وممـا زادني شـرفــاً وتيهـــا ،،، وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ،،، وأن صيرت أحـمد لي نبيـا
وأبدأها بمشيئة الله سبحانه من الكويت مروراً بأمريكا وانتهاءً بالهند : - نادي كنوز للقراءة بدولة الكويت : تأسس هذا النادي في صيف عام 2000م ليستقبل الأطفال والنشء من سن 4 إلى سن 13 في لقاء أسبوعي يتجدد كل يوم خميس ودورات صيفية تستمر الواحدة منها لمدة ستة أسابيع ، وذلك لتعليمهم أسس القراءة الصحيحة وتحبيبهم في الكتاب والمكتبة بطرق ممتعة ومبدعة .
بدأت الفكرة لدى الأستاذة الفاضلة أنيسة الجارلله مؤسسة النادي ومديرته من خلال تجربة بسيطة كانت تقوم بها مع بنات وأولاد عائلتها وصديقاتها المقربات ، ثم نمت الفكرة وترعرعت ليستفيد منها ستمائة طفل من جيل المستقبل الواعد بإذن الله تعالى .
وتقوم المبدعة / الجارلله منذ ذلك الحين بالإشراف على أنشطة هذا النادي ومحتواه العلمي ، كما قامت جزاها الله خيرا بتوفير المقر الملائم وضمان تجهيزه من كافة النواحي المادية والإدارية ، علماً بأن نادي ( كنوز ) يضم غرف مطالعة متعددة مزينة بالألوان الزاهية ومزودة بالألعاب اللغوية والعلمية الممتعة ، بالإضافة إلى مختبر خاص للتدرب على الحاسب الآلي .
النادي يهدف ليكون ( انطلاقة الطفل الممتعة نحو عالم القراءة والصداقة الدائمة مع الكتاب ) كما هو واضح من شعاره ، وشخصياً أظن بأنه قد اقترب كثيراً من تحقيق أهدافه عبر جهد المشرفات القائمات عليه اللواتي يقرأن القصص لبعض الأطفال ويتابعن برامج الاستعارة المنزلية للبعض الآخر ، بل ويقمن مشكورات بتنمية الروابط الأسرية عبر حث الآباء والأمهات على القراءة لأطفالهن في البيت .
ويكفينا التعرف على الطفلة التي حاولت إقناع أهلها بعدم السفر صيفاً كي لا تنقطع عن الكتب والقصص ، أو الطفل الذي أجبر أهله على الرجوع من الشاليه كي لا يغيب عن النادي وآخرين غيرهما ، حتى ندرك حجم الإنجاز الذي حققه هذا النادي ، من خلال تحويل شعور الملل والكآبة الذي يرتبط عادة وللأسف الشديد بالقراءة إلى إحساس بالتسلية والتحدي !
كل الشكر لهذه الأستاذة الكويتية التي قدمت لنا دروساً في الإبداع ، وحلولاً لمشاكل الآباء القلقين من ضعف عادة القراءة ومهارات اللغة لدى أطفالهن ، وقد سعدت كثيراً بالتواصل مع أسرة نادي ( كنوز ) التطوعي وغير الربحي ، وأدعوكم للاستفادة منه أيضاً على هاتف 4848959 أو بريده الإلكتروني
وننتقل من هذا النادي الكويتي المميز إلى موقع أمريكي مسلم على شبكة الإنترنت العالمية :
- موقع islamway.com الإلكتروني من الولايات المتحدة الأمريكية : أنشأه الشاب العربي المسلم عبدالله سعيد واثنين من أصدقائه عام 1998 ليكون وسيلة للدعوة إلى الله تعالى على شبكة الانترنت ، وقد لاقى الموقع إقبالاً كبيراً بهمة القائمين عليه أولاً ثم بجهود كافة المساهمين فيه تحريراً أو إعداداً أو ترجمة أو حتى تصفحاً .
ولم يقم مؤسسوه باحتكار الموقع أو نسبته لأنفسهم كما جرت العادة السيئة مع المشاريع العربية ، ولكنهم بتوفيق من الله سبحانه انضموا إلى التجمع الإسلامي في أمريكا الشمالية IANA ليحظى بإشرافهم ومتابعتهم .
وللتعرف على إبداع هذا الموقع الإلكتروني سأعرض الأرقام التالية : يزور الموقع ما بين خمسة آلاف إلى عشرة آلاف زائر يومياً ، ويحتوي على 3577 فتوى شرعية و 558 نشيداً إسلامياً و 626 مطوية ومقالة و 26011 محاضرة وخطبة و 7224 تلاوة قرآنية ، وتم بحمد الله إسلام العشرات بفضل موقع islamway.com فنال القائمون عليه بهذا بشارة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
أما خاتمة هذه الحلقة فهي مع المؤسسة الأكاديمية الإسلامية التالية :
- جامعة ندوة العلماء في الهند : وقد أنشئت قبل قرن من الزمن كي تقوم برسالة مفادها الحفاظ على الهوية الإسلامية وتنميتها في الهند ، هذا البلد الذي يعيش فيه ما يزيد على 141 مليون مسلم وهو عدد ضخم ولله الحمد ، ولكنهم لا يشكلون سوى نسبة 14% من مجموع سكان الهند البالغ عددهم 1.014.000,000 نسمة !
وتشكل هذه الجامعة القائمة في مدينة لكنهو مع زميلاتها : جامعة ديوبند ومدرسة الإصلاح والكلية الإسلامية في فانيا آبادي والجامعة العثمانية في حيدر آباد والجامعة الملية في دلهي أهم جامعات العلوم الإسلامية والمدنية للمسلمين في الهند ، وهي مؤسسات تحظى ولله الحمد بدعم الخيرين في دولة الكويت من وزارة الإعلام واللجان الخيرية والمحسنين الفضلاء .
وشعار هذه الجامعة العريقة والمبدعة هو ( الجمع بين القديم الصالح والجديد النافع ) ويعد المجمع الإسلامي العلمي ومجلس المشاورة من أهم إنجازات هذه الجامعة ، بالإضافة إلى مئات الكتب والأبحاث والإصدارات والخريجين سنوياً ومن ضمنها مجلة ( البعث الإسلامي ) الشهرية ومجلة ( الرائد ) النصف شهرية باللغة العربية ، وسأفرد بإذن الله مقالاً مستقلاً عن المسلمين في هذا البلد العريق .
ختاماً : أرجو أن تكون قد شاركتني - أخي القارئ - الشعور بالفرحة والتفاؤل بعد تعرفك على جانب من أعمال هؤلاء المبدعين المسلمين ، فهم من إخوة وأخوات ونوادي وجامعات يقدمون لنا بإبداعهم وعطائهم المستمر بإذن الله دروساً في تحدي ظروف الواقع من أجل خير الإنسان والأوطان .