خبر سعيد أبهج قلوب المقيدين في سجلات جامعة الكويت من الطلبة بعد إقرار منح المكافأة الاجتماعية لجميع الطلبة دون استثناء ، فالشكر لله عز وجل أولا ثم لفرسان حملة (الكل يستاهل) من الاتحاد الوطني لطلبة الكويت وكذلك لأعضاء مجلس الأمة الذين ساندوهم ووقفوا معم لإقرار قانون هذه المكافأة. والآن ما هي الخطوة التالية ؟
أيام المدرسة كنا نحصل على مصروف الجيب من الوالد أو الوالدة وأحيانا من الاثنين معا . وفي الجامعة لا يبخل علينا الوالدين إطلاقا ومع هذا سيصل مبلغ 100 د.ك في حسابنا شهريا لأجل المصاريف الجامعية وأيضا للمطالب الكمالية دون أدنى عناء أو مشقة، رغم أننا في دولة غنية ذات دخل عالي ونعيش حياتنا التي يغلب عليها طابع الرفاهية إلا أن إقرار هذه المكافأة كان لها من باب الفطرة البشرية بهجة خاصة وسعادة مميزة في قلوب الطلبة.
فإلى متى هذه الأنانية ؟؟ لم لا نفكر يوما في محيط خارج الأنا ، لماذا لا نرهق أنفسنا للشعور بما يعانيه غيرنا ممن لا يجدون المأكل والمشرب وينامون تحت أغصان الشجر أو على الأرصفة المبللة أيام المطر ؟ إن كانوا ليسوا في الكويت أو الخليج لكنهم بكثرة وذو أعداد هائلة في العالم العربي والإسلامي ، يعانون من الاضطهاد والظلم ويحرمون من أبسط حقوق الحياة التي لا يحرم منها حتى الخدم في منازلنا.
أعلم أن مبلغ 100 د.ك أو حتى 1000 د.ك لن يصلح العالم وما فيه من مشاهد الفقر، لكن لا أدري لماذا انتابتني فكرة مشروع أريد منكم جميعا المساهمة فيه
أخي الطالب : ألا تهدر وتبذر المئات بل أكثر لشراء سيارتك المفضلة وملابس الماركات والنظارة الشمسية كما تدعو زملائك على حسابك للغداء والعشاء في أحسن مطاعم على شارع الخليج وينتهي بكم المطاف في كافيه أو على الأقل مقهى شعبي ؟
أختي الطالبة : ألا تصرفين بل تسرفين المئات أو أكثر لمواكبة آخر صيحات الموضة في عالم الأزياء والماكياج والتسريحات وكذلك في المناسبات والأفراح والأعياد ، ثم تخرجين مع الصديقات والأخوات إلى السينما والمجمعات لصرف ما تبقى في بطاقة السحب الآلي ؟
مشروعي ببساطة شديدة : دينارين كل شهر.. وسعادة الدارين مدى الدهر
لو نأخذ على سبيل المثال عدد طلبة الجامعة الكويتيين ( الذين حصلوا على المكافأة الاجتماعية) 15000 ولو أن العدد الحقيقي أكبر من هذا الرقم ، ويدفع كل طالب دينارين شهريا
" فقط دينارين " سعر وجبة أو مشروب مثل موكا ، سنجمع مبلغ 30000 د.ك في الشهر الواحد. مبلغ يحل الكثير من العقبات عند الآخرين.
وهنا أوجه دعوة للاتحاد الوطني لطلبة الكويت الممثل الشرعي للطلبة ( هذه أول مرة أخاطب رئيس الاتحاد ونائبة الرئيس وباقي الأعضاء من خلال سطور هذا المقال ) أن يتبنى الاتحاد هذا المشروع ويخصص رقم حساب خاص تجمع فيه المبالغ شهريا، ويصدر شيك كل شهر للمنكوبين والفقراء والمساكين في مختلف دول العالم وكذلك دعم المؤسسات التعليمية في الدول المسلمة والفقيرة ، تخيلوا معي قليلا ثلاثون ألف دينار شهريا من طلبة الكويت إلى طلبة العالم
ابتداء من دينارين فقط لا أكثر، ألا تودون أن تكونوا قدوة لباقي جامعات العالم ، فلنكن مثالا يحتذى به على مدى التاريخ ، ويشار لنا بالبنان في يوم الدين .
إخواني وأخواتي ... إنها لذة خاصة وشعور مثير ليس له مثيل حين تمد يدك إلى جيبك وتأخذ تلك الأوراق النقدية التي هي عديل الروح وتهبها لمن يستحقها، وتسمع حديث نبضات فؤاده عندما يدعو لك ويشكرك من قلب صادق ، ستشعر أنك ملكت الدنيا بأسرها ، لأن السعادة الحقيقية في الوجود هو أن تكون سببا في إسعاد الآخرين من حولك.
كلماتي في مقال هذا العدد ليست همسة قلم ككل عدد من الجامعية ، بل هي فعلا دعوة من الصميم لتبني هذا المشروع الكريم الذي لن يرى النور إلا بعزيمتكم وإرادتكم وبإشراف اتحادنا العظيم.
إخواني وأخواتي الطلبة ... لا تخذلوني فنحن جميعا أبناء ذاك الأب البار جابر الخير رحمه الله الذي عرف عنه الكرم والجود والعطاء بلا حدود ، ألم نرث منه هذه الصفة النبيلة ؟
لكي تمسح دموع إخوانك المسلمين لا داعي أن تملك الملايين، بل تكفي الدينارين ، فقليل دائم خير من كثير منقطع ، وليوفقكم الله في المسيرة التعليمية ويجعل ثواب هذه الحسنة لدار الآخرة.
إخواني اتحاد الطلبة ... كثيرة هي انجازاتكم الطلابية ، فلتكن هذه السنة النقابية تضيف معنا جديدا للعمل الطلابي وتزيد من رصيد حسناتكم وحسنات من بعدكم إذا ساروا على نفس النهج، وأكملوا هذا المشروع الخيري
أنتظر رأيكم جميعا على ايميلي ... يا ترى هل ستكون هناك فزعة وحماس أم فقط طي الصفحة وطناش؟