منذ نعومة أظافرنا ومنذ دخولنا للمدرسة ونحن ندرس عن الفصول الأربعة الصيف الخريف الشتاء والربيع، وكنا ندرس مزايا كل فصل وصفاته. ومن الفصول التي تتصدر المشهد دائما فصل الصيف والربيع، حيث إن الصيف يستمتع الناس في البحر وفي الشواطئ الجميلة حول العالم وبحمامات الشمس والملابس الملونة الجميلة، أما بالنسبة للربيع فكان دائما يرتبط بجمال الورود والأزهار والجو المعتدل. بينما فصل الخريف كان مظلوما ودائما يستخدم ككناية عن كبر السن وبداية الشيخوخة وانتظار الموت.
راهنوا، وخسروا. ثبّطوا، وتفاجؤوا. مَن كان يصدق أن الجماهير العربية طويلة النفس إلى هذا الحد؟ وهي الجماهير المجرَّبة قبلا؛ جماهير غضوب سريعة الاشتعال، وسريعة الانطفاء أيضا.
رأينا الجماهير العربية تقاطع البضائع الدنماركية في أزمة "يولاندز بوستن" عام 2005، وتقطع البضائع الفرنسية في أزمة "شارلي إيبدو" عام 2020. ثم عادت ريمة لقائمة التسوق القديمة، تنتهبها الاستهلاكية وتتحكم بها قوى السوق. لكن ريمة -أو الشعوب العربية- أظهرت هذه المرة سلوكا يستحق الالتفات والدراسة، ليس لأنه ينم عن ثبات وإرادة، بل لأنه ينم عن تغير سلوكي طويل المدى، تغير لا يحدث إلا لأن هناك أشياء تغيرت في البنية النفسية للإنسان العربي. مؤشر مبشر يستحق الالتفات.
إنّه الوحش! هناك مَن أخرج وحش فرانكنشتاين من مختبر التجارب، وأطلقه ليجوس بين بني آدم. صار وحش فرانكنشتاين... أعني الذكاء الاصطناعي التوليدي في متناول أيدي الجميع، حتى الأطفال. كانت تجارب الذكاء الاصطناعي في متناول أيد قليلة، ثم جاءت شركة OpenAI، ولأسباب بعضها اقتصادي وكثير منها غامض، وقررت أن تتيح منتجها ChatGPT للعامّة. بين ليلة وضحاها، ماجت البشرية، وتخلخلت طرائق التعليم، وصار البعض يشعر بتهديد مُحْدق ليس لوظيفته وحسب، بل لهويته وكينونته أيضاً. وبعدما كان المرء منا يفخر بما يتقنه ويَعده مجالاً لموهبته وخبرته، صار يشعر أن هناك مَن يعمل عمله، ولكن بشكل أسرع وأكفأ، ومجاناً أحياناً! وحينئذ، بدأ سباق خدمات الذكاء الاصطناعي، وجهدت الشركات ينافس بعضها بعضا. إمكانات الذكاء الاصطناعي مرعبة، وأقولها ذماً لا مدحاً.
منذ صغري وأنا أعشق السفر والترحال، فكلّ تفاصيل السفر تسعدني من التخطيط إلى الاستعداد إلى مرحلة إعداد حقيبةالسفر إلى مرحلة إنهاء إجراءات السفر ومن ثمّ الفندق ومن ثمّ التخطيط للرحلات داخل الوجهة السياحيّة، هناك دائما متعة ولذّة في كل شيء بل فائدة في كل خطوة، وهناك مشاعر حزن كانت تتولّد لدي عند انتهاء الإجازة والعودة إلى الوطن. وأنا صغيرة كنت أعتقد أنّها مشاعر طفوليّة ستنتهي عند الكبر.
في هذا الصيف كنت في زيارة إلى منطقة البحيرات في بريطانيا، وهناك حجزت في رحلة لرؤية العشر بحيرات الموجودة في تلك المنطقة، وأثناء الرحلة توقّف بنا المرشد السياحيّ عند حديقة دفن فيها الشاعر المشهور William Wordsworth. وعند مدخل الحديقة كان هناك مخبز صغير لبيع بسكويت الزنجبيل Bread، ولقد تفنن المرشد السياحيّ في وصف هذا البسكويت وكيف هو من ألذّ المخبوزات في هذه القرية Casmary وأننا يجب أن نتذوّقه لأنّه وصفة شهيرة اشتهرت بها هذه القرية، ووجدت طابورا طويلا مصطفًّا لشراء هذا البسكويت فقلت في نفسي لا بد أنّه لذيذ جدّا فوقفت معهم في الطابور حتى أشتري هذا البسكويت، وعند وصول دوري سألتني كم قطعة تريدين؟ فطلبت ٦ قطع وذلك بناء على كلام المرشد ورؤية كل هؤلاء الناس الواقفين بالدور لشرائه، وبعد الشراء والتجوّل في الحديقة ورؤية قبر الشاعر المعروف Wordsworth. ركبنا الحافلة مرّة أخرى للانتقال إلى مكان آخر وأثناء جلوسي في الباص مددت يدي إلى داخل الشنطة لأتذوّق بسكويت الزنجبيل وأنا أمنّي نفسي بالطعم اللذيذ الذي سيدخل فمي، ومع أوّل قضمة لسعتني حرارة الزنجبيل ولكني واصلت المضغ مدّة، ثمّ قلت لنفسي امم إنّه ليس بتلك اللذّة التي وصفها، فهو كطعم أي بسكويت عاديّ، وربّما لدينا في الكويت ما هو ألذّ منه بكثير، لم أكملها، ووضعتها داخل الكيس مرّة أخرى، ثم وضعتها في الشنطة.
يحتفل العالم في 23 يونيو من كل عام باليوم العالمي للخدمة العامة، وذلك تكريمًا لجهود الموظفين العموميين في جميع أنحاء العالم، وتقديرًا لمساهماتهم في بناء المجتمعات وتقدمها.
وتعود جذور يوم الخدمة العامة إلى عام 2003، عندما صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتخصيص يومٍ سنويٍ للاحتفال بجهود الموظفين العموميين.
جاء هذا القرار إيمانًا من قبل الأمم المتحدة بأهمية الخدمة العامة ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الحكم الرشيد وتحقيق الازدهار لمختلف المجتمعات، كان هذا القرار نتيجة لجهود في هذا الصدد، من أبرزها:
أولا: بدأت فكرة الاحتفال بيوم الخدمة العامة تتبلور في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، من خلال نقاشاتٍ ومبادراتٍ دوليةٍ مختلفةٍ، ركزت على أهمية دور الموظفين العموميين في التنمية.
ثانيا: أصدرت الأمم المتحدة في عام ١٩٩٨ تقريرًا بعنوان "الخدمة العامة في القرن الحادي والعشرين"، دعا إلى اتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ لتحسين أوضاع الموظفين العموميين وتعزيز قدراتهم.
فقد الوطن العربي شاعراً كبيراً متميزاً، هو الأمير بدر بن عبدالمحسن آل سعود.
فارس من فرسان الشعر، ترجّل عن صهوة جواده، تاركاً إرثاً محفوراً في الضمائر بِرقّة معانيه الأصيلة وسلاسة ألفاظه اللطيفة، التي جعلت من (اللهجة الخليجية) النقية نبعاً نابضاً يتدفق من قلب صحراء الجزيرة العربية إلى بقاع العالم العربي والناطقين بالعربية.
كان شعره يسيراً نقياً كالماء الزلال وأصيلاً كنفائس الخيل العربي الأصيل.
رحم الله الفقيد، وأبدله عن هذه الدنيا جنة الخلد، وأسكنه فسيح نعيمها، وجعل السكينة والرضوان وشاح محبّي شخصه وشعره وأخلاقه وكل من عرفه من قريب أو بعيد..
نِعْم الرجل ذلك الشاعر المتميز الذي حاز على احترام متابعيه، والذي أثرى الشعر بقصائده التي انسابت إلى عتبات الرقيّ النادر في إطار الصياغة واللفظ والمعنى.
الصفحة 1 من 432