ماذا نعني بالأمراض المعدية؟.. وما هي مسبباتها؟
الأمراض المعدية وباختصار شديد : هي الأمراض التي يسهل انتقالها من شخص مريض إلى آخر سليم.
ومسببات تلك الأمراض هي : "عضويات" ممرضة :
1. إما ميكروبات Microbes وهي كائنات حية مكونة من خلية واحدة ومنها نوعان: الجراثيم Bacteria والفيروسات Virus .
2. أو الطفيليات Parasites وهي كائنات حية بعضها مكون من خلية حية واحدة، والبعض الآخر مكون من خلايا عديدة. بعض هذه الطفيليات يمكن أن يرى بالعين المجردة وبعضها الآخر لا يرى كالجراثيم إلا بالمجاهر المكبرة.
طرق انتقال هذه الأمراض

إما عن طريق العدوى المباشرة : وذلك من شخص مريض كبير أو صغير، إلى آخر سليم كبير أو صغير وذلك عن طريق:
1. السعال: حيث قطرات اللعاب عند بعض المرضى تتناثر في كل اتجاه، محتوية على هذه العضيات الممرضة (ولذلك يجب على كل مريض يسعل، أن يغطي فمه وأنفه بمنديل أثناء سعاله، ليمنع وصول الرذاذ المحمل بالعضيات الممرضة إلى الآخرين، وهذا أدب يجب عليك أن تعلميه لصغارك منذ نعومة أظفارهم).
2. اللمس: كمصافحة يد ملوثة بعضيات ممرضة، أو لمس بعض الأشياء الملوثة هي الأخرى بهذه العضيات (ولذلك يجب الاعتياد على غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون، ثم تنشيفها جيداً أيضاً قبل الطعام وبعده، وقبل وبعد الخروج من الحمام.. وهذا أدب آخر يجب تلقيمه للصغار منذ حداثة سنهم).
3. الدم: كلمس الدم الملوث، أو عن طريق نقل دم ملوث من مريض مصاب إلى آخر معافى (ولذلك تجرى على الدم فحوصات كثيرة قبل أن يصبح جاهزاً لنقله إلى مريض يحتاجه، وذلك للتأكد من خلوه من العضيات الممرضة).

أو عن طريق العدوى غير المباشرة : وذلك بانتقال العضيات الممرضة بين المريض وبين المعافى بواسطة عامل ثالث والذي قد يكون:
1. الهواء أو الغبار: وذلك باستنشاق هواء أو غبار ملوث.
2. البراز: ولذلك كما سبق وأشرنا عن أهمية غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون، ثم تنشيفها جيداً، قبل وبعد الخروج من الحمام.
3. الحيوانات والحشرات: وذلك سواء بلمسها أو عن طريق عضاتها أو لسعاتها (ولذلك يجب تعليم الطفل غسل يديه جيداً بالماء والصابون بعد اللعب مع القطة أو أي حيوان آخر).
4. الخضار أو الفواكه الملوثة (ولذلك يجب غسلها جيداً قبل تناولها).


الخطوط الدفاعية الثلاثة

ورغم كثرة طرق العدوى فإن الله -سبحانه وتعالى- قد خلق في أجسامنا خطوطا دفاعية، تدفع عنا الإصابة بمثل هذه الأمراض، فهناك ثلاثة خطوط دفاعية هامة تتولى حماية بدن الإنسان:
الخط الدفاعي الأول: وهو مكون من (الجلد والأغشية المخاطية والمفرزات كاللعاب والدموع)، فهذه كلها خلقها الله -عز وجل- لغاية هامة، وهي: أنها تشكل حواجز طبيعية تستوقف العضيات الممرضة وتمنعها من الدخول إلى الدم. فإذا ما نجحت هذه العضيات الممرضة في اختراق الخط الدفاعي الأول هذا، فإنها ستصطدم داخل الدم بالخط الدفاعي الثاني.
الخط الدفاعي الثاني: وهو مكون من (الكريات البيضاء) التي تجول الدم في دوريات حراسة مستمرة ليل نهار، باحثة عن عضيات أجنبية غريبة عن هذا الدم، فإذا ما التقطتها بادرت إلى ابتلاعها وبالتالي تحييد خطرها، ولكن إذا ما كانت هذه العضيات الممرضة كثيرة العدد، تغلبت على هذه الكريات البيضاء، وهنا تبدأ علامات المرض من حرارة وغيرها بالظهور.
الخط الدفاعي الثالث: وهو خط دفاعي نوعي، أي يكون عمله مشفراً ضد بعض العضيات الممرضة وليس كلها، وعناصر هذا الخط الدفاعي الخاص تسمى ( بالأجسام المضادة )Antibodies ومنها نوعان:
1. الأجسام المضادة الطبيعية: يصنعها الجسم إثر تعرضه لعضيات ممرضة وذلك أثناء الإصابة ببعض الأمراض (كالحصبة مثلاً أو جدري الماء).
2. الأجسام المضادة التحريضية: يصنعها الجسم أيضا ولكن بعد حقنه بكميات ضئيلة من بعض العضيات الممرضة فيما يعرف باللقاحات (التطعيمات كشلل الأطفال، والكزاز، والدفتيريا، والسعال الديكي، والتهاب الكبد وغيرها... )، وفي كلتا الحالتين تتشكل هذه الأجسام المضادة النوعية، وتجوب الدم ذهاباً وإياباً ليلاً ونهاراً، في عملية بحث نوعية وفذة، تفتش فيها عن العوامل الممرضة التي تحمل لها شفرات خاصة وعلامات فارقة، فإذا ما صادفتها، انقضت عليها وحيدت مفعولها، فلا تظهر نتيجة لذلك الأعراض المرضية (ومن هنا: يجب الحرص على إعطاء الطفل كل اللقاحات المتوفرة، وفي أوقاتها المحددة حسب الجداول الخاصة بكل بلد).


النصائح الذهبية لتجنب الأمراض المعدية

ونختتم الحديث عن الأمراض المعدية بأن نذكر لك مجموعة من النصائح التي ستفيدك وطفلك في تجنب تلك الأمراض:
1. علميه ومنذ صغره أن يغسل يديه قبل وبعد الطعام، وعند الدخول للبيت قادماً من الخارج، وبعد الخروج من الحمام، وبعد لمس الأشياء (كالحجارة والتراب)، وبعد اللعب مع الحيوانات (كالقطط والأرانب).
2. علميه ألا يأكل فاكهة أو قطعة من الخضار، قبل أن يغسل يديه جيداً بالماء والصابون، ويغسل قطعة الفاكهة أو الخضار بالماء جيداً.
3. جنبيه الاختلاط بالأطفال المرضى أثناء مرضهم، فالعدوى عادة سريعة الانتقال بين الأطفال.
4. لا تنسي أن تعطيه اللقاحات المتوفرة جميعها، وفي أوقاتها المحددة دون نسيان أو إهمال.
5. استشيري الطبيب عند ظهور بوادر المرض الأولى، وتعتبر الحرارة العلامة الأولى لكثير من الأمراض.. إذا وصف له الطبيب دواءً، احرصي على إعطائه الدواء في وقته المحدد، وبشكل منتظم حسب وصف الطبيب، وللفترة الزمنية التي حددها الطبيب أيضاً، وإياك أن توقفي الدواء عند ظهور أول بوادر التحسن دون إكمال المدة المحددة.. ثم إياك أن تتمثلي دور الطبيب: كأن تعطيه دواءً دون استشارة الطبيب، وذلك عند ظهور أعراض يخيل إليك أنها نفسها التي أصابته في مرة سابقة، ولا زالت عندك بقايا من الأدوية التي وصفها الطبيب، فهنا أنت ترتكبين خطأً جسيماً.
6. وأخيراً: لا تنسي بالمقابل أن تعلمي طفلك ألا ينقل هو أيضاً الأمراض للآخرين، وذلك بأن يستعمل المنديل عند العطاس أو السعال، وأن يدير وجهه إلى اليسار أو اليمين عند عطاسه أو سعاله، كي لا يصيب الرذاذ بقية الأطفال فيصابون بنفس مرضه.. راجين الله سبحانه أن يحفظ أولادنا وأولادك بكل الصحة ووافر العافية إن شاء الله.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية