عنوان هذه المقالة كان اسم مسرحية محلية عرضت في العيد الفائت، ولكن اسمها تغير إلى (شباب الجامعة) بعدما اعترضت لجنة المرأة في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت على تسميتها الأولى. وهذا الموقف النقابي استوقفني من عدة جوانب، أحببت أن أنبه زملائي المهتمين بالعمل الطلابي الكويتي لها: أولاً. إن الصورة النمطية المتكونة لدى الغالبية من الشعب عن طلاب وطالبات الجامعة هي صورة سلبية وخاطئة للأسف الشديد، فهم يعتبرون هؤلاء شباب فارغين من الجوهر ويهتمون بالمظهر فقط! ثانيًا. 

 إن النجاح في تغيير اسم مسرحية واحدة إلى اسم أقل سوءًا نوعًا ما، يجب أن يكون جزءًا من تحرك منظم أكبر يستهدف استبدال الصورة السلبية الخاطئة بصورة إيجابية صحيحة عن طلاب وطالبات الجامعة.

 ومن الواجب أن تتضافر جهود العلاقات العامة في إدارة الجامعة وفي اتحاد الطلبة في حملة توعوية بهذا الشأن، أو تبادر إحداهما للقيام بها وإشراك الآخرين المتحمسين بعد ذلك، ولعمادة شؤون الطلبة تجربة مميزة في حملة الحث على اللباس المحتشم في جامعة الكويت، ومن الممكن الانطلاق منها لحملات أوسع وأوقع. ثالثًا. هناك نماذج سيئة من الطلبة والإداريين والأساتذة، وإن كنّا نرفض تعميم الصورة السلبية على المجتمع الجامعي المحترم، إلا أنه من العدل أيضًا أن نرفض تكميم الأفواه التي تتكلم عن الحوادث والجرائم الخاطئة، والتي يجب تغليظ العقوبة الإدارية والجنائية على من يرتكبها، حتى نفضح المعتدين ونكشف المقصرين ونردع المتأثرين بهم. فرقابة الرأي العام وتحقيقات الصحافيين، توقظ الغافل من المسؤولين في كثير من الأوقات والقضايا، وأسلوب التغطية والحلول الوسط لا يصلحان حتمًا في معالجة هذه المشكلة الهامة.          

 

في الختام: جامعة الكويت ما زالت الجامعة الأعرق والأقوى في دولتنا الحبيبة، واتحاد طلبتها ما زال واحدًا من أنشط مؤسسات مجتمعنا المدني، ود. عبد الله الفهيد مدير الجامعة صاحب قرارات جريئة وتوجه محافظ على الدوام، وكلها عوامل تدفعني للتفاؤل بأن الصورة النمطية ستبدد والمسرحيات القادمة ستتحدث عن التزام وتميز شباب الجامعة وبناتها إن شاء الله، وليس العكس! والحمد لله أولاً وأخيرا.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية