نظم كافيه غلوريا جينز كوفيز في سوق شرق حفل توقيع كتاب بعنوان " ثمن الحرية " من تأليف الأستاذة نبيلة التغيمشي ، وقدمت الأمسية الإعلامية سمية الميمني والتي في بداية حديثها رحبت بالحضور ، وأوضحت الميمني رسالة الكافيه في دعم المجتمع وتطوير أفراده من خلال تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة التي تصب في مصلحة زواره ، كما أضافت أن غلوريا يجنز يهتم بالجانب الثقافي بشكل خاص ويسعى إلى إضافة النكهة الثقافية في قهوته من خلال استضافة هذا النوع من الفعاليات .
ثم عرفت الميمني الجمهور بصاحبة الكتاب الأستاذة نبيلة النغيمشي الإعلامية ومقدمة برنامج تحت الظل على قناة الوطن، وهي شخصية تربوية لها العديد من البحوث والدورات في مجال الشخصيات والسلوكيات، وعرضت النغيمشي تجربتها في إصدار كتابها الأول وهو كان عبارة عن بحث الذي قدمته لرسالة الماجستير عن الشخصية التسلطية ، ومكامن هذه الشخصية في داخل كل منا ، حيث قالت النغيمشي : نبدو من الخارج أحرارا منطلقين ،، ولكننا من الداخل نعيش أسرى مقيدين بقيود من أشخاص متسلطين!! تسلحوا بالعادات والتقاليد والموروثات الاجتماعة التي لا تتفق مع الأديان ،، فتخيل نفسك عزيزي القارئ حراً بلا قيود.. وكيف ستكون حالك؟
من خلال هذه المقدمة التي تطرح سؤالا مهما فتحت النغيمشي أبوابا كثيرة حول الحياة الحالمة المليئة بالسعادة والعيش الهانئ والشعور بالأمان، وكيف لنا أن نعيش كشخصيات متزنة تتمتع بالحرية وتقبل على التعامل مع الآخرين دون خوف أو حرج ، وهذا لن يتم دون الولوج إلى رؤية النفس من الداخل، لأننا قد نكون المتسببين الرئيسيين بكل الآلام التي نشعر بها دون أن ندرك ذلك.
إن للحرية ثمنا يدفعها الإنسان للتخلص من سيطرة الآخرين، ويبدأ بتنفس الصعداء!! ذلك أن الحياة مليئة بأشخاص متسلطين ضعاف النفوس يعطلون أهداف الآخرين ويغتالون الأحلام ويبسطون سلطتهم على الضحايا الذين يمثلون الشخصيات الضعيفة التي تنازلت عن أحلامها وإنجازاتها خوفا وطمعا في إرضاء المتسلط المهيمن عليها، لتعيش حياة استعباد مليئة بالقهر والشعور بالدونية والإذلال .
وأضافت النغيمشي عندما تتصفح الكتاب «ثمن الحرية».. تدرك أن الإنسان حين يفقد بوصلة الصواب والخطأ في التصرف إنما يعصف بحياته للدمار .. ففي الحياة الزوجية وهو صلب الموضوع في الكتاب نجد أن الكثير من المشكلات الزوجية يكون سببها «الشخصية التسلطية» لأحد الزوجين، وتصبح العلاقة بينهما قائمة على الفائز والخاسر أو من هو القائد؟ وتبدأ بينهما معركة كسر العظم لإرغام الآخر على الخضوع، إن التنافس والتسلط في الحياة الزوجية مفاهيم خاطئة يجب استبدالها بالمحبة والرحمة والتشجيع والدفع إلى الأمام، لأن المنزل المليء بالمحبة والدعم يحقق السعادة والأمان للآخر، بل يطلق الأجنحة للتحليق في فضاء السعادة .
ومن خلال أسئلة ومشاركات الجمهور والإعلاميين أجابت النغيمشي على استفساراتهم المتنوعة وقامت بتقديم شرح واف عن الشخصية التسلطية الخطيرة، التي تعمل على الإضرار بالآخرين دون الشعور بالرأفة عليهم والتي تتحول إلى شخصية نرجسية أنانية تتمتع بذكاء عال قادرة على تبرير أفعالها للضحايا، وفقا لبند العادات والتقاليد والموروثات، إنها شخصية يتعظم لديها الذات لتهدم كل أسوار المحبة والإلفة في الحياة الزوجية ، ليتحول السكن والمودة إلى سجن يعتقل كل أحلام الساكنين وخاصة الأبناء الذين يعيشون في أسرة مليئة بالشقاء تغتال شخصياتهم وأحلامهم.
شملت هذه الأمسية الثقافية الكثير من المناقشات حول العادات والتقاليد الموروثة التي تقيد الكثير من الأفكار الابداعية ، وتأسر التطورات والانتاجات الفكرية فقط لأجل قيود فكرية لس لها من الدين أي صلة ، كما تحدثت النغيمشي عن دور المرأة المسلمة المعاصرة في تربية الأبناء والتعامل مع الزوج من خلال الاخذ بتغيرات العصر وانفتاح العالم .
وفي ختام هذه الجلسة تذوق الجميع قهوتهم المفضلة من غلوريا جينز ولكن مع وجبة ثقافية مميزة بنكهة الحرية ، وقامت النغيمشي بتوقيع الكتاب وتوزيعه للجمهور الحاضر .
{gallery}galleries/thaman_alhourriyah{/gallery}