ها أنا – أخي القارئ – أتابع معك التنقل بين أفراد وجماعات مبدعة من أبناء وطننا الإسلامي الكبير ، فنرى بعضهم يضيء شمعة هنا وبعضهم ينير مشعلاً هناك ، وهكذا حال المسلم في دنياه الفانية ... عمل دؤوب حتى آخر ساعة من عمره ، ولذلك رأينا الإمام أحمد بن حنبل يجيب على سؤال القائل : متى يجد المؤمن طعم الراحة ؟ بقوله رضي الله عنه : عند أول قدم يضعها في الجنة ، جعلنا الله وإياكم من ساكنيها ، ولنبدء جولتنا العاشرة من هذه السلسلة والتي تشمل موقع إلكتروني وبرنامج تلفزيوني وقارئ مميز لكتاب الله عز وجل : أولاً - ملتقى ikhwan.net الإلكتروني : وإبداعه لا يتوقف عند كثرة أعضائه البالغين 13.926 عضواً ، أو ثراء موضوعاته التي فاقت 54.680 موضوعاً ، أو حيوية التعليقات والمشاركات التي ناهزت 383.700 تعليقاً .
ولكن إبداعه الحقيقي يكمن في تجاوزه للفكرة التقليدية لمنتديات الحوار العربي الإلكترونية ، والتي تقتصر على كونها مكاناً لكتابة الموضوعات وقراءتها وتنزيل المواد وتحميلها ، إذ نجح هذا المنتدى في تحويل التفاعل النظري بينه وبين أعضائه إلى واقع عملي عبر ركنه المميز ( سرايا الدعوة ) ، والذي ينقسم بدوره إلى عدة فرق عمل هي : فرقة الفكر والقلم وفرقة الإبداع والتصميم وفرقة النشر والدعوة بالإضافة إلى فريق العمل على خدمة البالتوك .
فتقوم هذه الفرق دورياً بكتابة وتحرير نشرات ثقافية وسياسية وإيمانية وغير ذلك ، ومن ثم يتم تصميمها وتنسيقها بحيث تتولى الفرقة الثالثة توزيعها ونشرها ورقياً وإلكترونيا ، بالإضافة إلى واجبات أخرى متعددة ينجزها الأعضاء الدائمون والعابرون بشكل جماعي وتطوعي يتجاوز اختلاف الجنسيات وتنوع الثقافات وبعد المسافات !
ومما زاد ملتقى ikhwan.net إبداعاً وتميزاً تخليه عن الإطار الحركي الخاص ليشمل العمل الإسلامي العام ، فتحول من عنوانه المذكور واسم ( ملتقى الإخوان المسلمين ) إلى عنوانه الجديد al-multaqa.net واسم ( الملتقى ) دون تخصيص ، وهذه خطوة تدل على الفهم السليم والانفتاح المميز على الآخرين من الرجال والنساء القائمين عليه والمؤسسين له .
ثانياً - برنامج سفراء الخير التلفزيوني : وهو أسبوعي تعرضه لنا القناتان الكويتيتان الأولى والفضائية في الساعة التاسعة والنصف من مساء كل جمعة ، وهو من تقديم الإعلامي الملتزم أ.عصام الفليج ، ومن إعداده بالاشتراك مع الأخ عبدالله الكمالي وإخراج السيد عادل عطا الله .
ومبعث إعجابي بهذا البرنامج هو تفرده بتسليط الضوء على سفراء الخيـر الكويتيين ، ونعني بهم أولئك الرجال الذين نذروا أنفسهم لتقديم يد العون إلى المحتاجين في جميع أنحاء العالم ، فمثل هذا البرنامج يحقق العديد من الفوائد ومنها على سبيل المثال :
1- تعريف المشاهدين في الداخل والخارج بشخصيات ومؤسسات العمل الخيري
الكويتي المختلفة .
2- ترسيخ الطبيعة المحلية المحبة للعطاء وبذل المعروف لمستحقيه .
3- توثيق جانب من أعمال تلك الشخصيات والمؤسسات الخيرية .
كلي أمل باستمرار هذا البرنامج التلفزيوني وكادره المميز في عملهم الوطني والإسلامي النبيل ، والذي لا يقل أهمية عن دور من يستضيفونهم من سفراء الخير الكويتيين في كل مكان ، خصوصاً ونحن نعيش في عصر المعلوماتية والإعلام هذا .
ثالثاً - القارئ الحافظ / مشاري بن راشد العفاسي : فهذا الشاب الكويتي المسلم لم يبرع لا سمح الله في عزف آلة أو أداء أغنية أو غير ذلك مما تقوم له دنيا الصحافة والإعلام ولا تقعد ! ولكنه أبدع في حفظ كتاب الله عز وجل وترتيله وتجويده ، حتى أصبح علماً واعداً في هذا المجال النوراني المبارك .
يكفينا أن نعرف عن قارئنا ( أبو نورة ) أنه من مواليد رمضان 1396 هجري الموافق سبتمبر 1977 ميلادي ، ويدرس حالياً بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وقد أجازه لقراءة كتاب الله عز وجل العديد من العلماء الكبار من مصر والسعودية والكويت ، بأسانيدهم المتصلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن سيدنا جبريل عليه السلام عن رب العزة سبحانه وتعالى .
وللقارئ مشاري العفاسي إبداعات أخرى مميزة كأشرطة النشيد الإسلامي الهادفة ، والتي استمتعت منها بشريط ( عيون الأفاعي ) الذي يحوي القصيدة المحمدية من رواية الشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله ، وهي في حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومدحه وذكر شمائله ومعجزاته ، ويمكن لمن أحب متابعة أخبار مبدعنا الفاضل وإنتاجه المنوع أن يزور موقعه الإلكتروني alafasy.com ليجد فيه بإذن الله كل جديد ومفيد .
ختاماً : إن المبدعين يحيطون بنا من كل جانب ، لينشروا الخير والسلام في وجه الشرور والحروب ، فلننشجع مسيرتهم ونحذو حذوهم والله أكبر ولله الحمد .