يُعدّ ابن رشد نقطة تحوّل شاهدة على انحدار الفلسفة العربيّة القديمة، بعد أن وصلت إلى ذروتها؛ ومتكأً مهمّاً لانطلاقة الفلسفة الغربيّة الوسيطة التي استفادت من سالفتها عبر ابن رشد الذي تأثّر به الأكويني وبيكون وسبينوزا وليبنتز وغيرهم كثيرون.
عُرف ابن رشد بالشّارح، وهو اللقب الذي أطلقه عليه دانتي في الملهاة الإلهيّة، نظراً إلى جهوده في شرح أرسطو.
ولكنّ فيلسوفنا لم يكتفِ بالشرح، بل تعدّاه إلى قيادة معركة ضروس في مواجهة عداء الفلسفة وتحريم الاشتغال بها. وإبّان الحملة التي شنّها الإمام الغزالي على الفلاسفة في كتابه تهافت الفلاسفة؛ لم يكن من ابن رشد إلاّ التصدي، حيث تبنّى الدفاع عن الفلاسفة في تهافت التهافت الذي حاول أن يفنّد فيه آراء الغزالي، ليبرّئ الفلاسفة، ويعيد إلى الفلسفة مكانتها، متابعاً خطّ ما جاء في كتابيه الآخَرين:
فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتّصال ومناهج الأدلّة في عقائد الملّة.
إي والله، بكل صفاقة أعلنت الشركة الأم لمالئ الدنيا وشاغل الناس "تشات جي بي تي" أنها ستطلق أداة للكتابة الإبداعية باستخدام الذكاء الاصطناعي. "ولو كان سهما واحدا لاتقيته" كما يقول الشاعر، لكن سهما ثانيا جاء من حيث لا نحتسب؛ من جامعة ستانفورد العريقة. فاجأتنا الجامعة وأطلقت أداة "ستورم" التي ما إن تعطيها عنوان البحث الذي تريد، إلا كتبت لك بحثا موسّعا مشفوعا بالمراجع!
كنا نظن الجامعات الحصن الحصين أمام الذكاء الاصطناعي، كنا نظنها آخر المعاقل، والمقاتلة على الثغر الأخير لإيقاف هذا الغزو المريب. لكننا تفاجأنا بأنها صارت من مناصريه، بل من صُنّاعه! هذه خطوة تستوجب التمعن، فيبدو أن التوجه انتقل من محاربة الذكاء الاصطناعي، إلى تطويعه وتقنينه. فأداة "ستورم" تمشّط الشبكة، وتكتب بحثا متكاملا من هذه المواد. لكن الراسخون في البحث العلمي يعلمون أن هذه أبحاثُ مراجَعة لما سبق نشره، وليست أبحاثا أصيلة تنشئ معرفة جديدة. المعارف الجديدة تأتي من التجارب المخبرية، والمسوح، ودراسات الحالة، والملاحظة، والمقابلات، وتحليل المحتوى، وغيرها من طرائق البحث العلمي. أما مراجعة الدارسات السابقة، فأساس ينطلق منه الباحث، لكنه ليس البحث العلمي برمته. لكن ماذا لو تقدم الذكاء الاصطناعي وصار يجري التجارب، ويصمم المسوح، ويجري المقابلات مع الخبراء، وغير ذلك، ثم يحلل النتائج باستخدام أدوات التحليل العلمي، ويخرج بالنتائج، ويعطي التوصيات، ويسبك كل هذا في بحث رصين؟ في الواقع، يجب أن نكون مستعدين لمثل هذا اليوم الذي قد لا يأتي بعد عشر سنين أو عشرين كما تسول لنا أنفسنا المتفائلة أن نظن، بل قد يأتي في بضع سنين، أو شهور!
لِـمَاذَا لَدَى الطَّاءِ رِيشَةُ طَاوُوسٍ عَلَـى رَأْسِهَا؟
وَلِـمَاذَا تُشْبِهُ الْـعَـيْـنُ وَالْـغَـيْـنُ الْعَنْكَبُوتَ؟
وَكَيْفَ صَارَتِ الْقَافُ تُشْبِهُ الْقِطَّةَ؟
وَمَا سِرُّ قُبَّعَةِ الْأَلِفِ، وَقُبَّعَةِ الْكَافِ؟
وَكَيْفَ صَارَتِ الْمِيمُ تُشْبِهُ الْمِطْرَقَةَ؟
في كتاب "الحروف تخرج من البيت"، تتناول حياة الياقوت قصص الحروف العربية بطريقة خيالية ومبتكرة تقرب الطفل من الحروف العربية.
يمكنكم تنزيل الكتاب مجانًا من قسم الكتب الإلكترونية PDF في موقع ناشري، وتحديدًا من هذا الرابط:
https://www.nashiri.net/index.php/ebooks/580-roof/file
هذ النفخ الإعلامي البَشع المَجاني في قُرَب العواطف الفارغة، أفراحاً أم أتراحاً، والذي نعيشه ونعانيه، على هامش الزلازل العظيمة التي تضرب المنطقة، وخاصة ما تشهده فلسطين اليوم، لم ولا ولن يأتي بالخير. عشناه -في زماننا المعاصر هذا- أيام البوسنة. ثم عشناه أيام العراق الدامية. ثم عشناه أيام الاِنتفاضتين الفلسطينيّتين الأخيرتين. ثم عشناه في ليبيا ومصر واليمن. ثم عشناه في سوريا ... واليوم نعيشه مع الفلسطينيين من جديد. قلنا وسنقول وسنبقى نقول: إن النفخ الإعلامي في قُرَب العواطف، هو "جريمة" بحقّ الشعوب أيام مِحَنِها المُزلزلة. لأنه "مجانيّ" و "فارغ" و"مُمْرِض"، لا توجد معه خطة توجيه عام. ولا نيّة في إعادة تربية جيل قادر على الفِعل، ولا يمتلك أصحابه مشروعاً بديلاً للقيامة.