التعليقات
و في سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم تنبيه لدور سياسي عظيم للمرأة : ألا و هو المشورة التي أشارت بها أم المؤمنين أم سلمة على رسول الله صلى عليه و سلم يوم الحديبية ، إذ أمر رسول الله المسلمين بالحلق و الذبح ثلاثاً ، فما قام منهم أحد ، فأشارت سيدتنا أم سلمة رضي الله عهنا على رسول الله بأن يبادر شخصياً بالذبح و الحلق ، فلما رأى المسلمون ذلك قاموا فنحروا و حلقوا . و أنقذت أم سلمة المسلمين من الهلاك لعصيان أمر الرسول .
و اعترضت امرأة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ أمر بتحديد المهر فنبهت عمراً لخطئه فقال : أصابت امرأة و أخطأ عمر . أم ترى أن ساستنا أصبحوا اليوم كلهم أفضل من عمر ، و لا يحتاجون لرأي المرأة و لهذا يحرمونها من حقوقها السياسية .
لا شك أن الكثير من الاتجاهات الدينية والدنوية ظلمت المرأة كثيرا ، وذلك منذ اعتماد مقولة أن الله هو ذكر. ماذا يدرينا أنه كذلك ؟؟ إذا تحدثنا عن المرأة في الديانة المسيحية نجد بمقاييس زمننا ، أن الدين ليس العامل الحاسم في تحديد دور المرأة اجتماعيا وسياسيا . فتركيبة وطبيعة المجتمع وتطوره التاريخي والاقتصادي تحدد في الكثير من الاحيان دور المرأة . لذلك هناك فرق كبير بين المرأة المسيحية في الشرق و المرأة المسيحية في الغرب . حيث تتشابه المسيحية والمسلمة في الشرق وتتقاطع معها بأشياء كثيرة . وهذا يعود كما أعتقد إلى التطور الفكري والاجتماعي للمجتمع العربي . وإن كنا نرى مثلا أن المراة في بلاد الشام أقل انغلاقا وأكثر مشاركة من المرأة في مناطق عربية أخرى، وهذا من منظور تاريخي. والسبب أن الديانة المسيحية انتشرت أساسا وانطلقت من جغرافية تعرف المجتمع والسوق والتدوال والاختلاط أكثر من المناطق الاخرى المجاورة . والمرأة في بداية الاسلام وبطبيعة انتمائها إلى مجتمع قاس في المناخ والجغرافية ، والتركيبة القبلية المفرطة للمجتمع العربي آنذاك ، كل هذا زاد من الثقل على كاهلها وخاصة أن شبه الجزيرة العربية عرفت اليهودية قبل الاسلام والمسيحية ، وقد عرف عن اليهود في تلك الحقبة نظرتهم الدونية للمرأة . فاختلطت العادات القبلية بالتزمت والتعصب الديني . وقد ورث الاسلام أشياء متعددة عن تلك الحقبة وهذا أمر منطقي باعتبار أن المجتمع هو حركة وصيرورة وتبادل واختلاط ...الخ.
و أكثر الاشياء الموروثة التي مازال النقاش يدور حولها حتى هذه الدقيقة هي حجاب المرأة ودوره في المجتمع . لا ادعي أنني متخصص في تاريخ الاديان ، ولكن أحب أن أشير هنا إلى أن حجاب المرأة ليس أكثر من عادة موروثة عن القبائل اليهودية ، حيث كانت المرأة تعزل في بيتها لوحدها عندما كانت تأتيها العادة الشهرية أو دورة الطمس ، باعتبار أن العقيدة اليهودية تعتبر هذه الحالة الطبيعية عند المرأة هي حالة دينية ، وفيها الشيطان يدخل إلى روح المرأة ، وبالتالي لا بد من تحجيبها من الاعلى إلى الاسفل حتى لا تنتشر الارواح الشريرة منها. وهكذا تم توريث هذه العادة .
هناك خلافات كثيرة حول مدى انصاف الدين للمرأة ، وكما نعلم أن المؤمنين في الارض يتبعون جميع عادات من يؤمنون بهم مهما كانت ، والنبي محمد تزوج الكثير من النساء لذلك على المسلمين أن يفعلوا مثله !! علما أن النص القرآني أكد بل جزم عدم أمكاني العدل بين أكثر من إمراة وذلك عندما يقول في آخر الاية " ولن تعدلوا " ومن أراد فليعد إلى إعراب " لن " في اللغة العربية ووقتها يتأكد.
أن مشكلة المرأة لم تكن في اية لحظة مشكلة ذاتية ، بل هي مخلوقة جميلة لا يمكن العيش والتنفس من غيرها . مشكلة المرأة في بلادنا مع الرجل ذاك المتمرد والمنافق والظالم ، الذي يدعي الايمان بأديان ومبادئ ، ولكن فقط فيما يتعلق بابنته أو زوجته أو أخته ، في الوقت الذي يقضي سنوات من عمره يلاحق الاخريات وبيع في بعض الاحيان كل ما يملك في سبيل أمراة يدعي أنها فاسقة أذا لم تتحجب أو أنها لانها لا تخضع لرغباته.
المراة قادرة على اداء جميع الاعمال ، بحجاب أو بغيره . ولكن المشكلة في تحويل هذا الحجاب الى قضية سياسية . فمثلا العتبر البعض أن المذيعة خديجة بن قنة قدمت نصرا سياسيا للإسلام عندما ارتدت الحجاب. علما اذا تحدثنا من منظار ديني بحت وفيما يخص المؤمنين ، فان الاسلام بهذه الحالة هو من قدم لهذه السيدة وليس العكس. ولو أنني اعتذر للحديث عن هذه المسائل التي مازالت حديث وكالات أنبائنا ، في الوقت الذي تضع فيه بعض الدول ربع ميزانياتها للبحث العلمي وارتقاء بمستوى معيشة مواطنيها لا العودة بهم الى التارخ والعيش فيه ابدا ودائما. أو ان يتحدث رجل بعمر يوسف القرضواي ساعات طويلة عن حيض المراة وكيفية الوضوء ، في الوقت الذي وصل الطب لمراحل متقدمة بكل التخصصات، كما أن تعاليم الاديان كلها يمكن أن تشتريها من أقرب مكتبة ألى بيتك. فبدلا من تضييع ساعات طويلة للحديث عن الحجاب والحيض ، دعوا هذه المراة تعمل وتقرر لوحدها دون أن نجري وراءها في الاذاعة والبيت والجامعة والعمل فقط لاقناعها "بان المحجبة أكثر ايمانا وجدية وشرفا من السافرة "، وهذا ما قاله السيد القرضاوي على قناة الجزيرة منذ عدة ايام . أهذه هي تحديات العصر؟؟ " واليهود في فراش ليلة العامرية " !!! إذا مشكلة المراة العربية في السياسة وغيرها لايمكن ان تناقش من حيث الحق ، لان حقها مطلق في ذلك . ومشكلتها الحقيقة مع الرجل و الذي تقف من وراءه مكاتب الافتاء المنتشرة أكثر من مؤسسات البحث العلمي والمصانع في بلادنا ، فكل له مكتب على حسابه.
وعندما نناقش ما نسميه زورا وبهتانا قضية المراة بالاستناد الى الشرائع ةالاديان فاننا لن نصل الى نتيجة متكاملة وحل نهائي . لان في صميم كل شريعة تتربع الذكورية على عرش السياسة والاجتماع والادارة وحتى التدخل في اختيار لباسنا وطعامنا وطريقة عيشنا.
إن المراة العربية مصنوعة من فولاذ، ولولا ذلك لما استاطعت الاستمرار بهذه
المقاومة للواقع والصراع من اجل بعض الحقوق التي حصل علها الحيوانات في بعض الدول. واعتذر لهذا التعبير ولكنها الحقيقة. كيف يمكن لدولة تدعي الحفاظ على شرع الله الى ما هنالك ... أن تلغي البطاقة الشخصية للمرأة ولم تمنحها اياها الا منذ عامين . أو كيف يمكن أن يدير شؤون الرجال والنساء من لم ينتخبه سوى الرجال، اذا من يمثل هذا القائد العظيم ؟؟!!
وللحديث بقية
ارجو من الله عز وجل ان يهديك الى سبيل الرشاد
حيث أنك قد دخلت خطأ في هذا الموضوع ، واعتقد انك في حاجة ماسة الي مراجعة أقوالك و كتاباتك .
المقالة الاصلية للكاتبة /حياة الياقوت ، والتعليق من الاخ الاستاذ سعيد كلام منطقي ارادوا به خير ، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتهما
اخيرا اطلب لك و للمسلميم اجمعين و لي الهداية و السداد
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة