بلغني أن المغنواتي راغب علامة أدلى بإفادة في صالح المرأة السودانية، عندما سئل في برنامج تلفزيوني عن أقبح النساء فقال: السودانيات!

وعندما سمعت بهذا تذكرت أبو العلاء المعري في حضرة الشاعر الكبير الشريف الرضي، الذي كان يكره أبا الطيب المتنبي بينما كان المعري يعتبره أشعر العرب، فقد سأل الرضي أعمى المعرة عن رأيه في شعر المتنبي فقال المعري ما معناه: لو لم يقل من الشعر سوى "لك يا منازل في القلوب منازل" لكفاه، أي أن تلك القصيدة وحدها تساوي مسيرة عمر كامل من الشعر، فهاج الشريف الرضي وأمر رجاله بضرب المعري ورميه خارجا، وسألوا الرضي عن سبب معاملته الفظة لرجل ضرير فقال: أنتم لا تدرون ماذا كان يعني ذلك "الخبيث"، فالقصيدة التي ذكرها فيها بيت يقول" وإذا أتتك مذمتي من ناقص/ فهي الشهادة لي بأني كامل"، فهل فهمتم كيف أدلى علامة بشهادة في صالح المرأة السودانية؟.. نعم أعترف بأنه قد لا توجد امرأة سودانية في جمال ودلال ونعومة ورقة و...... راغب علامة، ولكنني، ورغم أنني شاكر له ثناءه غير المباشر على المرأة السودانية، إلا أنني لا أعترف بأنه مؤهل للحكم على النساء السودانيات أو الكمبوديات لا من حيث الجمال ولا من حيث السلوك!! ثم إنني متأكد من أن علامة هذا (ولعل أهله كانوا موفقين في اختيار هذا الاسم لأنه علامة من علامات عصر الانحطاط العربي فنيا وثقافيا و........)، علامة هذا لم يقابل طوال حياته امرأة سودانية، لأن نساءنا لا يغشين الأماكن التي يغشاها علامة وبقية "المعلمين"... وربما بنى شهادته على المطربة الحلزونية جواهر وزميلتها ستونة التي ظهرت في أدوار ركيكة في بعض الأفلام المصرية، وهي كائن مدور قطره متر ونصف، لا تعرف وجهه من قفاه!! ولكن الحكم على نساء السودان قياسا بجواهر وستونة كالحكم على رجال لبنان قياسا على راغب علامة وهيفاء!! ثم إنه لا يهمني في كثير أو قليل أن تكون نساء السودان جميلات في عيون أبو علامة أو أبو نواس أو أبو دلامة، بل يهمني ويزعجني أن يخضعن للتقييم من قبل إنسان ضحل فج ركيك جهول، شهادته في كل شيء مجروحة،... وحتى لو كان صحيحا أن نساءنا في السودان قبيحات في نظر حجة الجمال والدلال راغب بن علامة الفهامة، فمن المؤكد أنهن كن سيبلغن ما بلغه علامة من نداوة وطراوة لو حصلن على نفس المساحيق والكريمات التي يحصل عليها علامة من فرنسا وإيطاليا لإثبات رجولته وفحولته!

ولكنني أعترف بأن النساء السودانيات متخلفات جدا!! هل تصدق يا راغب، يا بحر العلوم، ورمز الفحولة من صيدا إلى الخرطوم، أن امرأة سودانية اسمها مهيرة بنت عبود قادت الجيش الذي تصدى للغزو التركي للسودان!! ياي.. سافاج.. "متوحشي كتير"!! وعندنا اليوم في السودان سيدات مرتادات سجون أي من ربات السوابق،.. منهن واحدة اسمها وصال وهي زوجة شخص اسمه حسن الترابي يظهر بين الحين والآخر في الفضائيات التي لا تشاهدها يا علامة، وعندنا فاطمة أحمد إبراهيم.. هذه مرعبة، فهي لا تخاف من شرطي ولا من قاضٍ، وأعدموا زوجها ولم تسكت، ولدينا سارة المهدي وهي زوجة شخص اسمه الصادق المهدي (يظهر أيضا في الفضائيات التي لم يسمع بها علامة) ودخول السجن عندها أسهل من دخول الفنادق... وفي عام 1964 عندما تصدى طلاب جامعة الخرطوم لقوات الأمن التي أطلقت عليهم الرصاص كانت تتوسطهم طالبة اسمها دينا شيخ الدين، ومن فرط تخلفها فقد صارت بروفسورة في جامعة أمريكية ولديها مكتب محاماة في أمريكا يدر عليها الملايين ولكنها لم تسمع بشانيل ولا إيف سان لوران!! نصيحة أخيرة للمغنواتي: لا تتكلم لا عن النساء ولا عن الرجال،.. بل فقط عن من هم بين بين!

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية