تَحكي لنا شهرزاد الأسطورية, في ظل المُتغيرات السياسية في البلاد, قائلةً بحماسة:
نعم إنها عروس بهيجة!, كيف لا وهي من توهجت في سماء ليالي الديمقراطية في الكويت, إبان نيل حقوقها السياسية في الإقتراع والترشيح في الإنتخابات السابقة, ولسنا هنا بصدد ذكر مشروعية تلك الحقوق, 

وما نوافق عليه, وما نحن ضده, ولكن لتبيان دور المرأة الكويتية الفاعل في اللجان النسائية التابعة لكل مرشحٍ برلماني في الدوائر الانتخابية.

في الإنتخابات الفائتة, كان للمرأة الكويتية الحصة الكبيرة في التنظيم الإداري الداخلي للتحركات السياسية لكل مرشح, وكان للناشطات في العمل الإسلامي نصيب الأسد في ذلك, سواء أكان في تجميع أصوات المُقترعين لصالح مرشحٍ ما, أو إدارة الحملات الإعلامية التسويقية, أو حتى في تنظيم أولويات الأجندة السياسية لكل برلماني قادم على الساحة. هذا النشاط الحركي يضعنا عند مفترق التفكير في أمرين هامين لإنضاج تلك التجربة:

    * الأمر الأول: يتعلق بالجانب الإداري, من خلال العمل على:

   1. صياغة دستور إداري شرعي, يتوافق مع معطيات الشريعة الإسلامية, يرسم آليات العمل السياسي النّسوي المؤسسي بوضوح.

   2. تنمية مهارات الناشطات بالعمل السياسي, عن طريق إقامة دورات إدارية تدريبية مُكثفة, تُأهلهم بجدارة لخوض التجربة بوعيٍ كافٍ.
   3. إقامة حملات توعوية, لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى الناشطات في العمل السياسي.
   4. استقطاب أكبر شريحة ممكنة من الناشطات في العمل النقابي في أروقة الجامعة, واقحامهم في العمل السياسي الأكبر, لتفعيل تجربتهن الواعية المشهود لها, في الإتحاد الوطني لطلبة الكويت.

    * الأمر الثاني: يتعلق بالجانب العملي, من خلال تقويم بعض الممارسات الخاطئة من بعض الناشطات, والتي بدرت منهن بدعوى العمل السياسي النهضوي, في الانتخابات السابقة, منها:

   1. الهرج والمرج, أوقات الإستراحة ما بين الندوات السياسية في المقرات الانتخابية.
   2. التشهير والطعن بالأعراض, لتحقيق مكاسب انتخابية رخيصة.
   3. تناقل الشائعات الخاوية, التي تُحدث خلخلة في المقرات الانتخابية.
   4. المبالغة في اظهار الزينة والحلي, والتباهي بها, والتفاخر.
   5. المكوث في المقرات الانتخابية لساعات متـأخرة جداً.
   6. الإنغماس في العمل السياسي طوال اليوم, دون الإكتراث للواجبات الأسرية الحضارية, المساءلة عنها أمام الله عزوجل, كزوجة صالحة, وأم حنون.

أخيراً أقول: أن الصّحوة السياسيّة النّسوية, مازالت في بواكير عمرها الإداري, وكلما توالت السنون السياسية, كلما نضًجت وازدادت وعياً وحكمة. ولكن ذلك لا يعني أننا نقف مكتوفي الأيدي, بانتظار نمّوها البطيء على منحنى التطوير, وإنّما يُحملنا مسؤولية السعي الحثيث لبلوغ القمة, وفق خطىً واسعة واعية وحكيمة.

وشوشة أخيرة:

ذكرتُ في المقال السابق, أنني عازمة على كتابة سلسلة من المقالات الفكرية, للرد على جحافل التحرير المُزيف للمرأة, والنيّة ما زالت قائمة, ولكننا آثرنا تأجيلها الى الأسبوع القادم, للمتغيرات السياسية المفاجئة ليس إلا.

دعوة لأمة إقرأ:

قراءة كتاب " الفقه السياسي للمرأة المُسلمة " لكاتبته: د.اقبال المطوع. 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية