كما يحدث في القصة المشهورة لمدينة ( طروادة ) حين اختبأ بعض الجيش الغازي لها في تمثال خشبي ضخم تركوه خارجها ، فظنه أهل المدينة من مخلفات ذلك الجيش واعتبروه غنيمة حرب لهم وأدخلوه لمدينتهم ! فماذا كانت النتيجة ؟
خرج الغزاة من قلب التمثال الخشبي ليلاً وفتحوا أسوار المدينة الحصينة أمام الجيش الغازي الذي عاد لمشارفها سراً ، فكانت المفاجأة وكانت الهزيمة لأهالي طروادة الغافلين . هذا بالضبط ما يحاول الليبراليون فعله لغزو عقول وقلوب الشعب الكويتي المسلم ، فهم يتسترون بعباءة الوطنية في سعيهم للوصول إلى مجلس الأمة وجمعيات النفع العام والاتحادات الطلابية وغيرها ، ويحاولون من خلالها تجميل أفكارهم الدخيلة والشاذة على هويتنا مثل : رأسمالية الاقتصاد وانفلات المجتمع وتبعية السياسة !
حيث نرى الليبراليين يركزون على أن رسالتهم التي يحملونها وأهدافهم التي يسعون لتحقيقها هي وطنية في المقام الأول ، ومن منا يستطيع مقاومة دغدغة مشاعر حبه للكويت ووفائه لها ؟
ولنأخذ مثالاً على ذلك ما يقوله الطالب محمد الخطيب - سوري الجنسية وقيادي في قائمته التابعة للمنبر الديمقراطي داخل الكويت : ( لقد تربينا داخل الوسط الديمقراطي على أن نعمل لأجل هدف واحد هو خدمة الكويت ) الطليعة 9/6 الماضي.
وهذا مثال آخر لا يقل وضوحاً في الدلالة على اتخاذ الوطنية كحصان طروادة للتيار الليبرالي ، إذ يقول الطالب عمر الطبطبائي القيادي في قائمة الوحدة الطلابية التابعة للمنبر الديمقراطي في أمريكا : ( سنرى قريباً جداً اكتساح الروح الوطنية على الإخوان وإنهاء وجودهم من على سدة الاتحادات الطلابية ) الطليعة ذات العدد !
تكشف هذه الأمثلة وغيرها كثير محاولة التيار الليبرالي استغلال الشعور الوطني في الشعب الكويتي ، والترويج لحصر وجوده في تيار دون سواه من أبناء ذات الوطن ، وهذا مسلك خطر يجب الكف عنه والتحذير منه لأن له نتائج وخيمة على الوحدة الوطنية ، وقد صدق د.عبد الرحمن العشماوي حين قال في وصف هذا المنهج المشين أبياته التالية :
سلوني عـن دكاتــــرة كبـــار ،،، لهــم فــي فكرنــا أخـــذ ورد
تعيرهــم الصحافـــة مقلتيهــا ،،، فهم فــي عرفها الركن الأشـدُّ
لهم عبر الإذاعة ألف صـوتٍ ،،، وفــي التلفـــاز أذرعـــةٌ تمـــد
على ( وطنية ) التفكير قاموا ،،، وتحت غطائها قبضــوا ومدوا !
إن الوطنية ليست علامة تجارية مسجلة لتيار أو طائفة أو فئة دون أخرى ، وإن جميع شرائح المجتمع من رجال ونساء وشباب وشيوخ قد قدمت بلا استثناء براهين ولائهم للكويت وتفانيها من أجله ، لذا لا يجوز بأي حالٍ من الأحوال استغلال المشاعر الإنسانية السامية لأغراض رخيصة ، مثل ترويج الأفكار الرأسمالية والانفلاتية والتبعية وغيرها مما قام التيار الليبرالي باستيراده ومحاولة تطبيقه في مجتمعنا المسلم !
ختاماً : هلا انتبهنا لحصانهم الخشبي قبل أن يغزو طروادتنا ؟ اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ... اللهم آمين .