من أين ابدأ لا نور ولا أمل
ضيعتُ أزمنتي مذ ضاعت السبل
ياليتني ماتركتُ الحلم في شغفي
وما عصاني فؤادي نازفٌ خضل
يا ميُّ يا ورقاً بالغصنِ قد بانا
جاءَ الخريفُ على الأغصانِ عطشانا
قد هدهدَ الريحَ بالأشجارِ وشوشة
يحكي صداها رفيفٌ بات حيرانا
وقد سقطتِ من الأغصانِ أحجيةً
من القصائدِ كم تشجينَ ولهانا
مالي ومال الهوى ، ماكنتُ ظمآنا ... وقد أخذتُ من الأغصانِ مالانا
وقد عصرتُ من الأزهارِ ميسمها ... لمَّا شممت بها فلاً وريحانا
مالي وقافية لو كنتُ أكتبها ... أرمي بها وجعي جرحا وأحزانا
لكن َّ بي سخط في كل زاوية ... من المكان الذي ما زرت أزمانا
سلامٌ على وجهك الآفلِ
على جدثٍ ضمَّهُ ذابلِ
سلامٌ عليك صباحَ مساءَ
سلاماً يزيد ضنى الذاهلِ
أخي، لَكَ أنْ تَقْرَأ وَجْهَ الوَجيعَةِ عَلى أرَقِّ مَلامِحي، لَكِنْ لا تَسَل.
لَقَدْ قَرَنْتَ سَعْيي فيما جَمَعَتْ يَدايَ بَينَ العَطاءِ الفَسيحِ وَتَضَرُّمِ مُهْجَتي بِالزَّهْرِ المُتَفاوِحِ.
كُنْتُ أُحْسِنُ الظَّنَّ بِالدُّعاةِ المُتَقَلِّبينَ حَتّى تَأرْجَحوا أمامي عَلى ظُهورِهِمْ.
أخي.. تَماسَكْتُ شَمَّاءَ كَما عَهِدْتَ ذاتَ البَسالَةِ فَوقَ حِرابِ البَرْقِ وَهُتافِ المُتَصائِحينَ في سَماءِ المَمالِكِ.
إنَّ وُجودَ الإنْسانِ كَحَقيقَةٍ، نُسِجَتْ فيهِ الرّوحُ بِالجَسَدِ، لا يتَكامَلُ إلّا إذا مَرَّتِ النَّفْسُ البَشَريَّةُ في دَهاليزِ التَّجْرِبَةِ الإنْسانيَّةِ.
إنَّ اللهَ تَعالى لَمْ يَخْلُقْ شَيئاً عَبَثاً، فَمِثْلَما يَدْفَعُكَ الجَهْلُ إلى مَدارِجِ المَعْرفَةِ، فَكَذَلِكَ يَحْيا (قَلْبُكَ) بِالآلامِ.
قَدْ تَسْألُني: كَيفَ؟ فَأقولُ: إنَّ الألَمَ يَدْعوكَ لِلتَّفَكُّرِ والتَّحَمُّلِ والصَّبْرِ، إنَّكَ بِصَبْرِكَ لَتَرْقى إلى (حِكْمَةِ المَعْرفَةِ العَظيمَةِ) الَّتي خَلَقَها اللهُ تَعالى، فَإذا لامَسَتْ هَذِهِ الحِكْمَةُ روحَكَ، فَإنَّكَ تَحْظى بِاللَّذَّةِ الحَقيقيَّةِ الكامِلَةِ لِوُجودِكَ.
لَنْ أقولَ لَكَ أنْ تَتَجَلَّدَ وَتَصْبِرَ حينَما تَتَألَّمُ؛ لِأنَّكَ لَنْ تَسْتَطيعَ ذَلِكَ حَتّى (تَتَفَكَّرَ)، فالأُمورُ تَأْتي تِباعاً: التَّفْكيرُ - التَّحْليلُ - المَعْرِفَةُ، وَمِنْ ثَمَّ القَناعَةُ، ثُمَّ التَّجَلُّدُ والصَّبْرُ.
بعد يأسٍ وارتيابِ طرَق المِرسالُ بابي
جاءَ...في عينيهِ أخبا رٌ وفي فِيهِ اضْطرابي
قالَ مَنْ تهوَى عليلٌ وهو في أرضٍ يبابِ
يتلوّى من حَنينٍ وبلاءٍ وارْتعابِ
الصفحة 1 من 5