هذا هو السؤال الرئيس الذي نجح الكاتب د.ساجد العبدلي مشكوراً في إيصال إجابته لي ولمجموعة من الزملاء والزميلات ، الذين شاركوني حضور دورة (المقال الصحفي ) التي ألقاها الدكتور الفاضل ضمن فعاليات موسم الدورات التدريبية للنادي الصحفي في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت / فرع الجامعة ، والتي أقيمت تحت عنوان مميز هو : نحو صحافة طلابية قادرة وبرعاية كريمة من معالي وزير التعليم العالي د.رشيد الحمد . وقد تأكد لي من خلال المادة الثرية والأسلوب الشيق للدكتور العبدلي أن الكتابة الصحفية تتجاوز بكثير موضوع تسويد الكلمات وتنسيق الفقرات على صفحات مسطرة ، إذ هي قد أصبحت علماً متكاملاً له العديد من الأساليب والمدارس ويتطلب امتلاك مجموعة من المهارات والأدوات ، حتى يتمكن الكاتب من تحقيق الأهداف التي يرجوها من كتاباته .
وتطرق المحاضر الكريم في دورته التدريبية لقضية هامة هي أنه لا ترابط – بالضرورة – بين جودة المقالة وموهبة كاتبها من جانب وبين نشرها في الصحافة المحلية أو العربية من جانبٍ آخر ، فالعلاقات الاجتماعية والحسابات السياسية والمصالح الاقتصادية وغيرها من عوامل تؤثر في نشر هذه المقالة أو حجب تلك! ولذلك نرى د.عبدالرحمن العشماوي يقول في وصف حال صحافتنا المعاصرة :
أرى الكتّاب آلافاً ولكن قليلٌ من يجسد ما يقاسي
فأقلام يتاجر حاملوها وأقلامٌ أحدُّ من المواسي
وقد أحسن النادي الصحفي صنعاً في اختيار أحد أيام هذه الدورة ليكون لقاءً مفتوحاً لنا مع الكاتب الساخر – غالباً – فؤاد الهاشم صاحب القلم المعروف والزاوية المقروءة ، حيث كشف لنا ( بوعبدالرحمن ) بلقائه هذا أن بدايته في عالم الصحافة كانت عبر مقال كتبه وهو طالب في صحيفة ( آفاق ) الجامعية !
كما بين الكاتب الهاشم مجموعة من الحقائق المفزعة عن حرية الصحافة في دولة الكويت ومنها أن آخر ترخيص حكومي منح لصحيفة يومية كان عام 1971م ، وأن لدى وزارة الإعلام أكثر من 200 طلب لم يتم البت فيه وأقدمها مؤرخ بسنة 1965م !
ولولا أن محدثنا قد قضى 24 سنة من عمره في شارع الصحافة الكويتية لظننته يبالغ فيما يقول ، خصوصاً ونحن نعلم أن الدستور الكويتي قد نص في المادة 37 منه على أن: ( حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفقاً للشروط والأوضاع التي يبينها القانون ) .
علماً بأن عراق الحزب الواحد والديكتاتورية المطلقة بالأمس تصدر اليوم أكثر من 180 صحيفة يومية !
ختاماً : كل الشكر للكاتب د.ساجد العبدلي على دورته القيمة وللكاتب فؤاد الهاشم على مقابلته الشيقة وللنادي الصحفي على ضيافته الكريمة ... والشكر موصول لك عزيزي القارئ فبدونك لا يغدو للكتابة معنى أو أثر ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .