في بداية كل عام ميلادي يطرح السؤال نفسه في كل مكان: "ما هي أمنياتك وأحلامك لهذا العام؟ ماذا تود إنجازه وتسعى لتحقيقه؟" طبعا البعض يستغرب السؤال لأنه لا يملك أية أهداف وليس لديه أجندة عمل في حياته، فلا يعرف الإجابة و يتتأتأ في الرد، وآخر لديه أجندة سنوية واضحة وأعمال في قائمة المهام، لأنه يؤمن بأهمية التخطيط للحياة وضرورة كتابة الخطوات المستقبلية، وهناك فئة ثالثة بين الاثنين. لكن السؤال الأهم هو هل التفكير والتخطيط بالأعمال والإنجازات مرتبط ببدايات السنوات الميلادية أو الهجرية؟ وهل نحن نراجع أمنياتنا وأحلامنا بشكل شهري أو دوري وفصلي حتى نقيمها في نهاية السنة؟ وهل طبقنا ما خططنا له في الأعوام السابقة؟ كلها أسئلة أترك لكم إجاباتها. وتماشيا مع الموضة التويترية في كتابة الجمل القصيرة، سأذكر هنا خواطر تمر في الأذهان دون التقيد بالمكان والزمان، لكنها صالحة لكل الأزمان وتنطبق على أيّ كان، ليحقق الميزان في حياة الإنسان، وترقى الأوطان.

1.    فلنقرأ.. لنرتقي بعقولنا إلى آفاق بعيدة، فالكنز المخبأ بين الصفحات والسطور ليس له بديل في أكبر المناجم والبحار.

2.    فلنكتب.. ليحفظ التاريخ تجاربنا، وتحكي الأجيال قصصنا، ونفيد الآخرين ونوقد الشموع في دروب مظلمة، ألسنا رسلًا ورسالتنا التبليغ؟

3.    فلنحاور.. باب الحوار لا تسده، فالحديث مع الصغار متعة، ومع الكبار خبرة، ومع ذوي الأعمار المتماثلة استزادة بالمعرفة.

4.    فلنسافر.. ولأجل الترحال فلنبادر، فالمسافر يستمتع بالمناظر ويتعلم من المخاطر ويتسوق بالمتاجر، ويبني العلاقات أثناء المعابر.

5.    فلننطلق.. بأفكارنا وطموحنا لا بد أن ننطلق إلى الأعالي لنحقق المعالي، فالحياة جهد ومثابرة وليست ألعاب وتسالٍ.

6.    فلنمارس الرياضة.. رياضة الجسد والقلب والروح، فحركة الأعضاء وحدها لا تكفي، وعجلة التغيير سريعة الحركة علينا مواكبتها.

7.    فلنخطط .. لغد أفضل، وأي غد دنيوي سيكون أجمل لو لم نفكر للغد الذي يلي ما بعد هذا الغد، فلنخطط لمستقبل الأوطان ومراتبنا في الجنان.

8.    فلنتعلم.. مخطئ من يظن أن التعليم يتوقف بعد التخرج من أسوار المدارس والجامعات، فالتدرب والممارسة والاطلاع يبقى معك إلى اللحد.

9.     فلنوازن.. الموازنة مطلوبة في جميع مناح الحياة، وللوسطية أهمية قد لا ندركها في مقتبل الأعمار لحماسنا الشبابي، لكنها اختيار الأخيار.

10.    فلنتواصل.. مع أصدقائنا وزملائنا حيث المشاغل والمشاكل الحياتية تلهينا عن كثير من الأحباء الأقرباء ، وقد لا نذكرهم إلى بعد رحيلهم .

11.    فلنبرهما.. إنهما تاج الرؤوس، المخلوقان الوحيدان اللذان أمامها تصبح طفلا وإن كنت في السبعين من عمرك، الوالدان.. إرضاؤهما فلاح الدارين.

12.    فلنشكر الله.. {..لئن شكرتم لأزيدنكم} ونحن نطمع ونطمح للزيادة في كل الأمور، فكم سهل يسر زيادة الأموال والأولاد وكل ما نشاء، بذكره عز وجل.


هذه 12 هدية أقدمها لنفسي ولكم أيها القراء الكرام، وعسى الأفراح في دروبكم كل الأعوام.

 

 

التدقيق اللغوي لهذه المقالة: هبة البشير. 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية