أهداني بعض الأفاضل مجموعة من الكتب، لأنه انتقل إلى بيت جديد، أسأل الله أن يجعله منزلا مباركاً له ولعائلته، فقبلتها مشكوراً ولما أحضرتها للمنزل كانت زوجتي مريضة فلم تستطع الحديث عنها، مع اعتراضها على اقتنائي الكتب وخوضنا في جدل عميق عقيم منذ أن تزوجنا، إذ للكتب مكانة في نفسي ومكان في منزلي صغر أو كبر، وفي كل مرة ننتقل إلى بيت جديد تتقلص مساحة المكتبة حتى حبست ما تبقى لدي من كتب في خزانة متر ونصف بمترين تقريباً، وأفسحت المجال مع الكتب لأغراض أخرى بحجة أن الخزانة تحتوي على أشياء كثيرة، وليست للكتب فقط.
أعود لصديقي الكريم، وأظن أن زوجته أيضا - والله أعلم- قررت التخلص من الكتب لديه ففرقتها أيادي سبا. في الوقت الذي أخذت فيه الكتب من صديقي، قامت الشركة التي أعمل بها بإخلاء المكتبة، وطلبوا مني فرز الكتب فيها للتبرع بها لجمعية خيرية، وأخذ ما أحتاجه منها، فأخذت مجموعة من الكتب إلى مكتبي لحاجتي إليها وبلغت الأقسام الأخرى لأخذ ما تحتاج إليه من مراجع، طبعا الجميع قابلني بابتسامة صفراء قائلين :إن المكتبة أصبحت جزءا من الماضي وإن النت اليوم أصبح يفي بجميع المتطلبات، وشعرت عندها أنني ربما من الزمن الجميل القديم (دقة عتيقة)..
المهم الآن لا أعرف كيف آخذ الكتب إلى البيت بعد أن أقنعت زوجتي بهدية صديقي على مضض كلما سنحت لي الفرصة أقرأ وأحيانا آحتاج أن أكمل قراءة كتاب في المنزل، فأصطحبه معي في السيارة، وآخذه إلى المنزل فأنشغل فأعيده في الصباح معي إلى المكتب دون أن أقرأ حرفاً في المنزل، وأحيانا أدعه في السيارة لأغتنم المشاوير التي يتطلب مني البقاء في سيارتي خلالها وعدم وجود النت فأقرأ ما تيسر..
الخلاصة: النساء لا تحب الكتب وإن أحببنها فالزوجات لا تحب الكتب، ولا أدري هل المشكلة في أنا أم في الزوجة أم في الكتب نفسها، الله أعلم.