لِثَأْرِكَ يَا كُلَيْـبُ لَقْـدْ نَهَضْنَـا
وَخُضْنَـا الأَرْبَعِيـنَ وَلَـمْ نُبَالِ
وَهَـذَا اليَـوْمَ دُرَّتُنَــا قَتِيـلٌ
وَلَـمْ أَلْمَـحْ أَبَا لَيْـلَى قِبَـالِي
لَقَدْ بَاءَ الصَّغِـيرُ وَمَا جَزِعْنَـا
بِشِسْعِ النَّعَـلِ مِنْ بَيْنِ الرِّجَالِ
وَلَمْ نَقْرَعْ لأَجْلِ الحَـرْبِ طَبْـلاً
وَأَسْلَسْنَـا القِيَـادَ إِلَى المَوَالِي
وَصِرْنَا وَالخَنَـا فَرَسِي رِهَـانٍ
نَهَابُ المَـوْتَ مِنْ قَبْـلِ النِّزَالِ
غَدَا جَسَّـاسُ سَيِّدَنَـا جَمِيعـاً
وَحَالَ الخَوْفُ عَنْ خَوْضِ القِتَالِ
فَزِعْنَـا وَالسَّنَــابِكُ تَعْتَلِينَـا
إِلَى القَلَـمِ المُذَهَّـبِ لاَ النِّبَـالِ
تَمَرَّغْنَـا تُرَابَ الخِـزْيِ دَهْراً
وَأَشْعَـبُ أَمَّنَـا عِنْـدَ النَّـوَالِ
نَعُبُّ الخَـوْفَ مِنْ بَعْدِ اعْتِدَادٍ
بِمِـلْءِ أَكُفِّنَـا تَحْـتَ النِّعَـالِ
وَنِلْنَـا بِالسُّيُـوفِ وَقَدْ تَدَاعَتْ
عَلَـى الأَغْمَـادِ دَرْبـاً لِلزَّوَالِ
فَسُحْقـاً لِلْمَـلاَذِ أَدَاةَ حَـرْبٍ
وَبُورِكَتِ الحِجَارَةُ فِي الوِصَالِ
نُنَادِيكَ المُهَلْهِـلُ قُـمْ أَجِبْنَـا
فَقَتْلُ صَغِـيرِنَا (بِالشِّسْعِ غَالِ)
وَدَعْ عَنْـكَ انْفِعَـالاَتِي وَسَلْنِي
عَنِ الحَـقِّ المُضَيَّـعِ بِالجِدَالِ
يَضِيقُ الجِـلْدُ بِي مِمَّا أُلاَقِـي
وَأَفْقَدَنِي صَدَى الصَّمْتِ احْتِمَالِي
فَبَابُ الفَجْرِ لاَ بِالطَّـرْقِ يُرْجَى
وَلَكِـنْ دُونَـهُ شَبَـقُ اللَيَـالِي
وَهَذِي القُـدْسُ تَدْعُوكُمْ جَمِيعاً
وَمَسْجِدُهَا المُزَرْكَـشُ بِالنِّصَالِ
لَقَدْ أَضْحَى الحِمَى نَهْباً مُضَاعاً
وَأَحْوَجَنِـي الكَـلاَمُ إِلَى الفِعَالِ
يَمُـوتُ صِغَـارُنَا غَدْراً وَتَبْقَى
غِمَـارُ الحَـرْبِ جَامِدَةً حِيَالِي
أَتَرْضَوْنَ الحَضِيضَ اليَوْمَ نُزْلاً
بُعَيْـدَ بُلُوغِكُمْ قِمَـمِ الجِبَـالِ
دِمَاءُ كُلَيْبِكُـمْ ضَـاعَتْ هَبَـاءً
وَحَيُّكُـمُ مِـنَ الأَبْطَـالِ خَـالِ
وَلَكِنْ قَدْ يَكُـونُ هُنَـاكَ حَمْـلٌ
بِأَحْشَـاءِ الجَلِيـلَةِ فِي اكْتِمَالِ
سَيَنْهَضُ رَغْمَ رَيْنِ الخَوْفِ فِينَا
وَيَكْشِفُ خَوْرَ أَصْحَابِ المَعَالِي
فَلاَ يُبْقِي لَدَى الأَسْبَـاطِ كَيْـلاً
وَيَمْسَحُ دَمْـعَ رَبَّـاتِ الحِجَالِ
التعليقات
# قلت: فَبَابُ الفَجْرِ لاَ بِالطَّـرْقِ يُرْجَى ،،، وَلَكِـنْ دُونَـهُ شَبَـقُ اللَيَـالِي
وربما لو قلت "سهر" لكانت أوقع للدلالة على البيت المعروف:
بقدر الكــد تكتسب المعـالي ،،، ومن طلب العلا "سهر الليـالي"
# لا يفوتنا تكرر الشكر لشاعرنا الفاضل على قصائده الجزلة التي يتحفنا به، فيثري مداركنا بألفاظ جميلة وعبارات بليغة وأقوال حكيمة ومشاعر خير وحق وحرية أحسبها تغمر كل قارئ.
أثارت بداخلي الأشجان في مطلعها , وأثارت الحماسة والأمل في ختامها , فكان أطيب مِسك , بارك الله لنا في كلماتك
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة