بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يشكر الناس لم يشكر الله. لابد لي في بداية مقالي هذا أن أشكر أخي الباحث محمد باسل الرفاعي الذي اهتم بسعيي للإطلاع والكتابة في موضوع الطباعة العربية فأتحفني بصورة من مقال العلامة المؤرخ محمد بلخوجة والمعنون: "متى كان ظهور الطباعة بالأحرف العربية في تونس" والمنشور في "المجلة الزيتونية" في فبراير- شباط 1941(1). وقد اقتصر دوري هنا على اختصار هذه المقالة وإعادة تحريرها وكتابة التواريخ الميلادية إضافة لتعليقات يسيرة. وفيما يتعلق بتاريخ الصافة التونسية فقد اعتمدت على كتاب: "تاريخ الصحافة العربية" للكونت فيليب دي طرّازي والصادر عام 1913 عن المطبعة الأدبية في بيروت.

فقد تولى المشير الثاني محمد باي كرسي الإمارة في تونس بين عامي 1855– 1859م (1272-1276هـ) وكان لديه هاجس الإصلاح ونشر العلم فاستورد مطبعة حجرية من باريس، وأول ما طبع بها هو: "لائحة تراتيب داخلية". ثم استورد قبيل وفاته من دار الطباعة في باريس مطبعة تعمل بالأحرف المعدنية المنفصلة مع الأجهزة التابعة لها لكن العمر لم يمتد به ليراها تعمل.

وقد بدأ العمل بالمطبعة الرسمية التونسية في عام 1860م (1277هـ) في عهد المشير الثالث محمد صادق باي وكان مقرها بالحفصية، بينما تقع أقلام إدارتها بدار العشرة. وبقيت هذه المطبعة هي المطبعة الوحيدة بتونس حتى عام 1300هـ الموافق لعام 1882 حيث تعددت المطابع بعدها وكثر إنتاجها. ولم تكن هذه المطبعة مقتصرة على طبع ما تحتاجه الحكومة بل فتحت أبوابها للناس الذين أقبلوا عليها وسعوا لنشر بعض كتب التاريخ والأدب والفكر واللغة والحديث والتوحيد والصرف. ومن أبرز ما صدر عن هذه المطبعة: جريدتي "الرائد التونسي" عام 1860 وجريدة "الحاضرة الأسبوعية" عام 1887. وكذلك كتابين نقديين حديثين يهتمان بالنهضة والإصلاح في البلاد الإسلامية ويقارنان بين أحوال أوربا والبلاد العربية بغرض الوصول لأحسن ما عند الطرفين وهما: كتاب "الواسطة لمعرفة أحوال مالطة وكشف المخبأ عن أحوال أوربة" لأحمد فارس الشدياق عام 1863 ضيف تونس في تلك الفترة، وكتاب "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" للوزير خير الدين باشا التونسي عام 1867م. كما طبعت كتابين لتعليم الضباط عام 1865 وكتاباً عن سكة الحديد عام 1869 وكتاباً بيبلوغرافياً عن المكتبة الصادقية عام 1875 المشهورة بالعبدلية بجامع الزيتونة. كما طبعت كتاباً لمؤلف يهودي هو مردخاي شمله بعنوان: "مفاوضات مؤتمر القسطنطينية في المسألة الشرقية".

ومما صدر عن هذه المطبعة المطبوعات التالية بحسب التسلسل الزمني:

1860م (1277هـ) "جريدة الرائد التونسي" وقد صدرت بأمر الحاكم المصلح المشير الثالث محمد الصادق باي تونس، الذي خصص قسماً منها لنشر الأمور الرسمية، وأناط رئاسة تحريرها بالشيخ محمود قابادو، وقد شارك أحمد فارس الشدياق في تحريرها أيضاً (2).

1860م (1277هـ) مجموعة قوانين تونسية.

1861م (1278هـ) كتاب البهجة الحسينية في التواريخ الحالية للشيخ حسن لازغلي البوني.

1862م (1279هـ) مفاوضات المجلس الأكبر، وكتاب سلوان المطاع في عدوان الأتباع لابن ظفر. وكتاب واسطة السلوك في سياسة الملوك لموسى بن يوسف زيان العبد الوادي. وختم في الحديث للشيخ صالح النيفر.

1863م (1280هـ) كتاب الواسطة إلى معرفة مالطة وكشف المخبأ عن فنون أوربا لأحمد فارس الشدياق، وكتاب مناقب الأئمة الأربعة للحريفشي والشعراني، وكتاب لوعة الشاكي ودمعة الباكي لصلاح الدين خليل الصفدي، والموطأ للإمام مالك.

1864م (1281هـ) ديوان حسان بن ثابت، وكتاب حاشية على قطر الندى للشيخ حسن عبد الكبير الشريف.

1865م (1282هـ) كتاب كنز فنون الضباط الصغار لأحمد المورالي، وكتاب خدمة ضباط عسكر التريس لنفس المؤلف.

1866م (1283هـ) شرح الرسالة السمرقندية لأبي الليث السمرقندي، والخلاصة النقية في أمراء أفريقية للشيخ محمد الباجي المسعودي.

1867م (1284هـ) كتاب أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك للوزير خير الدين باشا التونسي (رئيس وزراء تونس). وكتاب شرح متن الأجرومية للشيخ خالد بن عبد الله الأزهري، وشرح المتن المذكور للشيخ أبي النجا محمد مجاهد الطنتداعي.

1868م (1285هـ) طبعة ثانية من مناقب الأئمة الأربعة.

1869م (1286هـ) كتاب المؤنس في أخبار أفريقية وتونس لابن أبي دينار. وكتاب تعليم المتعلم طريق التعلم لبرهان الدين الزرنوجي. وكتاب: شرح وجيز لسكة الحديد من الحاضرة إلى حلق الوادي وباردو(مدينة تونسية جنوب العاصمة) لتيودور لامينتس.

1870م (1287هـ) صفحات من كتاب الحلل السندسية في الأخبار التونسية للشيخ محمد بن مصطفى الوزير السراج كانت قد نشرت بالرائد التونسي.

1871م (1288هـ) جريدة عقد اللال في التوسل بالنبي بالآل للشيخ محمود قابادو. وطبعة ثانية من كتاب لوعة الشاكي ودمعة الباكي للصفدي.

1872م (1289هـ) كتاب شرح على متن اليساغوجي (عالم منطق يوناني) للشيخ محمد بيرم الثالث. وكتاب زهرة الدولتين الموحدة والحفصية للزركشي.

1873م (1290هـ) شرح العالم بستان للشيخ من بن الخوجة الأول المتوفي عام 1279هـ. وكتاب زواهر الكواكب لبواهر المواكب للشيخ محمد بن علي بن سعيد. وكتاب منهج السلك إلى ألفية بن مالك للشيخ محمد بن علي الأشموني. وكتاب متن الأجرومية للشيخ محمد الصنهاجي المعروف بالأجرومي. وكتاب منظمةفي قواعد اللغة العربية للشيخ عبد الله الشيراوي الشافعي.

1874م (1291هـ) النزهة الخيرية في التواريخ الحالية للشيخ حسن لازاغلي البوني.

1875م (1292هـ) دفتر الكتب المحفوظة بخزانة المكتبة الصادقية المشهورة بالعبدلية في جامع الزيتونة. وكتاب عقيدة الإمام السيوطي. وكتاب مجموعة الأحاديث القضاعية. وكتاب باب ما يقال عند الكرب.

1876م (1293هـ) كتاب "خاص الخاص" لأبي منصور عبد الملك الثعالبي، وكتاب شرح الأجرمية لعبد الرحمن الماكودي، وكتاب"مولد خير الأنام" للشيخ ابراهيم الرياحي، وكتاب "شرح صغرى الصغرى" للشيخ محمد بن يوسف السنوسي الحسني، وقصيدة "بانت سعاد" لسيدنا كعب بن زهير رضي الله عنه، وكتاب "نظم المرشد المعين على الضروري من علوم الدين" لأبي محمد عبد الواحد بن عاشر، ومتن الجزرية لشمس الدين محمد بن عمر الجزري، وكتاب "مختصر الدر الثمين والمورد المعين" للشيخ محمد بن أحمد بن محمد الفاسي الشهير بمياره، وطبعة ثانية من كتاب "الإفادة في علم الشهادة" للشيخ محمد بن بشير التواتي، وكتاب "نور الإيضاح ونجاة الأرواح" للشيخ حسن الشرنبلالي.

1877م (1294هـ) كتاب "تعليم القاري" للشيخ محمد بن حسن البارودي، وديوان الشيخ محمود قابادو.

1878م (1295هـ) شرح الأربعين النووية لسعد الدين التفتازاني، وكتاب "القسطاس المستقيم في اختلال الحكم بنفي جنسية القايد نسيم الوزير" للوزير حسن مستشار المعارف بتونس، وكتاب آخر له في "نازلة القايد نسيم قابض الدولة. ومفاوضات مؤتمر القسطنطينية في المسألة الشرقية لكاتب يهودي هو موردخاي شملة. و "أطلس في الجغرافية" لمحمد بن حميدة. وكتاب " بلوغ الأماني في مناقب الشيخ أحمد التيجاني" لأحمد أديب المكي.

1879م (1296هـ) كتاب "الأجنة الدانية الأقطاف  بمفاخر السادة الأشراف" للشيخ محمد بن عثمان السنوسي.

1880م (1297هـ) كتاب "لقط الدرر" للقاضي محمد السنوسي بن مهنية الكافي. وكتاب "درر العروض" لحفيده محمد بن عثمان السنوسي.

1881م (1298هـ) في هذا العام خضعت تونس للحماية الفرنسية بموجب معاهدة باردو. وأنتجت المطبعة الرسمية التونسية: كتاب "البدرية" للإمام جعفر البرزنجي، و كتاب "الدر المنظوم في كيفية كتب الرسوم" للشيخ صالح النيفر, وكتاب "المواهب الصمدية لكشف لثام السمرقندية" للشيخ الطاهر بن مسعود, وكتاب "المطلع في الفلك" للشيخ محمد بن سعيد السوسي, و كتاب "الدر الثمين و المورد المعين" للشيخ محمد بن احمد بن محمد الفاسي الشهير بعياره, وكتاب "الجوهر المرتب في العمل بالربع المجيب" للشيخ محمد المكي بن عزوز, قطعة من النصف الأول بها 296 صفحة مما نشره الرائد التونسي في عام 1298 من كتاب "مسامرات الظريف بحسن التعريف" للشيخ محمد بن عثمان السوسي.

1882م (1299هـ) كتاب "حاشية على قرة العين لشرح ورقات إمام الحرمين" للشيخ محمد بن حسن الهده, و بهامشه الشرح المذكور للشيخ محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحطاب من رجال القرن الحادي عشر, و كتاب "مصرع أرباب العذر في التوسل بأهل بدر" للشيخ أحمد أديب الملكي.

1883م(1300هـ) كتاب "مجموعة القوانين التونسية الأولى في عصر الحماية".

1887م (1305هـ) ظهور العدد الأول من جريدة "الحاضرة" وهي جريدة أسبوعية سياسية أدبية وأدارها النابغة علي بوشوشة، وشارك في تأسيسها: البشير صفر، والشيخ الفقيه الحقوقي صالح عباس، والمؤرخ العلامة محمد بلخوجة مستشار الحكومة. ويذكر الكونت فيليب دي طرازي أن "الحاضرة" قد ظهرت في 2 أغسطس/ آب عام 1888م (3).

1888م أصدر حسين المقدم في تونس العاصمة جريدة "نتائج الأخبار" في أبريل/ نيسان، وقد بلغت يوبيلها الفضي في حياة منشئها (3).

1889م أصدر عبد الرحمن الصنادلي في تونس العاصمة جريدة الزهرة، وقد بلغت يوبيلها الفضي في حياة منشئها أيضًا(3).

1893م أصدر نجيب باشا ملحمة وفرج الله نمور جريدة "البصيرة" في تونس العاصمة في 14 نيسان. هذا وينتمي نجيب باشا ملحمة أحد صاحبي هذه الجريدة إلى أسرة قديمة في بيروت. وقد مثل دورًا سياسيًا مهمًا عندما كان وزيرًا عثمانيًا في عهد السلطان عبد الحميد الثاني. ثم أفل نجم سعده بعد تنحية السلطان عبد الحميد ومات غريبًا في باريس سنة 1936 (3).

1893م أصدر محمد بلك باش جريدة "المنتظر" في تونس العاصمة في 14 يونيو/ حزيران (3).

1895م أصدر الزعيم التونسي المشهور عبد العزيز الثعالبي جريدة "سبيل الرشاد" في تونس العاصمة في 16 ديسمبر/ كانون الأول (3).

1896م أصدر محمد بورقيبة جريدة "لسان الحق" في تونس العاصمة في 14 يونيو/ حزيران (3).

1900م صدرت في تونس العاصمة جريدتا  "البستان" و "المخيَّر" . هاتان الجريدتان كانتا تطبعان بحروف عبرانية كما أوردت المستعرب اكليمنت هوار في كتابه "الأدب العربي La Literature Arabe" غير أنه أغفل اسم منشئيها (3).


___________________________________________

المراجع:

(1) ابن الخوجة، سيدي محمد- مقالة بعنوان: متى كان ظهور الطباعة بالأحرف العربية في تونس. المجلة الزيتونية – الجزء الخامس – المجلد الرابع- محرم 1360 فيفري 1941- المطبعة التونسية – نهج سوق البلاط –عدد57 . تونس.
(2) الشدياق، أحمد فارس – الواسطة في معرفة أخبار مالطة وكشف المخبأ عن أحوال أوروبة – تحرير قاسم محمد وهب- دار السويدي للنشر والتوزيع – أبو ظبي، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر-بيروت. الطبعة الأولى 2004م.

 

(3) فيليب دي طرّازي، الكونت - تاريخ الصحافة العربية- المطبعة الأدبية- بيروت- ط1-1914م.

 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية