التعليقات
إسمحي لي يا أستاذة ناهد، الفريقان قد ضيقا أفقهما إلي أقصي حد تعصبا للروابط القبلية والجاهلية التي حذر منها رسول الله (صلي الله عليه وسلم) عندما قال: الله ألله وأنا بين ظهرانيكم؟
الإخوة الأعداء قد أعطوا الفرصة للكيان الصهيوني لكي يتباكي أمام العالم مؤكدا مقوله: "ألم نقل لكم أن الفلسطينين كذا وكذا؟" والذي يحرق الدم أن الشعب الفلسطيني ومفكريه لا يرضي بذلك سبيلا.
الفريقان (فتح) و(حماس) أثبتا -من وجهة نظري- فشلهما الذريع. أعلم الضغوط الأمريكية علي الجميع لكن هذا لا يبرر الإقتتال.
بالمناسبة: هل تذكرون أيام رسول الله (صلي الله عليه وسلم) محاولة أحد يهود المدينة الوقيعة بين الأنصار والمهاجرين.؟ من كان محرض ذلك اليهودي علي الوقيعة؟ إنه شاس. من هو شاس؟ إنه الجد الأكبر الذي أسس أحفاده حزب شاس اليميني المتطرف!
أنا دمي محروق الصراحة.
والله -وأنا نادرا ما أقسم- إن لم يتحرك المعنيون لسوف تمنح المبررات كاملة لدخول قوات دولية للقطاع زائد الضفة الغربية وعندها قل علي الإنتفاضة -التي تسمي عند البعض إرهابا- السلام!
بمناسبة حرقة الدم: كنت أظن أن "الرباعية" سوف تساهم في "دفع" الأمور إلي "الأمام" عملا بمدأ الدفع الرباعي 4*4 لكن يبدو أن "نظام التعليق" به مشكلة!
يالضيق الأفق!
إن كان أولمرت قال هذا فليفني (وزيرة خارجيته) قالت أن هذا الوضع "مقلق" لهم. المتابغ للشأن الفلسطيني يعرف أن بين أولمرت وليفني خلافات كثيرة لكن ساغة الحد ينحونها جانبا! والعكس -180 درجة- هو ما يفعله بني جلدتنا!
وأعلم يقينا أنه ليس فقط ضيق أفق ودعاوي جاهلية لكن أشياء أخرى كثيرة.
وختاما: ما قاله أولمرت هو عين ما قاله أحد السابقين لا أذكر إن كان بيجن أو رابين أو هرتزل: "غير اليهود يقتلون غير اليهود فما ذنب اليهود؟"
هلا بدأ العرب في القراءة قليلا؟
ومعذرة فقط أكثرت من التعليقات اليوم.
نعم إن الدول الغربية لن تسمح باستمرار حالة الأمن التي تفرضها "حماس" على القطاع، ونعم إن الدول العربية المحيطة لن تسمح بتجربة إسلامية ناجحة على أعتاب ممالكهم وجمهورياتهم الشخصية! لكن هذا طبيعي، فماذا ننتظر من عدو أو عميل؟
إنها الحرب أستاذي الكريمة وأخي الفاضل، إنه الجهاد وتقارع السيوف وتلاقي الصفوف إخواني، و"كفى ببارقة السيف فتنة"! {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعمل الله الذين جاهدوا منكم} ؟ صدق الله العظيم.
أقدر حالة القهر والعاطفة التي نعيشها، لكن في النهاية "حق الجهاد فليس عنه خيار"، و The man has to do what he has to do، و{أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير} بإذنه سبحانه وتعالى.
بعد إذن أ. ناهد أود توضيح أمر ما. بكل بساطة، إسرائيل لم تعلن الدولة إلا في 1948 بعد 30 عاما من وعد بلفور في 1917 عندما إسنقر الأمر لهم في ظل الإنتداب البريطاني وقبلها منض تأسيس الحركة الصهيونية عام 1897 في مؤتمر بازل بسويسرا يعني 20 عاما قبل وعد بلفور.
عمليا كانت المؤسسات الصهيونية تعمل بكل جد لهذا الأمر فأصبحت الدولة علي أرض الواقع وينقصها فقط الإعلان الذي تم في 15 مايو 1948 وما تبعها من قرارات 242 و 338 التي أصبحت المرجعية اللأن.
قارن هذا بإعلان السلطة الفلسطينية بعد إتقاقات أوسلو ومدريد علي أرض غير موجودة فعليا في أيدي الفلسطيين. ثم من قال أن الإنسحاب أحادي الجانب هو نصر؟ هذا الإنسحاب مجرد تخلص من وجع قلب غزة للإسرائليين فلندع الفلسطيننين يفعلونها ويرونا. ثم أليست هي (عمليا) محاصرة من قواتهم؟ يعني جيتو كبير للفلسطينيين.
الله يكرمكم: راجعوا هذا التعليق مع كل ما كتب. ألم أقل لكم أن "نظام التعليق" به مشكلة؟
ختاما: فلسطين قضية حق، وما ضاع حق وراؤه مطالب، المهم يعرف كيف يطالب بغض النظر عن الفصيل المطالب ووقت المطالبة.
شكرا
ماكنت بالأمس تنشده أصبح اليوم فتات ؟؟ فماذا تنتظر غداً
تعليقاتك ومقالك أصلا يوضحان بجلاء معنى تعليقاتي عن "ضيق الأفق" الذي حصر الأمر بين فريقين في أقل من بضع سننين من مساحة زمنية تشغل قرن كامل: 1897 (بازل) إلي 2007 (مهازل).
والمؤسف أن الناس نسيت ما أمرنا به الله (سبحانه وتعالي): "وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" و "لا تنازعوا فتفشلوا فبذهب ريحكم".
مرة آخري لا ينتقص هذا من تجربة (فتح) و(حماس) قبل هذه الأحداث لكن الفتنة دبت بين الجميع.
هذا -بجانب تعليقاتي السابقة- سبب حرقة دمي الأساسية.
هل هناك مآسي وآلام وجراح وثكالى و ... الخ ؟ نعم هناك وفي كل حربٍ كذلك هناك، وقبل "أوسلو" كان هناك أيضًا، باختصار كانوا وما زالوا وسيظلون هناك إلى أن يأذن الله بأمرٍ كان مفعولا، نبذل أسباب الحق والقوة والحرية، والنتائج بيد الإله الحكيم والرحيم والعليم، وهو سبحانه "لا يقضي إلا خيرا" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
تحياتى اليك.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة