دلف الأستاذ الدكتور شمسان أبو الهيل إلى «القاعة الزفيرية» في أحد الفنادق الفخيمة.
جلس وتنحنح، ثم اعتدل وتبّسم لكاميرات الصحافيين الذين انسلّوا من كل حدب وصوب ليستمعوا إلى تفاصيل إطلاق هذا العقار العظيم. في الحقيقة، فكرة العقار وحدها عظيمة ولافتة، لكن أن يكون هذا السبق الطبي اختراعا عربيا، فهذا وحده جدير بالتحدث عنه والتحدُّج فيه.

سيداتي وسادتي شكرا لكم على حضوركم الميمون.
لن أستخدم الطريقة العربية المعتادة من تمجيد وتدبيج وسأدخل في الموضوع مباشرة، فعاداتنا السيئة نحن العرب كثيرة، والاختراع العظيم الذي نقدمه لكم اليوم ما هو إلا «خطوة صغيرة لشركتنا وقفزة عظيمة للبشرية» في سبيل التخلص من العادات التي تكبّل بني البشر.
سيداتي وسادتي نقدم لكم اليوم حبوب «لا صبابة 250 ميليگرام لمنع الوله والغرام» وهي وباختصار حبوب لمنع الحب!
سيداتي وسادتي،
يهدف الطب إلى تخليص البشر من الألم، وقد تبث على مدى التاريخ أن أكبر سبب للألم والمعاناة هو الحب. فالمريض بارتفاع كولسترول الدم يقاسي أيما مقاساة حين يرى «الكنافة» معشوقته. فإن هو طالها تبددت صحته وتيبست شرايينه، وإن هو منع نفسه عنها ذوى بالحب ومات كمدا، وقيسوا على ذلك. لكن اليوم وبفضل «لا صبابة 250 ميليگرام» سيكون بإمكان الإنسان التغلب على عشق كل وأي شيء أو أحد.
لا يخفى عليكم –ومعروف أن الصحافيين من أكثر أصحاب المهن ثقافة- أن للحب أسماء في اللغة العربية، وكلها فيها من الألم والمقاساة والنزاع ما فيها. ويكفي أن الجوى كلمة تعني الحب وتعني الألم في الوقت نفسه.
وبما أننا مرتبطون بتراثنا المجيد، قررنا تسميه هذا المنتج العجيب «لا صبابة» وكما يقول الشاعر العربي:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة إلا من يعانيها
لذا صببنا بحوثنا صبّا طوال 35 عاما لإيجاد طريقة فعالة تخلص بني البشر، وتحديدا العرب، من الحب بكافة أطيافه وأشكاله وإشكالاته. ونفخر بأن الفريق الذي عمل على هذا الابتكار العجيب مكون من العرب ابتداء من الآمر الأكبر وانتهاء بالفرّاش الأصغر. ولهذا اخترنا أن يكون اسمه التجاري «لا صبابة» وبالإنكليزية «La Sababah». صحيح أن ذهن البعض سيظن أن المنتج إسباني أو برتغالي أو ربما «جنركي» (جنوب-أمريكي) نظرا للجرس الموسيقي للكلمة، لكن أؤكد لكم أن هذه إحدى مخلفات عقدة استحقار العرب، ولا أخفيكم سرا أننا نعمل أيضا على عقار يخلص الغرب من هذه العقدة النكراء.

ضج الصحافيون، وطلبوا فتح المجال للأسئلة. فبادرهم الدكتور أبو الهيل قائلا:
«كل شيء في وقته حلو» كما يقول المثل. سنخبركم عن هذا الابتكار في حينه. لكن اسمحوا لي أن أزيدكم من الشعر بيوتا وبنايات، فعلى جدول أعمالنا بخّاخ معقم للقلب، وحبوب فيتامين واو، وخافض للقهر، ومسكّن للغيرة، و«قراص لتطهير الحلق بعد الاغتياب، وأقرص فوّارة لتحفيز الصدق والصراحة، وغيرها كثير.
لكن أرأيتم حبكم أيها الصحافيون للبحث والنبش عن الأخبار والأفكار؟ أليس مزعجا هذا الترصد والتقصي؟ أعلم أن مهنتكم مهنة البحث عن المتاعب ومنها أكل خبزكم، لكن «الفضول قتل الهرّة» كما يقول الإفرنج، وهذه النزعة التوّاقة إلى الأخبار نزعة مزعجة، خاصة حيث تتعدى الصحافيين وتصل إلى الزوجات، فهن دائما متعطشات إلى المعرفة، لكن ليس أي معرفة! بل معرفة أين كنت، ومتى، وكيف، ولم، ووو. هذا الحب غير المحمود لمعرفة الأخبار لدى البعض بحاجة إلى تدخل طبي. وهنا يأتي دور «لا صبابة 250 ميليگرام» في حقن الدماء، وحفظ الحرمات، وإطالة عمر الزيجات.
وأرى أن أخواتنا الصحافيات منزعجات، لكن أطمئنكن أن هذا الاختراع ليس موجها ضدكن، بل أنه مفيد جدا للأزواج زائغي الأعين والقلوب، فيمكنكن من خلاله التخلص من جميع النزعات التطلعية والآمال الاستعمارية الخارجية لدى أزواجكن!  ولو أن أحمد شوقي تناول هذا العقار لما قال بيته المشهور:
اثنان حدث بالحلاوة عنهما *** ثغر الحبيب وطعم حلو البُحصَلي
هذا البيت بالمناسبة إهانة ما بعدها إهانة، فهو أولا يتغزل بحلويات لم تصنعها زوجته ولا خادمتهم ولا «سُفْرَجيهم»، وهذا عار وشنار ومخالفة بروتوكولية لا يصح أن تخرج من فم أمير، فما بالكم إذا كان أميرا وشاعرا. كما أن «ثغر الحبيب» بطبيعة الحال ليس ثغر زوجته، -فالعربي يأنف أن يصف ملاحة زوجته أمام الناس- وهذا أمر كان على شوقي 0غالب الظن- أن يبرره لحرمه. طبعا قد يكون هذا الحبيب تخيليا، وصحيح أن أعذب الشعر أكذبه، لكن هذا مثال جليّ مبين على مضار التعلق بشيء، ولو كان هذا الشيء مجرد حلوى، فكم من البلوى جاء من الحلوى.

سيداتي سادتي،
وداعا للوجد والهيام،
وداعا للعشق والغرام،
وداعا لسيئ الأسقام،
مع «لا صبابة 250 ميليگرام»!

أشكر لكم حسن استماعكم، ونفتح المجال للأسئلة.

- سامي سامر من جريدة المعابر.
س: دكتور أبو الهيل، هلا بينت لنا كيف يعمل العقار؟ هل يستهدف مثلا مراكز معينة في المخ؟
ج: العقار يعمل بطريقة مبتكرة عزيزي مبعوث جريدة المعابر. فهو يعبر المراكز المسؤولة عن العواطف في المخ ويعمل عمله فيها بطريقة لا أستطيع شرحها لأسباب احتصارية احتكارية بحت. لكن كما تعلم أن الحب في النهاية كيمياء، وفي أحسن الأحوال يستمر 7 سنوات وما أكثر من ذلك فهو تعوّد وعِشْرة. و«لا صبابة» يعمل على تغيير التركيبة الكيميائية في المخ.

- سهام الساهوم من جريدة السهم الصاعد.
س: هل يعمل العقار على حب شيء أو شخص محدد أم أنه يقطع أي أثر للحب من حياة الإنسان؟ وكم الجرعة المنصوح بها للشخص في اليوم؟ وكم المدة؟
ج: كنت أنتظر هذا السؤال. عبقرية هذا العقار يا صاحبة السهم الجبّار هو أنه أول عقار من نوعه يعمل على المستوى الجسدي والنفسي في الآن نفسه. لا أستطيع التفصيل لأسباب احتصارية احتكارية بحت كما أسلفت، ولكن عندما يأخذ الشخص العقار يجب أن يركز تفكيره في الشيء الذي يريد التخلص منه، ومن ثم تنشأ علاقة نفسَجسمية عنقودية انشطارية بين مكونات العقار الفعالة وبين الإحساس النفسي الذي يختلج في قلب الإنسان وأوصاله، فيبدأ الشخص يفقد عواطفه تجاه الشيء أو الشخص المعني.
وطبعا يمكن أن يقرر الشخص أن يتخلص من حب أكثر من شيء أو شخص لكن عليه مضاعفة الجرعة، فمثلا «روميو» -لو كان بيننا اليوم- عليه أن يداوم على العقار يوميا لباقي حياته لأن السيد «روميو» مبتلى بنوع غريب ونرجسي من أنواع الحب وهو حب الحب ذاته! أي أنه كان واقعا في غرام الغرام، أي يريد أن يغرم ولا يهم بمن، «جولييت» أو من قبلها «روزالين»، المهم أن يجب. وكان بالمناسبة ذاهبا إلى حفلة يتعقب «روزالين» التي حرقه حبها، فرأي جولييت وغير الأخ رأيه! وهذه على أي حال حالة مستعصية ونادرة الحدوث تاريخيا وإن كان بعض الشبان المتسكعين في الأسواق يعيدون إحياءها، فهم يريدون أن يحبوا ولا يهم أتكون غيداء حسناء، أم مجرد عابرة سبيل شوهاء تشبه الكائن الفضائي .E.T وقد ارتدى شعرا مستعارا، المهم أن نكون شيئا ينتهي بتاء مربوطة أو ألف ممدودة أو مقصورة. لكنهم إذا تناولوا العقار في سن مبكرة، أضمن لكم أنهم يمكنهم التوقف عنه أخذه بعد مرور سنة واحدة فقط، وإن كنا ننصح بمعاودة تناولهم العقار قبيل دخولهم سن اليأس الرجولي، أو المراهقة المتأخرة كما تسمونها في الصحافة.

- بدران بادر من جريدة الشرق الهادر.
س: هل ثمة مضار جانبية للعقار؟
ج: كنت أنتظر هذا السؤال أيضا. نفخر أن هذا العقار العجيب مستخلص من مكونات طبيعية تماما، فهو مركب من 174 عشبة ونباتا ضاديا. وقبل أن تسألني عن معنى «ضادي» أبتدرك يا بدران بادر أنها مشتقة من لغة الضاد أي اللغة العربية. فجميع الأعشاب المستعملة في العقار زراعة عربية 100% وبأسمدة عضوية أيضا.
ويشمل العقار على مستخلص بذر اللبّان، وشرش الطليان، وزنبق الرمان، وبذرة بؤبؤ الكتّان، وأقحوان الجبل، وطيلسان الراعي، وإكليل المكلوم، وسيقان الخرداذبة، وبتلات زهور العليق، ونفائخ أغصان البان، وسيقان الخلّكان، ونخاع القرنفل، وجذور الفلفل، وقشور البطيخ الأحمر، وبذور الشمام الأزعر (وفي لغةٍ الأشقر)، وأشواك شقوق النعمان، وأنياب بذور الرمان، ومسحوق النيل، وخلاصة سن الفيل. وهناك أيضا مجموعة أعشاب سرية اكتشفناها ولم نسمها بعد، وأعتذر عن الكشف عنها للأسباب الاحتصارية الاحتكارية البحت التي أخبرتكم عنها.

س: عفوا حضرة الدكتور، لم تجبني، هل من أعراض جانبية للعقار؟ وجود كل هذه الأعشاب معا ألا يؤدي إلى تفاعلات غير محمودة بين موادها الفعالة، وكما تعلم أن هناك ...
ج: اسمع يا بدران، ولا تكثر الكلام مثل الأميّين من العربان. أقول لك أن المنتج عشبي نباتي، فكيف يكون له آثار جانبية. كما أن الأعشاب عربية، فإذا كانت ستضر أحدا، فهي ستضر الإفرنج، ومنتجنا ولله الحمد مخصص للاستهلاك المحلي، ولا ننوي تصديره للخارج إلا قبل أن نفيد وننفع بني جلدتنا.
طبعا هناك بعض الأعراض البسيطة التي قد تصيب بعض الحساسين مثل التلبك المعدي البسيط أو الصداع، ولا يخفى على حصافتك أنه لا عقار تقريبا يخلو من هذه الأمور خاصة إذا كان يؤخذ عن طريق الفم.

س: حسنٌ، هل تم تجربته على البشر؟
ج: لقد جربناه على من هو خير من البشر، جربناه على الفيلة والجمال وعصافير الحب! أجل، أجل، لا ترفعوا حواجب الدهشة هكذا فهذا لا يليق بمقامكم الصحافي. فالفيلة معروفة بذاكرتها الأكيدة العنيدة التي لا تنفع معها أي مساحيق الغسيل، وإخواننا الغاليون، -ولا يخفى على حصافتكم أن بلاد الغال هي فرنسا- يقولون في أمثالهم أن لفلان ذاكرة فيل، أي أنّه لا ينسى. وقد جربنا حبوب «لا صبابة» على الفيلة الهندية والإفريقية المهجنة المدجنة من جهة، والطليقة الأصيلة من جهة أخرى وكانت النتائج زاهرة باهرة.
أما الجِمال، فكما تعلمون أن الجمل للأسف كائن حقود إذا ما أذاه أحد، و«الزايد أخو الناقص» كما يقول المثل الشعبي، والحقد والكره شقيقا الحب. لذا جربنا مفعول «لا صبابة» على الجمال وكانت النتائج نائخة ... أقصد زاهرة باهرة.
أما عصافير الحب، فأؤكد لكم أننا جربناها على عصفور حب من فصيلة «الدونجوانيات» فانقطعت شهيته عن التغريد والغزل، وتبتل وتنسك وترهبن. فاضطررنا إلى وقف العلاج خوفا من انقطاع نسل هذه الفصيلة النادرة.

أما الآن، فيسرنا مسامرتكم وممالحتكم على مائدة بها بضع لقيمات عملا بالمبدأ العربي «إذا دعوت فأولم». كما يسرنا تقديم علبة مجانية من «لا صبابة 250 ميليگرام» لكل منكم. فتفضلوا يا رعاكم الله.

* * * * *

انفض الجمع، وتوافد الصحافيون تترى إلى طاولة توزيع عبوات «لا صبابة» المجانية، ثم تحلقوا حول المائدة. لكن بدران بادر لم يكن من الصحافيين السائغين.
أخذ يقرأ النشرة الداخلية، والغريب أنها مكتوبة باللغة العربية فقط، وهذا أمر يفترض به أن يسر، لكن شيئا كان يقول له أن في الأكمة غول مستخفٍ.
قلّب بصره في النشرة الداخلية بحثا عن الأعراض الجانبية بعيدة المدى. وها قد وجدها:
«الاستعمال طويل المدى لـ«لا صبابة» قد يسبب داء الاستحمار لدى البعض، وقد لوحظ ذلك في التجارب المخبرية على الحيوانات. كما أن هناك إمكانية نظرية (لم يتم إثباتها) على ظهور نزعات ملائكية لدى البشر».

«سحقا، ما هذا؟!» صاح بدران، وأخذت نفسه تحدثه عن رائحة لذيذة لسبق صحافي في الأمر، لكن كيف يكون السبق سبقا وهو لا يعرف فعلا ماهية الأعراض الجانبية، نعم تبدو غريبة ومخيفة، لكن ما كنهها يا ترى؟!

أوقن أن الدكتور أبو الهيل سيتملص بسحر البيان الذي أوتيه. أخذ يقلب عينيه في القاعة بحثا عمن يمكنه أن يفيده. أخذ كوبا من العصير وأخذ يحاول التودد إلى الشخص الجالس في طاولة الاستقبال قرب مدخل القاعة، ومع قليل من مهاراته الاجتماعية، استدل على أعضاء الفريق العلمي المساعد لأبي الهيل.
أقترب من الدكتور رفعان رفيع الدين لا لشيء سوى أن الاكتظاظ كان معدوما عنده، كان واقفا يستظل بخجله وبطموحاته المهزوزة. ومع شيء من الرشوة العاطفية ووعود الشهرة الصحافية، تمكن من توطيد علاقته بالدكتور رفعان. موعدها بعد غد لإجراء حوار صحافي موّسع معه.

* * * * *

وصل الدكتور رفعان إلى مقر الصحيفة قبل الموعد بنصف ساعة، لكن ذلك ما كان ليزعج بدران، أدار مسجلته، وحضّر أسئلته، ومد ابتسامته.
أخذ الدكتور رفعان يثرثر بشراسة. غريب أن تكون هذه القدرة لدى هذا الشخص الخجول المتلفع بنظارة تشبه عدستها قعر قارورة المياه الغازية، لكن بدران كان مسرورا.
وفجأة، أطفأ بدران مسجلته الموضوعة على الطاولة ونظر نظرة خاطفة إلى حاسوبه ليتأكد من شيء ما، ثم يمم وجه شطر الدكتور رفعان سائلا:
- دكتور، أعلم أنك لك ضلعا كبيرا في عقار «لا صبابة»، ومما حكيت عن نفسك أشعر أنك أفضل من أسأله عن هذا العقار. في الحقيقة هذا سؤال شخصي، لذا اخترت أن أغلق المسجلة. فهل تخدمني في ذلك؟
- بكل سرور يا صديقي.
- في الحقيقة أنا أود استعمال العقار، إذ لدي مشكلة عاطفية أود التخلص منها. وأرجو أن يظل هذا سرا بيننا، وأني لأرى في العقار خلاصي. لكنك تعلم قلق الصحافيين حول التفاصيل؛ الأعراض الجانبية، هلا أخبرتني عنها أكثر؟ وأنا أعرف أنك خير من تفيدني عمّا يمكنني توقعه. في الحقيقة قرأت النشرة الداخلية؛ الاستحمار وداء الملائكية أظن ...
- لا تقلق يا صديقي، هذه مجرد احتمالات نظرية، يجب تجربة العقار على البشر أولا لنتأكد.
- حسنا، حدثني عنها، إلا إذا كان هذا الجانب ليس من ضمن اختصاصاتك.
- لا، لا. أنا مطلع على جميع جوانب العقار. دعني أخبرك. أنت تعلم أن الإنسان في معظم حالاته مخيّر، هناك بعض التسيير، لكن التخيير غالب، وأكثر ما يجعل المرء يتخذ قرارات هوجاء هو الحب. وبالله عليك، إذا لم يحب الإنسان، فكيف له أن يخطئ؟ لا أتكلم عن الحب بين الجنسين، بل عن حب أي شيء والتّولع به. لولا مقدرتنا على محبة الأشياء والتعلق بها، لصرنا لا نخطيء، لصرنا ملائكة. ونحن نخاف من أن يقوم بعض المهووسين باستعمال العقار ضد جميع أنواع وحالات الحب التي يمر بها، وبهذا يكون شخصا قريبا من الملائكة، خاليا من أي إرادة على الخطأ، فكما قلت لك، كيف تخطئ وأنت لا تحب؟
وضعنا هذا التحذير في النشرة الداخلية تحسبا من بعض من قد يكون لهم اعتراضات دينية حول الأمر، لكن الإدارة القانونية في الشركة تعمل على إيجاد تخريجة. ثم لا أظنك ستستعمل العقار لتكره كل شيء، فلا تقلق يا صديقي.
- حسنا، ماذا عن الاستحمار؟
- ها ها ها! هذه الكلمة بالذات أنا من سبكتها!
- وما أعراض الاستحمار التي تسببها الحبوب؟
- هذه أيضا يا عزيزي مجرد حالة نظرية، إذ أننا نخشى أن يقوم بعض الأهالي من إجبار أبناءهم على أخذ العقار قبيل المراهقة ليمنعوهم من الوقوع في الحب، وهذا أمر خطير. عدم تجربة الإنسان للحب أمر له أعراض خطيرة جدا.
حقا؟
أجل، أما سمعت قول الشاعر:
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى *** فقم فاعتلف تبنا فأنك حمارُ
كما قلت لك، لا داعي للقلق. والآن، دعني أحدثك عن البحث المشترك بيني وبين البروفسور ماكميليان.

تهلل وجه بدران، والتفت مرة أخرى إلى حاسوبه، أراد أن يتأكد برنامج التسجيل عبر المايكرفون الموصول بالحاسوب يعمل!

كاتبة ورئيسة تحرير دار ناشري للنشر الإلكتروني
كاتبة كويتية. حاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية واللغة الإنكليزية من جامعة الكويت بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وعلى درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات من جامعة الكويت. صدر لها 15 كتابا مطبوعا: أربع روايات، ومجموعتان قصصيتان، وكتاب في اللغة وآخر في شؤون المرأة.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية