أهل دبي "شطَّار" في مجال التجارة وجذب الاستثمارات، ما في ذلك شك، بل نجحوا في شفط ما في جيوب أهل منطقة الخليج ببرامجهم التسويقية والترويجية المبتكرة، ومن الثابت أنك تستطيع أن تشتري في دبي سلعة بألف ريال تكلفك أربعة آلاف في دول الجوار،.. كل ذلك أمره هين، وأمر جزيرة النخيل ومجمع شاطئ الجميرة أيضاً هين، رغم أن معظم الوحدات السكنية فيهما آلت إلى علوج من أمثال ديفيد بيكام كابتن منتخب إنجلترا، ولاعب فريق ريال مدريد الإسباني حاليا،.. ولكن الأمور وصلت درجة لا يمكن السكوت عليها، فقد طرحت إمارة دبي الكرة الأرضية للبيع.. نعم فهناك مجمع سكني جديد اسمه "العالم" وبإمكان كل مستثمر أن يشتري البلد الذي يريده،.. هل تصدقون أن البحرين معروضة للبيع بنحو خمسة ملايين دولار؟ طيب ما قولكم في أن السودان الذي تبلغ مساحته مساحة كل دول أوروبا الغربية مجتمعة معروض بـ10 ملايين دولار، بينما ولاية كلفورنيا التي يحكمها الممثل الأخرق آرنولد شوارتسنيجر بيعت بخمسة وعشرين مليون دولار؟ أيرلندا اشتراها مليونير هولندي، وأستراليا اشتراها مجموعة من التجار الكويتيين! أليس من المحتمل أن يشتري السودان مستثمر أمريكي؟ لقد اشترى أمريكي فرنسا فرع دبي نكاية بالفرنسيين الذين عارضوا التدخل العسكري الأمريكي في العراق! فهل يجوز السكوت على سقوط السودان الإماراتي في قبضة الأمريكان؟ طبعا لا يجوز،.. كما لا يجوز أن نكلف أبو مصعب الزرقاوي بالتصدي لذلك الاحتلال،.. ما الحل إذن؟ الحل هو أن أتولى تشكيل قوة من الجنجويد لتحرير السودان الواقع على شواطئ دبي،.. وبما أنني لست مؤهلا لعضوية الجنجويد بحكم أن انتمائي العربي العرقي ضعيف، والجنجويد في ما نسمع مليشيا عربية، فلابد أن أحصل على كفيل عربي يرعى تنظيم الجنجويد الخليجي، خاصة أن كل شيء في الخليج تحت رحمة الكفلاء،.. وجميع العرب يتباكون اليوم على السودان ويلطمون الخدود لأنهم يرون أنه يتعرض لضغوط أمريكية، ولأن توني بلير رئيس الحكومة البريطانية هدد بإرسال قوة تدخل في إقليم دارفور في غرب السودان وهو مسقط رأس الجنجويد،.. خلاص حولوا دموعكم وعويلكم إلى أعمال،.. أهل السودان "الأصلي" الواقع في إفريقيا يعلمون أنه في ساعة الجد، وإذا حدث غزو غربي لغرب السودان، لن يجدوا عربيا واحدا يقف إلى جانبهم!! فإذا كان فيكم خير فساعدوني على تحرير السودان (فرع دبي)، وطبعا لو لن يكون الجنجويد الجعفريون شرسين ولن يمارسوا حرق القرى وخطف الحيوانات، بل سيناضلون بطريقة غاندي.. أي الطريقة السلمية، لأنني ومن باب الوفاء لأهل الخليج لن أحمل السلاح في وجه أهله!! أريد فقط موطئ قدم في السودان الدبوي، ولن أكلفكم شططا: يكفيني نحو مليون دولار لشراء محافظة هامشية في السودان الخليجي.. ومن هناك سأنطلق لتحرير بقية أنحاء السودان.. وصدقوني ليست لدي مطامع مالية، ولكن في كل جهة في السودان جماعة تزعم أنها تريد "تحرير السودان".. مبروك عليهم السودان المحرر .. أنا أريد جمهورية سودانية موازية في الخليج، تضم المغتربين السودانيين في المنطقة لـ"تحريرهم" من سيف الضرائب والجبايات التي أهلكتهم وأهلكت بعيرهم.