الحمد لله رب العالمين الذي أكرمني بقضاء الفترة من الاثنين 23 إلى 27 فبراير 2004 الفائت في رحاب الديار المقدسة بمكة المكرمة ، وذلك لأداء مناسك العمرة والتمتع بصحبة آباء وإخوان أفاضل ، ضمن الوفد المشارك في عمرة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت / فرع الجامعة السنوية والتي أقيمت هذا العام تحت اسم (عمرة الأوابين) جعلنا الله وإياكم منهم . وطوال هذه العمرة – وسابقاتها اللواتي حظيت بفرصة المشاركة بهن – وأنا أسائل نفسي عن سبب نجاح مثل هذا النشاط الإيماني والثقافي والترويحي السنوي الذي يقيمه الاتحاد ، وأظن إجابة هذا السؤال تتمثل في مجموعة من الأسباب المجتمعة التي أرى أثرها واضحاً من خلال الإقبال الجماهيري المتواصل منذ عام 1980 وحتى الآن على هذه العمرة السنوية ، والتي تحظى بدعم كريم من سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد حفظهما الله ، ومن تلك الأسباب ما يلي :
أولا – تيسير وتوفيق الله عز وجل : ولعل من دواعي نزول هذه البركات الربانية على هذا المنشط هو الجهود الحثيثة التي يبذلها كوكبة من الشباب والفتيات ، حين يضعون أنفسهم بخدمة إخوانهم وأخواتهم الطلبة ومحارمهن ومرافقيهم من المعتمرين والمعتمرات .
ولا تكون هذه الجهود خلال فترة العمرة فحسب بل نراها تسبق العمرة بما يقارب الشهرين للتجهيز والإعداد مما يجعلهم يضحون بكثيرٍ من أوقات الدراسة والراحة ! فجزاهم الله خيراً على تيسيرهم لهذه الطاعة وحسبهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الدال على الخير له مثل أجر فاعله ) .
ثانياً – الخبرة المتراكمة : فتنظيم هذه العمرة سنوياً منذ 24 عاماً وحتى الآن كون لدى أعضاء ومتطوعي الاتحاد الوطني لطلبة الكويت / فرع الجامعة رصيداً جيداً من التجارب والدروس العملية المفيدة في تنظيم مثل هذا المنشط الجماهيري ، على ما يحتويه من تعقيدات إدارية والتزامات مالية وعقبات متوقعة بأي لحظة سواء من الطيران أو الفنادق أو خلافه .
ثالثاً – حيوية وحماس اللجنة المنظمة : فعمرات الاتحاد عموماً وعمرة هذا العام خصوصاً حظيت بلجنة منظمة من طلاب وطالبات جامعة الكويت تتقد نشاطاً من أجل منافسة سابقاتها بل والتفوق عليهم وأعتقد بأنهم قد نجحوا بذلك إلى حد كبير .
ولعلي في هذه العجالة أذكر بعضهم : الأخ خالد الرويشد رئيس الاتحاد ورئيس الوفد ، والأخ عبدالله الشامي رئيس اللجنة المنظمة ، والأخ محمد العبيدلي مدير اللجنة المنظمة ، والأخ أحمد العبيد مسؤول الاستقبال ، والأخ علي الحجي المسؤول الإعلامي ، والأخ أحمد الكندري المسؤول الثقافي ذو القصائد المعبرة والأناشيد الرخيمة التي طالما أشجت أسماعنا خلال هذه الرحلة الطيبة ، وكانت تصحب هذه الأسماء مجموعة أخرى من الطاقم الإداري الذين نقدم لهم الشكر فرداً فردا .
كما كان لوفد الطالبات لجنة منظمة موازية تقوم بالمهام على أكمل وجه ولا تقل همة وحماساً تحت إشراف الأختين الفاضلتين : ندى الخلف نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت / فرع الجامعة ، ونورة الجارلله رئيسة وفد الطالبات ، فالشكر موصول للجميع والأجر ثابت من الله بإذنه سبحانه لهؤلاء الإخوة والأخوات الأكارم.
أخي القارئ وأختي القارئة : كان هذا جانباً من أسباب نجاح وتميز هذه العمرة السنوية التي يقبل عليها المئات منذ أكثر من عقدين من الزمن وحتى الآن من أبناء وبنات كويت الإسلام والإيمان ممن يتمثلون بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ) وقوله عليه الصلاة والسلام : ( وفد الله ثلاثة : الغازي والحاج والمعتمر ) ، وبالجزء الثاني بمشيئة الله تعالى أستعرض معكم جانباً من المحتوى الثري والمضمون البديع الذي تضمنته هذه العمرة .