أيّتها القوارير ..
لقد آمنتُنّ بالمنهج القرآني التأصيلي لمفهوم " الحِراك الوجودي " في الأمة, لتحقيق مشروع " الإصلاح الحضاري في المجتمع ". فكان نشاطكن يانعاً في مختلف سبل الإصلاح الإجتماعي, في التربية والتعليم والإعلام والإدرة. وها أنتُنّ اليوم تخضُن مضماراً إصلاحياً هاماً (( المضمار السياسي )).
لقد حملتُن على كاهلكن مسئولية إيصال الصوت الإسلامي في المجلس التشريعي كما ينبغي أن يكون, فبايعتُنّ مُمثلي حدس على العمل الدؤوب في الإنتخابات, لتحقيق ذلك.
ربّما يقول قائل " ما شأنُ الإسلام بالسياسة, وما علاقة الدين بالدولة ! ", يكفينا بذلك قول الإمام حسن البنا-رحمه الله-, الذي قال يوماً " إذا كان الإسلام شيئاً غير السياسة وغير الإجتماع وغير الاقتصاد وغير الثقافة, فما هو إذن؟ ".
أيّتها القوارير ..
حالة الهيجان السياسي التي تسري في جسد الكويت اليوم, من تنافس وتنافرٍ وتدافعٍ وتوتر, تتطلب منكن رويّةًّ وحكمة, صبراً وجلدا. فما تقُمن بعمله الآن أشبه ما يكون بالجهاد !, وأي جهادٍ .. إنه جهادٌ فكري, ومقاومة حركيّة, لاجتثاث أورام الفساد السرطانيّه من رئة البلاد, حتى تشتم رائحة الإصلاح الإجتماعي!
إن المسئولية الدّعوية التي استشعرتموها, إبان المجتمع, كفيلة لحثكن على مواصلة العطاء السياسي الشرعيّ حتى الرمق الأخير من الانتخابات. واعلموا أنكن لن تحرزنّ شيئاً من مطامحكن السياسية, إلا بنيتكن الخالصة, وسيعكُن الحثيث, وايمانكُن العميق, وإخلاصكُن الدافق.
أيتّها القوارير..
إياكُنّ والتواني, و دعكن من التقاعس, كلها أيامٌ قلائل, وستبصرون أحلامكن كما ارتسمتوها, لذا أوصيكن على لسان الإمام حسن البنا-رحمه الله-, قائلةً: " لا تيأسوا, فليس اليأس من أخلاق المسلمين, وحقائق اليوم أحلام الأمس, وأحلام الأمس حقائق الغد, ولازال في الوقت متسعٌ, ولا زالت عناصر السلامة قويةً عظيمةً في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد والضعف لا يظل ضعيفًا طول حياته, والقوي لا تدوم قوته أبدَ الآبدين, فاستعدوا واعملوا اليوم, فقد تعجزون عن العمل غدًا".
وشوشة شعرية أخيرة, إلى قوارير حدس:
عظيمٌ هو المجد في داخلي
وكلّ عظيمٍ أتى من عطاءْ
وكلّ عطاء عظيم لنا
تشدّ عراه عقول النساء
إذا المرأة ازدان في خلدها
سبيل الكفاح لدرب النماء
ستبقى كعنوان تاريخنا
تسطر في أحرفٍ ما تشاء
هي النصف في عالمٍ يبتغي
لها السبق حتى تضيء السماء
فدين الإله ظلال لها
وحب الكويت لها كبرياء
وفي حدسٍ كان اشراقها
لتبزغ في سلّم الارتقاء
" للمُدون..صالح للشعر "