الكويت وماليزيا والإمارات وتركيا ومصر ولبنان وغيرها هي البلاد التي تطرقت لإبداع بعض أبنائها ، فالمسلم أحق بالاحتفاء والانتفاع بإبداع أخيه المسلم من سواه من الناس لأن رابطة الإسلام أقوى وأبقى من الروابط الأرضية الفانية ، والشاعر المسلم يقول في هذا المقام :
أبي الإسلام لا أب لي سواه إن افتخروا بقيسٍ أو تميم
وليسمح لي القارئ العزيز بأن أتابع معه نماذج جديدة من إبداع إخوة وأخوات يستحقون منا كل تقدير وامتنان : - منظمة توستماسترز الدولية : هي منظمة تطوعية غير ربحية تأسست في ولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 1924 م على يد د. رالف سميدلي ، لتقوم بتنمية مهارات التواصل مع الآخرين والصفات القيادية لدى بني الإنسان على اختلاف أجناسهم وجنسياتهم ومعتقداتهم ، وهي تقوم بذلك عبر التوسع في إنشاء أندية لها في كل مكان حول العالم تجد فيه أفكارها القبول والاهتمام ، حتى بلغ عدد فروعها الآن حوالي 8900 ناديا وبمجموع منتسبين ناهز 175000 عضوا عاملا !
قد تتساءل أخي القارئ عن علاقة مثل هذه المنظمة الدولية بمجموعة مقالاتي التي تتناول نماذج من المبدعين المسلمين ، وللإجابة على ذلك أقول : لقد أتيحت لي الفرصة قبل فترة وجيزة للتعرف على أحد الأندية الثمانية التي تأسست في وطننا الحبيب ، فرأيت العجب العجاب من حماس وتفاعل القائمين على هذا النادي من أمثال: السيد عبدالله المهدي محافظ المنظمة في دولة الكويت والسيد نوفل المصارع مساعد المحافظ ورئيس نادي القرين توستماسترز والسيد سالم العبدالهادي نائب الرئيس للشؤون التعليمية في نادي القرين ذاته .
وقد زادتني مشاركة أناس فضلاء أعرفهم – وإن لم يعرفوني – في أفرع هذه المنظمة التطوعية إعجاباً ووثوقاً بهذه الفكرة الرائدة من أمثال : الدكتور عادل اليوسفي ذو النشاط الخيري البارز والعطاء الوطني المميز والأستاذة سلمى العيسى ذات التاريخ النقابي الحافل والعمل التطوعي المستمر وغيرهم ممن لم يتسن لي أن أجلس معهم وأستفيد من خبراتهم .
ولعلكم - إخواني وأخواتي القراء - تجدون في وقتكم متسعاً وفي أنفسكم طاقة للإشتراك في هذه النوادي التي تعزز لدى المشترك فيها مهارات التواصل الإنساني والخطاب الجماهيري وغيرها من المعارف المفيدة والدروس النافعة ، وذلك من خلال مراجعة نادي القرين توستماسترز في الفترة المسائية بمركز إعداد القادة الكائن في منطقة الخالدية مقابل محطة الوقود .
- الأخ علي ذريان العنزي : أسلط الضوء هنا على شاب كويتي مبدع من عدة أوجه، فهو حافظ لكتاب الله عز وجل وخطيب جمعة متميز وشاعر طوع القوافي لخدمة أفكاره الطيبة ومنشد أطرب الأسماع وأنعش الأرواح بالكلمات الطاهرة والألحان الزاهرة وهو مع كل هذا وذاك متفوق في تحصيله العلمي ومبتعث من جامعة الكويت لإتمام دراسته العليا ، أعيذ أخي ( أبو الحسن ) بالله العظيم من شر حاسد إذا حسد ومن شر النفاثات في العقد .
ومدعاة ذكري للأخ / علي العنزي هو حضوري لأمسية شعرية رائعة قضيتها بصحبة جمهور كريم وعريف متمكن هو الأخ / سامي العدواني مساء يوم الجمعة 5/3/2004م الفائت وكان الشاعر ( أبو الحسن ) هو ضيفها ، أما عنوان هذه الأمسية التي عقدتها لجنة العمل الاجتماعي – فرع الفردوس بجمعية الإصلاح الاجتماعي فكان (سحر القوافي) ضمن سلسلة الجلسات الأدبية التي تعتزم اللجنة إقامتها بالجمعة الأولى من كل شهر ميلادي .
وقد أمتعنا هذا الشاعر المبدع بافتتاحية من نظمه في الثناء على الله تعالى وحمده ، أسمعنا بعدها جانب من شعر الجاهليين والصحابة الكرام والجن كذلك ، بل وطاف بنا إلى قصائد من شعر الحيوانات التي أتى بها الشاعر بشار بن برد وأمير الشعراء أحمد شوقي ، واختتم ضيف تلك الأمسية الرائعة جلستنا التي تمنيت أن تطول بمختارات من شعر المجانين ، مبيناً أن صنفاً منهم كان مجنوناً بحب أنسية مصيرها ومصيره الموت كمجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح والصنف الثاني كان مجنوناً بحب مولاه تبارك وتعالى كالزاهد الشاعر سعدون البغدادي .
كما لا يفوتني في هذا المقام أن أؤكد على أن هذا الإبداع ليس بمستغربٍ على من تنوعت إبداعاته وتعددت عطاءاته ، ففي ساحة النشيد الإسلامي قدم لنا شريطا تعليميا هو (الأغاريد في فن التجويد) وآخر أخلاقيا وسلوكيا هو ( رقائق الإمام علي كرم الله وجهه ) وثالثا في الزهد هو ( أين الملوك ؟ ) وغيرها كثير، ومن أشعار الأخ/ علي العنزي اخترت لكم البيتين التاليين :
دع الدنيـا لطالبهـــا لتسلم من معاطبهـا
ولا يغررك عاجلها وفكر في عواقبهـا
- موقع NO2STAR.COM الإلكتروني : ضمن سلسلة هزائم الأمة الإسلامية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية جاءت مصيبتنا هذه المرة إعلامية عبر مجموعة من البرامج التافهة والتائهة المستوردة حرفياً مما يسمى بتلفزيون الواقع أو Reality T.V من الثقافة الغربية شكلاً والغريبة مضموناً !
ولله الحمد فإن مصائب أمتنا الحبيبة تأتي دائماً محملة بإشارات النصر وقرب بزوغ الفجر ، ولعل الاستنكار الشعبي لهذه البرامج والذي انعكس بمظاهرات الأشقاء في مملكة البحرين وخطب ودروس الشيخ أحمد القطان وكتابات الداعية محمد العوضي والأستاذة الفاضلة سوسن الشاعر وتحليلات الدكتور مروان المطوع النفسية وآخرين ليعد نموذجا صادقا على ذلك .
ولكن أجمل أنواع إنكار هذا المنكر وأكثرها إبداعاً من وجهة نظري جاءت من خلال تلك المجموعة الطيبة التي أسست موقع NO2STAR.COM الإلكتروني ليكون بذلك أسلوباً جديداً وبديعاً من هؤلاء الشباب الذين عرفوا عن أنفسهم بقولهم : ( لعل كل ما يهمكم معرفته في الوقت الحالي أننا شباب عربي مسلم غيور على شباب وفتيات المسلمين من الانشغال بنقائص الأمور وترك متابعة حياتهم الدنيوية والأخروية ) .
وقد عدد هؤلاء الشباب المجهولون لنا والمعروفون يقيناً عند الله تبارك وتعالى أربع طرق لمساندة أهداف موقعهم الإلكتروني وتخفيف أضرار برنامج ( ستار أكاديمي ) وما على شاكلته من برامج وهي : أولا - الامتناع عن المشاهدة أو التصويت فيها وهذا هو الشيء الأهم وثانيا - إذا كنت من أصحاب المواقع الإلكترونية فيمكنك وضع الروابط والصور المقترحة فيه وثالثاً - الكتابة في المنتديات الحوارية حول أضرار تلك البرامج وجعل توقيعك بها من أحد روابط أو صور هذا الموقع ورابعاً - توعية الأهل والأصدقاء إلى أضرار هذه البرامج وإيصال عنوان هذا الموقع مشافهة أو عبر الرسائل القصيرة SMS .
كل الشكر لهؤلاء المبدعين الذين يذكروننا بغيرتهم على الإسلام بأن (المستقبل لهذا الدين) وإن كره هذه الحقيقة ذلك الكاتب الليبرالي الذي جاهر بقول غريب مفاده أن الكويتي المشارك في هذا البرامج يعد نموذجاً للشباب الصالحين المصلحين الذين لم تؤثر بهم رياح التغيير !!
ختاماً أيها القارئ العزيز : إذا كنت مؤمناً بإبداع من ذكرت في هذه المقالة وسابقاتها فأعلم أن الإيمان ما وقر في (القلب) وصدقه (العمل) ، فما العمل المطلوب منا تجاه أبواب الإبداع المختلفة وتجاه هؤلاء المبدعين المسلمين ؟ يجيبنا على هذا السؤال الداعية والمفكر الإسلامي محمد أحمد الراشد قائلاً – بتصرف - : ( كن المبدع المسلم ، أو المجهز له ، أو الناظر إلى ما تقترف يده الملائكية ، لتفتح عرصات الحياة - أي ساحاتها - وتدق أبواب الحضارة ، ولا تكن الرابع فتتربع من بعد ما أردت لك المنطلق ) والله أكبر ولله الحمد .