك الله خير.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة