بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله العليم الحكيم
وصلّى الله على رسوله الكريم
أرقى المجتمعات هي تلك التي تبني قرارتها على المعرفة لا على الجهل والعشوائية. والمعرفة تكون أكثر فاعلية عندما تتوافر في صيغة أسهل استحصالا وأوفر انتشارا. كان الورق في الماضي الوسيلة الوحيدة المتاحة للنشر. أما اليوم، فقد حاز النشر الإلكتروني قصب السبق وتقدم على النشر الورقي في سهولة الوصول وسعة الانتشار. ومن هنا أتت فكرة دار ناشري: عالم وعلم بلا ورق.
من يكتب يعلم الكثير عن إحباطات النشر و التأخر و الأخطاء المطبعية و الكثير الكثير. و من يقرأ يعرف أكثر عن العوز إلى المعلومة و الجهد الجهيد في عمليات البحث. و من هنا كان ناشري: اسما على مسمى، ناشر "سايبري" لكل كاتب جاد، ومكتبة تضع المعلومة لكل قارئ تحت يديه. و ما هي إلا نقرات معدودات والكثير والوفير من المعرفة يكون جاهزا للاحتفال. احتفال؟ أجل، فناشري لا تقبل بـ"الفُتات" من المعلومات، ناشري تسعى لتوفير "وليمة" من المعرفة في كل المجالات، والأهم أنها وليمه مجانية في عالم رقمي الكل فيه مدعو.
ويسألونك عن الشروط
هل كون "ناشري" دار نشر الكترونية يعني بالضرورة أن لا شروط فيها؟ رؤية قاصرة!
كون "ناشري" دارا الكترونية يعني أنها متاحة للجميع، دوما، ومجانا. ناشري وجد لنشر المعرفة لا لنشر الغسيل المتسخ لأحد.
لكل "كيان" قانون أخلاقي code of ethics، إنها "القيود المحببة" التي تمنع أن تتحول حرية واحدنا إلى مصدر أذي لشخص آخر. فلم الافتراض الجائر أن على ناشري أن ينشر كل شيء و أي شيء؟ نعم للانتقاء، لا للإنتقائية.
خلق الثروات المعرفية
نعيش اليوم في عالم تغير اقتصاده وتغيرت مجتمعاته إلى اقتصادات ومجتمعات معرفية. فعوامل الانتاج الثلاثة (الأرض ورأس المال واليد العاملة) بات يعضدها عامل انتاجي رابع؛ المعرفة. هذا في مجال الاقتصاد، أما في ما يخص المجتمعات، فقد أصبح المجتمع المُمكَّن معرفيا غاية لا سبيل للحياد عنها.
ومن هنا تأتي أهمية خلق الثروات المعرفية وإتاحتها لجميع فئات المجتمع كغذاء يومي للعقل، كخبز معرفي لا غني عنه لا كمكمل اختياري.
ميزة تنافسية
ناشري يوّفر عدة أصناف من المنشورات الالكترونية : المشاركات ( مقالات و قصص و أشعار .. الخ) ، و الكتب الإلكترونية، و يتيح إمكانية البحث فيها والأهم من ذلك إمكانية التعليق عليها والتفاعل مع الكاتب. هنا تكمن ثروة ناشري: تمكين القارئ the empowerment of the reader.
ألم تتقدم " اقرأ" على بقية الأوامر التعبدية و الإستخلافية في الإسلام؟ فلنقرأ و نكتسب "القوة" بدلا من اكتفائنا باستيراد "رباط الخيل."
حياة الياقوت
يوليو 2003