في عام 2007 م كنت مع فريق اللجنة المنظمة في ملتقى العمل الخيري الكويتي الإنساني ، وفي إحدى ندوات الملتقى فإذا بي أفاجأ بشخص في لحيته الشيب وفي يده جهاز كمبيوتر محمول، وفي وجهه الثقة والتفاؤل ، فطلب مني أن أقوم بتركيب الجهاز المحمول على جهاز العرض (البروجكتر)، وبدأت أستوعب أن من أمامي هو الشيخ عبد الرحمن السميط علماً بأني لأول مرة ألتقي به ، فلبيت طلبه وكان الشيخ متابعاً لما أفعله ودقيقاً حتى اطمأن أنه تم تركيب الجهاز ، وبعدها بدأت ندوته وكانت حشود الجماهير تترقب ما سيقول الشيخ وما سيعرض ، فبدأ يتكلم عن تجربته في أفريقيا ويعرض الصور والأرقام ، وهذا جزء من ندوته في الملتقى:
"إن أيادي المسلمين وصلت الى افريقيا منذ وقت طويل يعود الى بداية قيام الدولة الاسلامية ، حينما شارك عشرات الصحابة في نشر الاسلام في القارة السوداء ، وللعرب دور كبير في افريقيا فهم أول من أدخل الكتابة والقراءة الى افريقيا ، حيث تأثرت لغات أبناء هذه القارة باللغة العربية ، حيث أن 37% من اللغة السواحلية مفرداتها من اللغة العربية ، وللمؤرخين العرب دوراً كبيراً في تاريخ افريقيا والأمثلة على ذلك كثيرة ، والكويت قدمت لمؤسسات العمل الخيري في العالم الاسلامي الكثير من الامتيازات والمميزات كنظم الادارة الحديثة للعمل الخيري ونظام كفالة الأيتام ، ونظام ربط المشروع بالمتبرع ، بالإضافة الى لإحياء سنة الوقف ومشروع أسلمة القبائل الذي يعد من أهم إنجازات الدعوة الى الله." انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
والدروس التي تعلمتها في هذا اللقاء القصير من هذا الجبل الشامخ ما يلي:
- رغم سنه وخبراته الكبيرة والعريقة وأعماله الكثيرة إلا أنه لم يكن معه مرافق أو مساعد وهذا يدلنا على تواضعه وقوته واعتماده على نفسه بعد الله.
- كان يتحدث بلغة الأرقام فهي لغة الناجحين والعظماء لأنهم يتحدثون عن خطوات وإنجازات.
- وكذلك سرده لقصص مشوقة عايشها بنفسه كان لها أثر كبير في نفوس الحضور.
- وتعلمت منه أنه مهما وصلت من العمر فإنك قادر على التعلم ومواكبة العصر بأدواته الحديثة.
كان يحب التعاون والشراكة في العمل مع الجميع الأمر الذي حدا به للوصول إلى العالمية حيث بدأ بلجنة صغيرة "لجنة مسلمي أفريقيا" واليوم ترك جمعية ضخمة "جمعية العون المباشر" لها بصمة واضحة في قارة افريقيا ، وترك لنا دروس وقصص في العمل الخيري ، نسأل الله أن يعيننا على الاستفادة منها في تطوير العمل الخيري .
وأخيراً تعلمت منه أن إنجازاته وأعماله كان دائماً ما يقلدها لوطنه الكويت ودينه الإسلام فهذا درس في الحب والولاء للدين والوطن .