في دورة قدمتها الإعلامية سمية الميمني في ثانوية سلوى للبنات:
- هذه بعض أسباب ضياع الأمة الإسلامية وشبابها .
- هناك خط رفيع يفرق بين الثقة بانفس والغرور .
- أكثروا من القراءة والكتابة والسؤال فالمبادرة ثم التطوير
نظمت مدرسة ثانوية سلوى للبنات دورة تدريبية لطالبات الفصل الثاني عشر بإشراف قسم العلوم، وتنفيذ الاستاذة سعاد المهنا ومها القطان ، وقدمت الدورة الإعلامية سمية الميمني مديرة تحرير مجلة الجامعية التي تصدر عن النادي الصحافي في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ومديرة العلاقات العامة والإعلام في مجموعة المستثمرون.
جانب من الحضور
احتوت الدورة على كيفية تحقيق النجاح في الحياة العلمية والأسرية والعملية، وأوضحت الميمني أهمية الحواس الخمس للإنسان وكيفية استغلال كل حاسة بمعناها العميق بعيدا عن السطحية كما تستخدمها البهائم ، فقد ميز الله الإنسان والحيوان بالحواس الخمسة ولكن يبقى الإنسان أشرف المخلوقات ، ولابد من تحكيم العقل بالنظرة الصائبة والأفكار السديدة للحياة الناجحة والسعيدة ، واستعمال الإنسان لهذه الحواس بعد تغليفها بالأهداف الحقيقية للحياة هي الطريقة المثلى للأداء.
وأشارت الميمني إلى 5 أسباب لضياع الأمة الإسلامية والتي تلخصت في عدم وضوح الهدف في حياة الشباب التي تسير في دوامة غير واضحة ومتاهات غائرة ، فكتابة الأهداف ومراجعتها دوما له دوركبير في تحديد بوصلة الحياة واتجاه سيرها، مع سرد بعض القصص الواقعية من الحياة اليومية، والسبب الثاني لضياع الأمة هو ضعف الانتماء والهوية التي تؤدي إلى غياب الإطار العام للفرد شكلا ومضمونا، حيث أن خطة الاستعمار الفكرية للقضاء على المسلمين تسعى إلى جعل الشباب تافه بلا ادنى مسؤولية ، وتنسيهم لأمجاد وتاريخ الأجداد ، فنرى معظمهم يسيرون كالأمعة يقلدون كل ما يذاع إليهم ويصل لهم من مختلف وسائل الإعلام ، تاركين القيم والمبادئ الإسلامية والعادات العربية خلف ظهورهم ، مما أدى إلى تراكم نسخ من الشباب مكررة وكأنها منسوخة من الغرب .
وأشارت الميمني إلى السبب الثالث للضياع وهو ضعف الثقة بالنفس مع بيان الفرق بين الغرور والثقة بالنفس حيث يفصلهما خيط رفيع لابد من فهمه معرفة استخدامه، وكذلك الفرق بين المفاهيم المختلطة فيما بين التواضع واحتقار النفس، فالثقة بالنفس هي إحساس الشخص بقيمة نفسه وبمكانه وبمستواه وهي مولد ومصدر القوة لدى الشخص، واتفقت الميمني على التعريف الذي يلخص الثقة وهو عملية توافق وانسجام وتوازن بين ثلاثة أبعاد للشخصية .. وهي رؤية الشخص لنفسه، ورؤية الآخرين له، وكما هو على حقيقته على ارض الواقع .
هدايا من مقهى "غلوريا جينز"
والأمر الرابع هي الأقوال والأحلام دون عمل جاد مما يؤخر تطور الأمم ورقي الشعوب، فمعظمهم يحلم كثيرا ويفكر ويقول لكن القليل منا يتحدى الصعاب ويفعل ما يقول وينفذ بما يفكر على أرض الواقع ، فالحياة لا تتحرك إلا عندما نحن نتحرك ونحركها إما سلبا أو ايجابا ، ولا بد من اتقان اخلاص في الأداء والعمل، وأنهت الميمني هذا الفصل بالسبب الخامس للضياع ألا وهو ضعف الوازع الديني لدى المرء، وركضه وراء المغريات والشهوات من لذائذ الدنيا الفانية ، ناسيا ومتناسيا علاقته بربه وعباداته التي تقربه من خالقه من صلوات وأذكار وقراءة القرآن الكريم ودعاء في كل حين، بالإضافة إلى طاعة الوالدين والاعمال الطيبة والخيرة من الصدقات ومساعدة الآخرين التي تقوي المرء من داخله قبل خارجه .
ثم وصت الميمني الحضورمن المدرسات والطالبات على الاكثار من 5 أشياء رئيسية لا غنى عنها للوصول إلى النجاح والتفوق في الحياة منها أولا القراءة التي تفتح أبواب المعرفة ومناهل العلم ، فأول آية نزلت بالقرآن توصي وتأمر بالقراءة لأنها الوسيلة الرئيسة والوحيدة لتثقيف العقل وتنميته، ثم الأمر الثاني الكتابة ومزاولته سواء للتذكير أو النشر ، فكتابة وتدوين ما يتم تلقينه هو أفضل طريقة للاحتفاظ بالمعلومات لأن العلم صيد والكتابة قيد كما يقال ، وثالثا لابد الاكثار من السؤال والاستفسار في كل ما هو مبهم وغير واضح حتى تتضح الرؤية ، فمن لا يسأل لا يفكر ومن لا يفكر لا يسأل، الامر الذي يليه هو المبادرة والاقدام على أداء الشيء، ثم التطوير من النفس وصقلها دوما
فالناجحون يرون الفرصة في كل عائق والفاشلون يرون العوائق في كل فرصة.
تكريم سميّة الميمني
واختتمت الميمني هذه الدورة التدريبية من خلال عرض مجموعة كتب تنصح الجميع بقراءته، مثل كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني ، وكتاب افعل شيئا مختلفا وكتاب آخر دع القلق وابدأ الحياة وغيرها ، وتخللت الدورة بعض التمارين والتدريبات العملية التي كسرت جمود الروتين ، وتم فتح باب الأسئلة للرد على استفسارات الحضور ، ووصل عدد المتواجدين في هذه الدورة إلى 120 شخص من الطالبات والمدرسات من مختلف الأقسام بالإضافة إلى بعض الحضور .
وقدم كافيه غلوريا جينز وهو كافيه استرالي ضيافة مجانية رعاية لهذه الدورة ،حيث اشتمل على مشروبات باردة ولذيذة للطالبات والمدرسات وكذلك كوبونات مجانية كهدايا للحضور بإمكانهم صرفها في مقرات غلوريا جينزكوفيز في كل من سوق شرق وأبراج المنشر.
وتم تكريم المحاضرة سمية الميمني من قبل مدير المدرسة الاستاذة نورية العسعوسي ومدرسات قسم العلوم في ثانوية سلوى للبنات ، وشكرت الميمني المدرسات على هذا الجهد الكبير كما تذكرت أيام دراستها الثانوية التي مضت في هذه المدرسة وكانت من أروع المراحل الدراسية .