أود طرح ظاهرة مهمة جداً لوحظ في الآونة الأخيرة انتشارها بشكل كبير جداًفي بعض المجتمعات وهي الشائعات التي شملت جميع جوانب الحياة وأصبحت من العادات المحببة لدى البعض وكأنها أمر طبيعي يفترض على الجميع المشاركة فيه والمساعدة على نشره.، وأصبحت الشائعات من قوة انتشارها تتحول في عقول البعض إلى حقائق وما هو لافتاً للنظر أيضاً أن معظم الشائعات تكون مفبركة يطرحها خبراء متمرسين وبالوقت المناسب لتلائم الحدث .وللأسف الشديد انتشرت بقوة
تفوق قوة الحقائق، وسبب قوتها يعود للأرض الخصبة التي ترعاها. فمثل هذه الظواهر تلحق الضرر في كل أفراد المجتمع بكافة فئاته .
**لنتعرف أولا على معنى الإشاعة: عبارة عن نبأ مصدره مجهول، يطرحه شخص، ويجول به أشخاص آخرون يطرحونه فيا لمجالس والأماكن العامة والخاصة والمناسبات المتعددة وذلك لاستقطاب آذان الحضور دون الإلمام والمعرفة بعواقب ما يتم طرحه، بعدها يبدأ دور السامعين بتعزيز الخبر ونشره بأساليب ومهارات مختلفة، بعدها يبدأ البحث عن أفضل و أسرع الوسائل والسبل التي تساعد على انتشاره وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على ضعف الوازع الديني عند الشخص اللذين
يسعون إلى تغذية ألسنتهم وقلوبهم بضرر الآخرين، وهذه السلوكيات لا تثمر إلا شوكاً تضر كل أذن تسمعه. وليتنا نستشعر عظمة هذه الآية(ما يلفظ منقول إلا لديه رقيب عتيد) سورة ق -18
كما أن بعض الناس يطلقون الشائعات لخدمة مصالحهم الشخصية ،أو لإثارة الفوضى والبلبلة في مكان ما. أو بقصد الإساءة لناس معينين، وهذه الشائعات تنطلق من أناس غير أصحاء نفسياً ومصابين بأمراض القلوب سيطرت على عقولهم و دفعتهم للقيام بسلوكيات تسيء للآخرين
( كالحسد والغيرة-والنفس الأمارة بالسوء)
هذه الأمراض التي ألمت بهم يعود سببها لضعف إيمانهم بالله سبحانه وتعالى، وابتعادهم عن نهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .قال الله تعالى :" ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علىما فعلتم نادمين "- سورة الحجرات -6وختاماً أتوجه بالنصيحة لكل من يقرأ هذا المقال ويود أنيستفيد منه أن يعلم:أن الشائعات أمر سيئ للغاية، ومجرد نشرها في المجتمع دلالة واضحة على عدم وعي أفراده و عدم استقرارهم المهني والأخلاقي والتنموي فيجب أن نعي تماما خطورتها على مجتمعنا وأفراده وعلينا محاربتها وعدم المساهمة في ترويجها .فلو نظرنا لسلبياتها لوجدنها لا تعد ولا تحصى وأن طرحها وانتشارها يضر بسمعة أفراد أبرياء، وتلحق أضرار صحية وصدمات نفسية ومادية وتضيع مستقبل أفراداً من جراء طرحها وتداولها في المجتمع بطريقة غير صحيحة وبعيدة عن الواقع دون مراعاة لشعور الآخرين.
الشائعات: تمثل خطراً شديداً على مجتمعنا فهي تستهدف أشخاصاً وفئات وشرائح يقعون ضحايا لها، والمجتمع يستطيع أن يعبر عن رقيه ووعيه وحضارته من خلال تحليله للأحداث، والبحث عن الحقائق والتعرف على ما يمكن أن يكون واقعياً وما هو مجرد شائعات والأشخاص اللذين يهدفون إلى الإساءة لحدث أو شخص أو مجتمع أو عائلة الخ---، وما علينا نحن كأفراد ومؤسسات وتربويين إلا الحذر من مروجي تلك الشائعات و عدم المساهمة في صياغتها أو الترويج لها وعدم المساعدة على نشرها والبحث عن الحقائق وطرحها بموضوعية وواقعية ,لنسهم إسهاماً فعالاً في بناء
مجتمعنا بناءً سليماً وحماية أفراده من عواقب تلك الشائعات . حمانا الله جميعاً من شر الشائعات وعواقبها.