يُقدِّم محترف كيف للفنون المسرحية عرض "البرمائي" تعبيرا عن تكريمه للراحل غازي القصيبي حيث يدور عرض (البرمائي) حول رجل مدع لا يبالي بسرد الاكاذيب ويعيش حالة نفسية متغيرة يمر بمجموعة من الشخصيات متقلبا بينها إلا أنه يظل الكاذب والمدعي ويتمادى في ذلك الكذب ضمن تسلسل الحوار. وتوجه المسرحية الكثير من الإسقاطات على الأوضاع المحلية والعربية على كثير من المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، المسرحية مستوحاه من الرواية العربية الشهية (أبو شلاخ البرمائي) للأديب الراحل غازي القصيبي الذي يكرمه المحترف من خلال تقديم التجربة المسرحية "البرمائي" ضمن تجارب المحترف البحثية في الفنون حيث تمت صياغة الخطاب الروائي ليتناسب مع الفن المسرحي محتفظا بفحواه من خلال رؤية دراماتورجية لياسر مدخلي فجعل مكان المسرحية استديو إذاعي بدلا من كونه حوارا صحفيا.
و بطولة المسرحية لزياد السلمي و تدور أحداث المسرحية بين مذيع وضيف في برنامج إذاعي حيث يتورط المذيع بضيف جاء بمحسوبية فرضته على البرنامج الحواري المباشر ، الضيف هو البرمائي المدعي بأنه يعلم كل شيء عن كل شيء ولا يعجزه سؤال.
هذه المسرحية من نوع الديودراما تنتمي للمذهب التجريبي حيث تمتزج بين التعبيرية والرمزية والعبثية وبرغم أنها مستوحاة من رواية إلا أن المدخلي كثَّف النص واختصر فيه للتركيز على قضايا محددة مما يخدم التجربة المسرحية التي ينوي بحثها والمعتمدة على تساؤل رئيس يبحث عن علاقة الجمهور بالإيقاع العام للمسرحية خصوصا إذا ما اتيحت له الفرصة للمشاركة الحوارية أثناء المسرحية لرصد مدى تفاعل الجمهور لرفع رثم المسرحية ومحاولته للتحكم بإيقاعها من خلال إتاحة الفرصة له بالمداخلات الهاتفية (عبر مكبر الصوت)، والتجربة العميقة لم تثن المخرج عن طريقته في استخدام السينوغرافيا الفقيرة فالديكور كان عبارة عن طاولة وكرسيين وإكسسوارا واحدا هو مايكروفون واقتصرت الإضاءة على مصباح واحد.
ويقول المدخلي : عندما قرأت الرواية لأول مرة لم يدر في بالي تقديمها كمسرحية لأنها سردية طويلة وبين شخصيتين لكن بعدما تبلورت التجربة المسرحية في (كيف) أصبحت أبحث من خلال التجربة المسرحية عن بعد المعايير والمحددات التي تدعم تصميم نموذج مسرحي يحقق علاقة أكبر بين فنوننا وهمومنا وله ملامح من هويتنا، الحقيقة أني اشتغلت في هذا العمل في ورشة الإعداد والدراماتورجيا مع صديقي الفنان محمد بحر الذي أشرف على الورشة إداريا وقمت أنا بالعمل على النص ثم قام بدراسته والاطلاع على الرواية ومن ثم قمت أنا من هلال البروفات والتدريبات المسرحية بالتركيز على التجربة خصوصا بعد تقديمنا مجموعة من التجارب والأبحاث التي درست فيها طبيعة الجمهور لتلقي نوع المسرح الجديد وأسلوب (الكيف) الذي أشتغل عليه منذ سنوات بالمزاوجة بين النخبوية والجماهيرية.
وتعتبر كيف اليوم كيانا مسرحيا مهما ومؤثرا في الحركة المسرحية حيث برزت مؤخرا كمحترف يحتضن قسمي الفرقة المسرحية وقسما للحرفية المسرحية بجانب الأقسام الإدارية والإعلامية و"كيف" تبشر بظهور حراك مسرحي شبابي مختلف عن السائد حيث يؤكد رئيس مجلس الإدارة الفنان وائل سليمان أن جميع أعمال "كيف" تهتم بالجمهور(المجتمع) كعنصر محوري للعملية المسرحية المنتجة، فنحن نهدف إلى تصميم نموذج مسرحي مميز له هوية خاصة من خلال إشراك الجمهور في التجارب البحثية التي يشرف عليها ويصممها الزميل ياسر المدخلي منذ تأسيس المحترف كفرقة ويتمنى أن يجد المحترف التقدير والدعم محليا خصوصا وانه وصل إلى مكانة جيدة وسمعة طيبة على مستوى الوسط المسرحي العربي ويؤكد سليمان أن المحترف يسعى نحو تحقيق غايته وهي رفع مستوى الوعي المسرحي لدى المشتغلين في الفنون المسرحية وخلق حراك مسرحي ونقدي بجدة.
ويقول زياد السلمي بطل المسرحية أنها تعد خطابا اجتماعيا عميقا وبقدر صعوبة التصميم المسرحي إلا أني أعتقد أننا قد وُفقنا في تقديمه بشكل يليق بالتجربة وبجمهورنا وغاية هذا المحترف متقبلين النقد برحابة صدر ونعلم أن الجدلية حول المسرح مستمرة.وأشكر "كيف" على هذه الفرصة التي حققت لي الكثير من التطور والتغيير وشكرا بشكل خاص لياسر مدخلي وما يقدمه من نشاط على المستوى المسرحي والاجتماعي فضلا عن كونه من أهم المسرحيين الذين يصممون التجربة المسرحية بنموذجية وحرفية مميزة.
يذكر أن كيف قد احتفلت بعامها الخامس مؤخرا وقدَّمت العرض المسرحي (التاج بين أوديب وهاملت) بمناسبة اليوم العالمي للمسرح وأحيت احتفالية بمناسبة يوم الأرض 2011بمسرحية (friends of the earth) باللغة الإنجليزية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله وشركة أفيردا العالمية .
فريق المسرحية:
1. مستوحاة من رواية "أبو شلاخ البرمائي" للاديب الراحل غازي القصيبي
2. دراماتورجيا وإخراج: ياسر مدخلي
3. بطولة : زياد السلمي
4. إدارة مسرحية وإنتاج : عبدالرحمن الشمراني
5. التنسيق الإعلامي : ناصر عسيري
6. المدير الفني : محمد بحر
مكان العرض : مسرح المكتبة العامة بجدة
العرض الأول : الإثنين 4/7/1432هـ 7يونيو2011
الساعة التاسعة مساء
إنتاج: محترف كيف للفنون المسرحية