مبدئيا لا بدّ أن نقرّ أنّ هذا المشروع الفكري والثقافي الرائد الذي استطاع أن يجمع كتابّا ومبدعين من كل الدول العربية كانت تقف وراءه الكاتبة المبدعة حياة الياقوت التي لها فضل التأسيس ومتابعة المشروع من كل جوانبه. وقبيل إطلاق المشروع اتصلت بي الفاضلة حياة الياقوت للكتابة فناشري فلبيت نداءها على الفور لأنني كنت متيقنا أنّ ساحتنا الثقافية والإعلامية في حاجة إلى منبر بحجم ناشري تلتقي فيه الطاقات المبدعة في الوطن العربي وتحولّ الفضاء الإلكتروني إلى ساحة للتباري الفكري والثقافي المشروع.
وقد وجدت العقول العربية المبدعة في ناشري خير وسيلة للتواصل مع القارئ العربي في المغرب العربي كما في مشرقه في العالم، وأصبحت الكلمة العربية عابرة للقارة بفضل التقنيات الحديثة والتي أحسنت حياة الياقوت وفريقها استغلالها أحسن استغلال.
وأصبحت ناشري وفي ظرف زمني وجيز موسوعة للراغب في البحث عن شجون القصة وتفاصيل المقالة الإستراتيجية وعذب القوافي والقول.ات الاجتماعية والأدبية، لقد تحولت ناشري إلى كشكول يضمّ كافة منحنيات الحرف العربي في أروع تصاميمه.
لقد راهنت حياة الياقوت على الثقافة ونجحت في عالم يحرص فيه كثيرون على التأسيس لمواقع التفاهة والفن الرخيص ومعوّج القول . لقد أصبح موقع ناشري منبرا للثقافة والالقوافي،عر والنثر ومنبرا لإثارة العقل وتشويق القارئ.
ولن يجد القارئ في ناشري غير العذب من القوافي، والزلال من الكلمات والسلسبيل من الأفكار، والرقي من الفكر الحضاري الذي ساهم في صياغته كتّاب محترفون، وكتاب موهوبون ينتظرهم مستقبل مشرق في عالم الكلمة والإبداع.
ولم يكتف موقع ناشري بإبراز ما ارتفع من فكر، بل أحاط كل هذه الكلمات السرمديات الرائعات بحلة قشيبة فنيا، فاحتضنت الكلمة الرائعة خلفية جميلة تدأب حياة الياقوت على تحسينها باستمرار.
وبعد أربع سنوات ها هوموقع ناشري يصبح مرجعا للقارئ العربي، ومازلت أتذكرّ كيف تحولّ اللقاء التفاعلي الذي أجرته معي حياة الياقوت وزملاؤها الطيبون إلى مرجع لكثيرين من المشرق العربي ومغربه ومن العالم كانوا يبحثون عن أي معلومة تتعلق بيحي أبوزكريا، وكثيرون اتصلوا بي شاكرين موقع ناشري على هذه اللفتة اللطيفة، فقلت لهم يجب أن تشكروا الكاتبة حياة الياقوت وزملاءها الرائعين الذين آمنوا بالثقافة كخطّ حياتي، وراحوا يقدمون الأجود والأروع في زمن سوبر ستار والهبوط الفني والأخلاقي.
الثقافة هي الخلاص وهي المخرج، ولن يتسنى لعالمنا العربي والإسلامي أن يخرج من كبوته إلاّ إذا أعيد الاعتبار للثقافة، وموقع ناشري كان الخطوة الأولى والأساس في طريق الحفاظ على الثقافة والتمكين لها، وإبراز أهميتها.
وفي ذكراها الرابعة لا أملك إلاّ أن أشكر القيمين على المشروع، وجزاكم الله خير الجزاء.
يحي أبو زكريا