حصل الباحث علي السلامة على درجة الماجستير في الفقه الإسلامي وأصوله بتقدير امتياز من كلية الشيخ نوح القضاة للشريعة والقانون بجامعة العلوم الإسلامية العالمية في المملكة الأردنية الهاشمية، وكانت دراسته في الماجستير على المسار الشامل، وكان بحث التخرج الذي قدمه الباحث علي السلامة بعنوان "دور الوقف في دعم التعليم ووسائل تطويره".
1. ملخص البحث:
يتلخص البحث ببيان مفهوم الوقف وأحكامه في الفقه الإسلامي، وتوضيح أثره البارز في دعم التعليم وطلاب العلم في الدول العربية، والدور الرائد الذي يلعبه في تنمية المجتمعات في مجال التعليم والتدريب منذ مشروعيته، ويعرض البحث نموذج ناجح للوقف التعليمي في أحد الدول العربية، كما يعرض نموذج ناجح لمؤسسة وقفية لإدارة الأوقاف حيث تساهم في دعم التعليم وطلاب العلم في الدول العربية، كما يعرض البحث أثر التجربة الغربية في إدارة الوقف التعليمي، ويؤكد البحث على ضرورة توعية المجتمع بشعيرة الوقف ودوره الهام في دعم التعليم لشرائح المجتمع عامة والفقراء خاصة، ويطرح البحث الأفكار الجديدة والآراء المنيرة لتطوير الوقف وتنميته وتحقيق أهدافه التي شُرع من أجلها.
2. مشكلة البحث:
يعاني الكثير من أبناء المجتمع العربي من الجهل والحرمان لعدم توفر فرصة التعليم حيث ارتفاع نسبة الأمية في المجتمع العربي وخاصة في اليمن والصومال وجيبوتي والسودان، وذلك لعدة أسباب منها:
1. الجهل المتراكم أدى إلى عدم الاهتمام بالتعليم.
2. قلة الموارد الاقتصادية في بعض البلدان.
3. عدم استثمار الموارد الاقتصادية المتاحة.
4. عدم الوعي بشريعة الوقف بشكل يحقق أهدافه ومنها موارد الدولة.
5. خلط بعض المسلمين بين الوقف والصدقة فأصبحوا لا يفرقون بينهما.
6. عدم إعطاء الوقف دوره الرائد في دعم ورعاية العلم وطلابه.
7. التركيز على الجانب التقليدي في إدارة واستثمار الوقف التعليمي.
8. قلة توجيه الأوقاف وريعها على الجانب التعليمي أحد أسباب الأمية.
3. نموذج مؤسسة وقفية ناجحة:
عرض الباحث نموذج مؤسسة وقفية تعليمية ناجحة وهي جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في جمهورية السودان، حيث بدأت هذه المؤسسة بمبنى معهد وقفي لتحفيظ القرآن الكريم بتبرع كريم من السيد ابراهيم الهاجري من الكويت بإشراف الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، حيث تم وضع حجر أساس المبنى في منطقة أم درمان شمال العاصمة السودانية الخرطوم في عام 1987م، وبدأ طلاب العلم يتوافدون على هذا المعهد الوقفي التعليمي من شتى بقاع العالم، وفي عام 1990م تحول هذا المعهد إلى جامعة ضخمة اسمها جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وأصبحت تلك الجامعة صرحًا شامخًا، لها مكانة علمية عريقة، ومؤسسة ذات ثقل في قارة أفريقيا وفي العالم قاطبة، حيث أصبحت تدرس علوم القرآن الكريم والشريعة والفقه والقانون واللغة العربية والإدارة والتربية وغيرها من العلوم التي يحتاجها المجتمع، كما أصبحت تحتضن كبار العلماء وطلبة العلم، وصارت تخرج سنويًا ثمانية عشر ألف طالب وطالبة، وبعض خريجي الجامعة يجدون فرصة عمل داخل الجامعة فيستقرون فيها، والبعض الآخر أصبح يدرس في جامعات أخرى في دول متعددة، وكذلك وجد الكثير من خريجي هذه الجامعة فرصة عمل تتناسب مع شهادته الجامعية.
ومن ثمرات هذه المؤسسة الوقفية التعليمية أنها تقيم المؤتمرات العلمية الدورية في شتى العلوم الإسلامية، لمواكبة التطورات التي تطرأ على العصر بين حين وآخر، كما أنها سلكت سبيل التعاون والشراكة بينها وبين المؤسسات التعليمية المحلية والدولية لتطوير آلية التعليم العالي وتبادل الخبرات، وتطوير هذه المؤسسة الوقفية لتصبح في صدارة الجامعات العالمية من حيث التقدم والازدهار في مجال العلم والمعرفة.
4. دور المؤسسات الوقفية في خدمة التعليم:
تتجلى صور وإنجازات المؤسسات الوقفية المعاصرة في دعم التعليم فيما يلي:
1) إعمار المساجد والإنفاق على مستلزماتها في العواصم والمدن والقرى الإسلامية، وكذلك في الدول التي بها أقليات مسلمة، وذلك بجهود وتمويلات رسمية حكومية أو خاصة أهلية.
2) إنشاء المدارس والكليات الشرعية والعامة والمعاهد الصناعية للبنين والبنات، لتعليم العلوم النافعة والتجارة والحرف المهنية واليدوية.
3) إقامة المكتبات الوقفية العامة منها والخاصة، كمكتبات المساجد والمدارس الشرعية ونحوها.
4) إنشاء المجلات الإسلامية الدعوية والعلمية والثقافية ونحوها بما يصدر عن وزارات الأوقاف أو الجهات الوقفية الخاصة.
5) طبع الكتب العلمية والدعوية والثقافية وتوزيعها على الناس لتحقيق مزيد من الوعي الديني والتنمية المعرفية، وللإعانة على الدراسات والبحث العلمي.
وفي ختام البحث أكد الباحث على أهمية تطوير أعمال الوقف، وزيادة انتشاره وإنتاجيته، وتوعية المجتمع بدوره الاستراتيجي بين الأفراد والمؤسسات، وذلك من خلال الأمور التالية:
1- عقد الشراكة بين المؤسسات لتبادل الخبرات في إدارة وتنمية الوقف التعليمي.
2- تخصيص أكبر عدد من الأوقاف في مجال التعليم وتحويل ريعها للدول الفقيرة.
3- تشجيع المانحين من المؤسسات والأفراد في توجيه أوقافهم لدعم التعليم.
4- توعية أفراد المجتمع بشعيرة الوقف وأحكامه.
5- تطوير مؤسسات الوقف من خلال مواكبة العصر وإدخال التكنولوجيا.
6- الاستفادة من تجربة القطاع الخاص في إدارة الوقف واستثماره.
7- استثمار أملاك الدولة في خدمة الوقف وتوعية المؤسسات والأفراد.
8- إنشاء محفظة وقفية إسلامية تعني بدعم التعليم ومحو الأمية.
9- تدريب الأفراد القائمين على الوقف وإعادة توزيع أدوارهم في المكان المناسب.
10- استثمار الطاقات الشبابية في بناء مؤسسات الوقف الحديثة وتقدير جهودهم.
11- تسخير وسائل الإعلام لدعم الوقف التعليمي وأهمية دوره في بناء المجتمع.
12- عقد المؤتمرات العلمية وتشجيع الأبحاث البرامج التدريبية لتنمية الوقف التعليمي.
13- استثمار أموال الوقف في تطوير وسائل التعليم ودعم العلماء.
5. توصيات البحث :
- عمل حصر ودراسة جميع الأوقاف في الدول العربية، ومدى استفادة التعليم منها من خلال مؤسسات الأوقاف الموجودة في كل دولة.
- ضرورة الاستفادة من التجارب الغربية في إدارة الأوقاف وتسخيرها في خدمة التعليم وطلاب العلم.
- إعطاء فرصة أكبر واهتمام أكثر لاستثمار الوقف في التعليم، وذلك من خلال بناء الجامعات والمعاهد ومراكز البحث العلمي.
التدقيق اللغوي: هبة العربي