قبل أشهر كنت في جلسة تضم مختلف الجنسيات و دار حوار خلالها عن القمع الذي يعيشه المواطن العربي و عدم شعوره بالأمان في مجتمعة فبادرت سيدة أمريكية بالسؤال موجة لنا نحن العرب : هل تعرفون ما الفرق بين المواطن الأمريكي و المواطن العربي رد الأغلبية عليها بإجابة تقليدية , بأن الفرق بين أسلوب المعيشة و الحرية الذي يتمتع فيها المواطن الأمريكي و طبيعة النظام الحاكم ... غير أن السيدة الأمريكية أجابت جواب ضللت أفكر في معناه طوال الأشهر السابقة و لم أفهمه إلا اليوم الأربعاء الموافق 5/11/2008

... قالت الفرق بيننا و بينكم أننا نملك الأمل... بالنسبة لنا كل يوم هو أمل جديد و كل يوم تشرق فيه الشمس هو بمثابة حياة جديدة , فأي مرض جديد نقول سوف نجد له دواء و أي حرب تحدث نقول سوفا تهدأ و يبدأ السلام و أي إحباط شخصي هو تحدي لكي نكون الأفضل,  و انتهى الجواب و لحرارة النقاش لم يفهم أحد من الحضور الجواب و أعترف أني كذلك لم أفهم ما كانت تقصد ..

و لكني اليوم عندما شاهدت رئيس الولايات المتحدة باراك أباما يلقي خطابة الأول كأول رئيس أسود للولايات المتحدة أدركت ما هو الأمل و أحسست الفرق بين طريقة تفكيرنا و تفكيرهم... نحن نستسلم لليأس و هم يبنون من اليأس قصرا... نحن  نلتفت للوراء لنتغنى بأمجادنا و هم يرون اليوم مشروع تنومي للغد... و استوعبت ما كان يرمي له مارتن لوثر كنج جونيور  بمقولته " إنني أحلم بيوم يعيش فيه أطفالي الأربعة في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".

فهم يحلمون و لكننا نتمنى و فرق بين الأمل و التمني... انتصار بارك أوباما شأن أمريكي لا يعنينا و يكفينا من المشاكل ما يشغلنا عن غيرنا و لكنه يمثل انتصاره الأمل للشعوب المنكوبة و للفرد المقهور, فبعد مئة سنة من الصراع العنصري يتحقق العدل و المساواة و لا نعلم بعد كم سنة سيتحقق لعالمنا  العدل و لا أعلم هل سنكون ممن يرون عالمنا العربي و الإسلامي في مصاف الدول المتقدمة و لكن ما أعلمه علم اليقين أننا نملك الأمل لغد أفضل.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية