كيف كانت حياتك قبل الإسلام !
كنت ضائعة لا أعرف في أي إتجاه أمضي , كان طريقي مظلما , لا إشارات في هذه الطريق , و لا أعرف إلى أين أتوجّه , و بعبارة أوضح كنت فاقدة للرؤيا والرؤية على حدّ سواء ...
و كيف وجدت طريقك ونعرفت على الإسلام !
لقد وجدت بالفعل طريقي ولم أعد ضائعة بعد إن إعتنقت الإسلام وإكتشفت قيمه ومثله العالية التي تخرج الإنسان من دائرة القلق و إلى دائرة الطمأنينة .
لقد تعرفت على الإسلام في السويد من خلال المسلمين الذين تعرفت إليهم , و بعد ذلك شرعت في دراسة هذا الدين الجديد بالنسبة إليّ ووجدته مقنعا رائعا , و أزال القلق الدائم الذي كان ينتابني في ذهابي وإيابي : إلى أين ! ومن أين ! وكيف يجب أن نعيش !
لقد تكفلّ الإسلام بالإجابة عن كل الأسئلة الوجودية المحيرة و العثور على الجواب المقنع أفضى بي إلى حالة الطمأنينة التي طردت عني حالة الضياع .
وعندما أسلمت وحدت صعوبة في ممارسة الفرائض وما أوجبه الله علينا , لكن مع مرور الإيام زالت كل المعضلات , وها أنا ذا أمارس إسلامي بحرية بالغة .
معنى ذلك أنك لم تواجهي أي صعوبة تذكر من قبل عائلتك عندما إعتنقت الإسلام !
صحيح فقد وافقت عائلتي على إختياري الشخصي وإحترموا هذا الإختيار , و الصعوبات التي واجهتها تكمن في نظرة المجتمع السويدي إليّ ونظرة المحيط القريب مني التي تغيرّت كثيرا ...و لكن لم أبال بهذه النظرات و أقبلت على إرتداء الحجاب , و هنا أود أن أسجل إعتراضي على موقف السلطة العلمانية في فرنسا التي تحظر الحجاب على الفتيات المسلمات ..
كما أنّ وسائل الإعلام في الغرب تنفث يوميا سمومها ضد الإسلام والمسلمين , و أنا شخصيا كانت نظرتي سلبية إلى الإسلام قبل إعتناقي له , بسبب ما يقال عنه في وسائل الإعلام وفي المجتمع و بعد أن عرفت الإسلام أدركت كم هو عظيم ..
وماذا منحك الإسلام !
منحني كل شيئ , منحني الطمأنينة والإستقرار الداخلي و الهدوء و القيّم الإنسانية الرائعة , كل ما كنت أفتقده منحنيه الإسلام , و جعلني مستقرة قلبا وقالبا ...
حياة المرأة الغربية مليئة بالصخب و المحرمات و هي تتصوّر أنها تعيش أوج السعادة , لكن هل السعادة تكمن في مخالفة الفطرة الإلهية و التعري أمام الرجال و هنك الحرمات وما إلى ذلك
إن الإسلام يحافظ على إنسانية الإنسان و يمكن الإنسان ليعيش وفق فطرته , ولا يسمح مطلقا بتجاوز الفطرة لأن ذلك سيؤدي إلى نتائج كارثية كالإنهيار القيمي الذي نشاهده في الغرب وما تبع ذلك من إنكسارات إجتماعية و نفسية وغيرها .
التعليقات
تذكرني هذه المقالات كيف أن الإسلام بنتشر بقوته الذاتية "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وليس من خلال تطبيق المسلمين لأسف إلا من رحم ربي.
طرح دكتور معاذ،-في تعليقه السابق على تعليقي- جيد جدا نظريا لكن في الواقع فإن قضية المسلمين في الغرب شائكة جدا ويصعب تلخيصا في بضعة أسطر، لذا مختصرا أقول أن صورة الإسلام في الغرب نقلت له أساسا عن طريق المستشرقين في القرون حني التاسع عشر وهى صورة في معظمها سلبية. أضف عليها الحقبة الإستعمارية ثم أخيرا 9/11 الذي زاد الطين بلة على ما هو كائن.
بوازي هذا تراخ في تقديم الإسلام بصورة صحيحة من خلال التطبيق فكما تعلمون أن المسلمين -إلا من رحم ربي- ليسوا صورة مشرفة لإسلام بالإضافة إلي إعلام غربي لا يري في المسلم سوي صورة المستشرقين غير الصحيحة غالبا. لذلك فالغربي عندما يسلم لا يتم التركيز علي أنشطته بإهتباره خرج عن الجماعة الغربية.
وختاما: على كل حال الصورة ليست قاتمة بل هي محصلة ما سبق من عقود لذا أدعوك لزيارة شقيقة ناشري الصغري، I-MAG على www.i-mag.org ولا تنس أن تخبرني برأيك بعد هذا
أثلجتم صدري أستاذ يحيى أبو زكريا
في الحقيقة أشار اللقاء إلى عدة نقاط مهمة:
الصورة المشوهة جدا للإسلام في الغرب، وهذا لا يخفى على أحد، هذا أولا
ثانيا:التقبل الرائع من قبل الأهل لأمر كبير ألا وهو تغيير الدين، بينما لا نلقى هذا إلا نادرا جدا في مجتمعاتنا رغم بساطة بعض الأمور، ورغم أن التغير الذي يطمح له الفرد هو في بعض الأحيان للأفضل!
أما النقطة الثالثة التي أود الإشارة إليها هي أن معظم الغرب-رغم أن هذا العصر عصر العلم والتكنولوجيا- يتوجهون للإسلام لروحانياته أكثر مما نسمع عنه من دخول الكثيرين بسبب الإعجاز العلمي في القرآن أو السنة، لذا لا بد من التركيز بالدعوة على الروحانيات التي يفتقدها الغرب وها نحن نفقدها.
النماذج التي تدخل في الإسلام من الغرب نراها عادة أشد تأثيرا في الغرب، على سبيل المثال يوسف إسلام- المغني البريطاني الشهير- وكذلك مالكوم إكس، صهيب الأمريكي، والقائمة تطول.
شكرا جزيلا لك كاتبنا يحيى أبو زكريا، وجزاكم الله خيرا.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة