أوكي ثانكس
الحقيقة أنه كاتب رائع، لكن مشكلته أنه أثناء الكتابة يعطي للغة العربية «أشكل»، خاصة أنه عاد للتو من رحلة دراسية في بريطانيا للحصول على الدكتوراه، ولديه الكثير من الأفكار والخبرات والثقافة ليكتب عنها، وكلما قلت له لقد رفعت هذه الكلمة، وكان المفروض أن تنصبها قال لي بالإنجليزية: سو وات؟ وات إز ذا ديفرينس؟ والطريف أنه بعد أن شرحت له الفرق قال لي: أوكي ثانكس، فقلت: لا شكر على واجب.وحينها ودعني وهو يقول: سي يو سون.. باي!!
ولذا أعتقد أنه من أجل هذا الرجل تحتاج مطبوعاتنا إلى قسم خاص بالتدقيق اللغوي، يعمل فيه أشخاص من حملة الشهادات العليا في اللغة العربية ليتمكن القارئ من الاستفادة مما يكتب في الصحيفة دون أن تتأثر ذائقته بالعامية أو حتى المصطلحات الأجنبية التي قامت مجامع اللغة العربية بتعريبها منذ زمن، وهي مستمرة على هذا النحو حتى الآن.
في أثناء دراستي الابتدائية درسنا مدرسون عرب من مصر والسودان وسوريا وفلسطين ولأننا أبناء هجرة صغيرة لم نحتك بأي من الجنسيات، فقد كنا نتعجب من لهجاتهم ونظنها غير عربية لدرجة أن بعضنا حين يسأل عن اللغات التي يعرفها يقول أعرف أتكلم سعودي ومصري و«شوي» سوري!!
المهم أن أحد معلمي القراءة كان يقرأ قوله تعالى: }ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم{ كان ينطق (ادفع) بفتح الهمزة (أدفع) بينما معلم القرآن الأزهري محمد عبدالرحمن محمد -تغمده الله بواسع رحمته- ينطقها بالكسر، فقلت له: يا أستاذ ادفع والا أدفع؟ فقال: أدفع. فعرفت أن «ما في الحمض أحد» والصواب: لا يوجد في الحمض أحد ألبتة ويجوز البتة بدون همزة.
وللحق فلست من دعاة الإغراق في النحو والصرف والمعاجم، ولست من جماعة: قل ولا تقل، بل أرحب بالمفردات الجديدة، والمصطلحات الحديثة، وفصيح العامي الذي تقبله المثقفون والكتاب بصدر رحب رغم أنه يخالف قواعد اللغة العربية، لأن اللغة سماعية، وما دمنا سمعنا شخصًا أو عددًا كبيرًا من الأشخاص يكتبون كلمة معينة، فإنها بالتالي ستدخل اللغة بلا شك.
ذات يوم زارني أحد مشرفي اللغة العربية وجلس عندي في آخر الصف كالعادة بعد أن احتل مقعد طالب مسكين لا ذنب له سوى أنه يجلس في آخر الصف، وأثناء الشرح كنت ألاحظ أنه يسجل في ورقة معه، وقد دفعني فضولي الصحفي إلى أن أمر بالقرب منه لأقرأ ما يدون على ورقته، فوجدت من ضمن ما دونه عدم الاهتمام بالفصحى، فغيرت أسلوبي في الشرح، وأخذت أتحدث بلغة فصيحة متقعرة كأنها خارجة للتو من مسلسل الزير سالم، لدرجة أن الطلاب لاحظوا ذلك التغير فأخذوا يتهامسون فيما بينهم.
المصيبة أن مشرفنا العزيز أثناء اجتماعه بي بعد الحصة أخذ يتحدث معي بالعامية، وقال لي: مستواك زين، بس لاحظت أنك ما تهتم بالتحدث بالفصحى. فقلت له بلغة فصحى كالتي يتخاطب بها المثقفون في منتدياتهم ومؤتمراتهم وحواراتهم التلفزيونية وكأنهم في مسلسل مكسيكي مدبلج: عفوًا يا سيدي الفاضل، لقد بذلت كل ما في وسعي، لإيصال المعلومة إلى أذهان الطلاب بالطريقة التي تناسب الزمكان(الزمان+ المكان)، ولا أجد غضاضة في ذلك، ثم إنك يا سيدي الفاضل مع الأسف تحدثني الآن بالعامية المغرقة في الإقليمية وكأنك قادم للتو من الصمان. أرجوك يا سيدي..أتوسل إليك أن تحدثني كما كان يتحدث امرؤ القيس على جال دارة جلجل وعنترة بن شداد فوق صخرته بالجواء قبل ألفي عام!!
تغيرت ملامح المشرف، ولم يصدق ما سمعه، ولكن للأمانة فقد منحني مشكورًا تقدير أداء وظيفي أكثر مما أستحق.
بعيدًا عن المزاح هذه المرة، فمشكلتنا ليست مقصورة على النحو أو الإملاء فحسب بل المشكلة في الصرف الذي يحتاج إلى حفظ طريقة صياغة الكلمة والحركات التي تكتب عليها، وقد لاحظتم بلا شك أن العربية تعد من اللغات القليلة التي تعتمد حتى الآن على الحركات، ويختلف معنى الكلمة فيها بتغيير حركة واحدة فقط.
ومشكلتنا الثانية هي عدم وجود دولة أو قرية أو حتى هجرة يتحدث سكانها باللغة الفصحى ليستطيع من يرغب في تعلم اللغة الفصحى أن يسافر إليها، ويسكن في بيت شعر مع أسرة، ويتعلم منهم عن طريق الاحتكاك بأحياء يتحدثون الفصحى في كل أوقاتهم، ويجمع لغته ومفرداته منهم، كما كان يفعل علماؤنا الذين جمعوا اللغة العربية من أفواه الأعراب سواء كانوا صبيانًا أم مجانين أم سكارى، المهم فقط أن يكونوا من أهل البادية الذين لم يختلط لسانهم بالأعاجم.
يا سلااااام!! أتخيل نفسي وأنا ما زلت عزبًا (وليس أعزب كما يقال) وقد تمت الموافقة لي على بعثة إلى بلاد اللغة العربية، وقبل أن أسافر تجهزت بشراء بعض المعاجم وأمات الكتب العربية( وليس أمهات)، ودخول بعض الدورات المكثفة، واشتريت عددًا لا بأس به من الملابس التراثية التي يلبسها سكان تلك المنطقة، إزارًا، وقميصًا وبردة، وعمامة، ونعلاً وسراويلات (أوميك)بطقطق (كلمة سراويل مفرد وليست جمعًا تقول: اشتريت سراويل واحدًا)، وقميصًا، وربما احتجت إلى شراء حصان أو ناقة (لا رباع ولا سديس) كالتي يتغنى بها ناصر الفراعنة، وحين وصلت استقبلني مندوب المعهد في المطار(أو ربما لا يوجد مطار أصلاً ولا أجوزة سفر وليس جوازات لأن جواز يجمع على أجوزة) فطلبت منه أن يبحث لي عن عائلة فيها شاعرة عزبة (وليس عزباء كما ينطقها بعضهم) لها وجه صبيح (وليس صبوح)، لأستفيد منها في تعلم نظم الشعر، وما هي إلا أسابيع معدودة حتى استطعت اجتياز التوفل في اللغة العربية، وانضممت إلى إحدى الجامعات، وتخرجت فيها بعد سنوات، ورجوني أن أعمل معيدًا، وربما ودعت العزوبة (وليس العزوبية كما نقول عادة) وتزوجت بالرفاء والبنين (وليس بالرفاه كما ينطقها بعضهم) من إحدى شاعرات الدولة، وحصلت على الجنسية العروبية، وبقيت هناك إلى الأبد!! ومن أراد أن يتصل لتهنئتي فعليه أن يقول: سعيد ومبارك وليس مبروك!!
وبعيدًا عن الخيال، فقد كنت أشاهد أحد المسلسلات المكسيكية المدبلجة مع أحد الأصدقاء المتحذلقين قبل سنوات، فقال لي: ما شاء الله على المكسيكيين، يتحدثون الفصحى بطلاقة. أتعلم لماذا؟ فقلت: لا والله لا أعلم، ولكن منكم نستفيد. فقال: لأن المكسيكيين أصولهم من إسبانيا، والأسبان كانوا يتحدثون العربية أثناء حكم المسلمين لإسبانيا، ولذا فإنهم إلى الآن- ما شاء الله عليهم- مازالوا يحافظون على لغة أجدادهم. فهمت يا غبي؟
فقلت: يا سبحان الله.. فرخ الوز عوام.. الحين فهمت!!
سألني أحد طلابي ذات يوم: ما الفرق يا أستاذ بين جاء المعلمون، وجاء المعلمين؟ فقلت له: الأولى مرفوعة، والثانية منصوبة وكان الصواب أن ترفع لأنها وقعت فاعلاً. فقال لي: أعرف يا أستاذ، ولكن قصدت أن أسأل عن الفرق من حيث المعنى، في كلتا الجملتين المعلمون جاؤوا أم لا؟ فقلت: بلى!!
اقرؤوا هذه النكتة القديمة..يقال إن أحد العوام طرق ذات يوم باب أحد النحاة، وحين فتح غلامه الباب، وخوفًا من الخطأ قال الرجل: أباك أبيك أبوك موجود؟ فقال الغلام: لا لي لو!!
ومع حرصي على تعلم النحو والصرف فأنا أعرف كثيرًا من الكتاب والشعراء والأدباء يتحدثون ويكتبون اللغة العربية بسلاسة وعذوبة، بدون إلمام بمبادئ النحو والصرف والإملاء، وكأنهم عازفون تدربوا على عزف مقطوعة موسيقية مئات المرات حتى صاروا يعزفونها بتناغم ورقة واندماج دون نشاز، مستغنين تمامًا عن النظر إلى النوتة الموسيقية، بينما كثير من المتخصصين في النحو والصرف.
وبعيدًا عن الفن النشاز، فلي مدة وأنا أشعر بصداع في الرأس، وألم في الأمعاء، بسبب الدايجلوسيا Diaglossia، والمصيبة أن هذا المرض ليس له علاج، وليس منه شفاء مع الأسف لأنه مرض لغوي، ومعناه أن يكون لدى شعب ما لغتان إحداهما للأدب والكتابات الرسمية والأخرى للحديث اليومي العادي كما هو الحال عندنا، وعند بعض الدول في آسيا وفي أمريكا الجنوبية،وكثير من اللغات الحديثة نشأت بسبب الدايجلوسيا، وليس لهذا المرض من شفاء، لأن من يدعو إلى العامية يدعى عليه بالويل والثبور، ومن يدعو إلى الفصحى في المخاطبات والأحاديث اليومية يوصم بالرجعية في عصر العولمة والإنترنت والجوجل والويكيبيديا.
يقال والعهدة على الراوي إنه في أحد أدغال إفريقيا كان هناك شعب بدائي (بضم الباء وليس بكسرها) يتحدث لغة بدائية(بضم الباء) تعتمد على عدد قليل من المفردات، لدرجة أنهم لا يوجد لديهم جمع، وطريقة الجمع عندهم هي أن تجمع أي كلمة بتكرارها عدة مرات حسب كمية الشيء المعدود، فلو اصطاد أحدهم عشرة ببغاوات فإنه سيكون مضطرًا إلى أن يقول حين يخبر قبيلته في اجتماعاهم المعتاد لدى شامان القبيلة أي شيخ الشمل: اصطدت ببغاء وببغاء وببغاء عشر مرات، فيكون المتحدث وكأنه هو الببغاء، وما هي إلا حكايتان أو ثلاث حتى تدق الساعة الثانية عشرة وتنتهي السهرة!!
المهم.. أن الجيل الجديد من الشباب أخذ يبتكر طرقًا جديدة للجمع عن طريق الإشارة بالأصابع، فيقول أحدهم اصطدت ببغاء(ويرفع أصابعه العشر) دلالة على أنه اصطاد عشرة ببغاوات، فغضب شامان القبيلة، وكبار رجالها، وقالوا للجميع: لو عثرنا على شخص يتحدث بهذه الطريقة فسيعاقب!!
ومن حينها، وكلما تحدث شاب بالطريقة الجديدة وعلم الشامان به هرب من القبيلة حتى لا يعاقب، وبعد سنة واحدة هرب كل شباب القبيلة، أما شيوخها فالبقية في حياتكم!!
مشكلتنا أننا حتى لو سلمنا من النحو والصرف فإن مشكلات (وليس مشاكل) الإملاء لا تنتهي، وبخاصة الهمزة، وحروف الهجاء الثمانية والعشرون في كفة، والهمزة الصغيرة «المفعوصة» في كفة، وقديمًا كانت الهمزة تنطق ولا تكتب حتى ورطنا الخليل بن أحمد الفراهيدي بكتابتها على شكل عين صغيرة على الواو والألف والياء اللينات، وليته أتم جميله وحدد لها رسمًا واحدًا قبل أن يخترع الغرب الآلة الكاتبة والكمبيوتر فتجد على لوحة مفاتيحه عشرة أزرار للهمزة فقط، وبعضها تجد نفسك مضطرًا إلى الضغط على (شفت) من أجل كتابتها، وبعضها أصلاً غير مكتوب على لوحة المفاتيح مثل الهمزة المكسورة التي تجدها تحت الغين أو الهمزة مع اللام التي توجد تحت الفاء، وإليكم بعض الأمثلة جربوا كتابتها بأنفسكم:(ا، أ، آ،إ،ؤ،ء،ئ،لأ،لآ،لإ)، ثم عند كتابة الهمزة يجب أن تلاحظ حركتها، وحركة ما قبلها، ومع التنوين لها أحكام خاصة، وفي بعض المسائل قولان، والكتابة العثمانية التي في المصحف تختلف عن كتابة الهمزة في الإملاء، ومشكلات الهمزة لا تنتهي.
وأنا شخصيًا سببت لي الهمزة مشكلات نفسية أثناء الدراسة حين كنت طالبًا، وأثناء شرحها للطلاب حين صرت معلمًا، وأثناء الكتابة حين بدأت بتعلم الكمبيوتر، في مركز تدريب يعمل على أجهزة صفراء قديمة من مخلفات الحرب العالمية الأولى تعمل على برنامج (دوس) بدون ذاكرة، لدرجة أن كل متدرب يضطر إلى حفظ عمله على قرص مرن كبير بحجم 5.25 بوصة ولا يتسع إلا لـ1.2 ميجابايت مع أنه أكبر من حجم الدي في دي الذي يتسع لأكثر من 4 جيجا، ولم يكن في تلك الأجهزة ويندوز ولا يحزنون، وقد تسببت الهمزة في حصولي على تقدير منخفض في شهادة التخرج من الدورة!!
وبعيدًا عن الهمزة وسيرة الهمزة، يقال إن أحد سلاطين الأتراك، وكان يسمى داود (بواو واحدة، ويقال أن مجمع اللغة العربية أجاز أخيرًا كتابة داوود بالواوين دون أن يخبر أحدًا) كان هذا السلطان يحب اللغة العربية، وآدابها، ونحوها وصرفها، وفي يوم سمع أحد معلمي اللغة العربية يقول: ضرب زيد عمرًا، فأخذ يتساءل السلطان: لماذا ضرب زيد عمرًا؟ ما الذنب الذي جناه عمرو ليستحق كل هذا الضرب منذ بداية تأسيس النحو العربي؟ فأخذ يسأل علماء العربية في عصره عن سبب ضرب زيد لعمرو، وما زاد الطين بلة(بكسر الباء وليس بفتحها) أنهم كانوا يجيبون السلطان ضاحكين بعنف كما يحدث في المسلسلات الإسلامية: هه هه هه هه ورب الكعبة إن عمرًا لم يفعل شيئًا يا مولاي، وإنما هو مثال اعتدناه أثناء شرح قواعد النحو للطلاب. وكلما سمع مثل هذه الإجابة زج بصاحبها في السجن، حتى لم يبق من علماء النحو سوى واحد، وحين استدعاه السلطان كان على علم بمصير زملائه، فسأله السلطان: ما الذنب الذي جناه عمرو حتى يستحق كل هذا الضرب؟ فقال النحوي: أطال الله بقاء مولانا السلطان.. إن عمرًا هذا لا يستحق الضرب فحسب، وإنما يستحق القتل أيضًا!! فسر السلطان لسماع إجابة مختلفة، فقال له: ولماذا؟ فقال النحوي: لأنه سرق الواو من اسم جلالتكم (داود) ووضعها في اسمه (عمرو)!! فقال السلطان: نعم النحوي! وأخرج من جعبته (بفتح الجيم وليس بضمها) كما نقرأ في أغاني الأصفهاني صرة بها ألف دينار ورماها على النحوي. فقال: لا أريد شيئًا يا مولاي سوى أن تعفو عن زملائي النحويين الذين رميتهم في السجن بسبب زيد وعمرو!!
فقال السلطان: يا حاجب..أخرج هؤلاء النحويين من السجن، وأوصلهم إلى مدارسهم معززين مكرمين.
والحقيقة أن هذه الحكايات أشبه ما تكون بالإسرائيليات التي يعج بها تفسير ابن كثير، وإنما أوردها على سبيل الاستئناس بها، ومن أراد تصديقها فله ما يشاء، وقد اطلعت قبل أيام على النسخة النهائية لمختصر تفسير ابن كثير أعدها أحد أصدقائي وهو شيخ فاضل، اختصر سبعة مجلدات في مجلد واحد في حدود ألف صفحة، ويخلو من الإسرائيليات، والأحاديث الضعيفة، وكان من المفترض أن يكون في المكتبات الآن لولا أن الشيخ أصر على أن يطبعه في لبنان وبالألوان أيضًا.
وما دام الحديث عن الإسرائيليات فيقال إن معلمًا للغة العربية استقل مركبًا فقال لصاحب المركب: هل تجيد قواعد النحو؟ فقال صاحب المركب: مع الأسف، لا. فقال المعلم: إذن.. خسرت نصف عمرك.
وبينما كان المركب يتهادى بين الأمواج إذا هبت عاصفة هوجاء، وأخذ الموج يرتطم بالمركب، ويحمله إلى أعلى ثم يهوي به إلى أسفل، فقال صاحب المركب للمعلم: يا أستاذ..هل تعرف السباحة؟ فقال: لا. قال: إذن يؤسفني أن أقول لك أنك خسرت عمرك كله، وقفز من المركب وتركه ينادي حروف الجر لتجره، وعلامات الرفع لترفعه، وحروف العطف لتعطف عليه، والحال ليحول بينه وبين الغرق، والاستثناء ليستثنيه منه، ويردد حروف الاستغاثة والندبة، ويقول شهود عيان(بكسر العين وليس بفتحها كما يقول المذيعون) نجوا من الغرق إنهم سمعوه وهو يحتضر (بضم الياء وليس بفتحها كما يلحن بعضهم) قبل غرقه يردد:
وهل فتىً فيكم؟ فما خلّ لنا
ورجل من الكرام عندنا
ورغبة في الخير خير وعمل
برٍّ يزين وليقس ما لم يقل
والأصل في الأخبار أن تؤخرا
وجوّزوا التقديم إذ لا ضررا
كذا إذا ما الفعل كان الخبرا
أو قصد استعماله منحصرا
أو كان مسندًا لذي لام ابتدا
أو لازم الصّدر كمن لي منجدا؟
والحال وصفّ فضلةّ منتصب
مفهم في حال كفردا أذهب
كتلك ليت وكأنّ وندر
نحو سعيدّ مستقرًّا في هجر